رام الله - قدس الإخبارية: بعد 24 عامًا من طرد رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان من جامعة بيرزيت خلال الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى" عام 2000، والقنصل البريطاني عام 2013، تكرر المشهد مع السفير الألماني في ظل حرب الإبادة الجماعية.
وطرد طلاب جامعة بيرزيت السفير الألماني من المتحف الفلسطيني الواقع بجانب الجامعة - ولا يبتع لها إداريًا - خلال اجتماع نظمه الاتحاد الاوروبي للسفراء في المتحف.
وقال منسق القطب الطلابي في جامعة بيرزيت عمرو كايد لـ "شبكة قدس" إن الحركة الطلابية توجهت إلى المتحف الفلسطيني الواقع بجانب الجامعة بهدف طرد السفير الألماني وعددًا من سفراء الاتحاد الأوروبي بسبب مشاركة دولهم في الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأضاف كايد أن السفراء حاولوا نفي أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، واستفزاز الطلاب الذين أجبروهم على الخروج من المتحف.
وقال المتحف الفلسطيني إنه لم يدع أيًّا من سفراء الدول الذين حضروا خلال اليوم، وإنّما اقتصر الأمر على تأجير غرفة اجتماعات لسفارة دولة بلجيكا التي تقف منذ بدء العدوان على أهلنا في قطاع غزّة مع الصوت الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة، سواء من خلال تصريحات سياسيّيها، أو حراكاتها الشعبيّة، وذلك من أجل عقدهم اجتماعًا خاصًّا، لا علاقة له بالمتحف الفلسطيني كمؤسّسة ثقافيّة، للّقاء مع شخصيّات فلسطينيّة، ولم تُعرض عليه قائمة بأسماء المدعوّين.
واعتذر المتحف على أنه لم يطلب قائمة بأسماء المدعوّين وصفتهم الرسميّة، مضيفًا: "علمًا أنّنا لو عرفنا بوجود سفراء من دول غير مناصرة كنّا رفضنا تأجير القاعة، كما فعلنا في مرّات عديدة خلال الأشهر الماضية."
جوسبان
وفي عام 2000 اختتم رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان زيارته لفلسطين في جامعة بيرزيت، إذ ألقى محاضرة استخدم فيها مصطلحات وعبارات عنصرية استفزت طلبة الجامعة ما تسبب برشق طلبة بيرزيت لجوسبان ومرافقيه بالحجارة و طردهم من حرم الجامعة، ذلك بعد إدخال ليونيل جوسبان إلى سيارته التي لم يرحمها طلبة بيرزيت أيضاً.
وأكثر ما استفز طلاب جامعة بيرزيت حينها هو وصف رئيس الوزراء الفرنسي للمقاومة اللبنانية "بالإرهابية" قبل يومين من محاضرته في جامعة بيرزيت، فرد عليه الطلبة بالحجارة والهتافات ورفع اللافتات التي كُتب عليها "من بيرزيت إلى بيروت شعب موحد لا يموت"، وأخرى كُتب عليها "نحن لسنا ارهابيين حضرة رئيس الوزراء"، وكُتب أيضاً "المقاومون اللبنانيون ليسوا إرهابيين، الإرهابيون الحقيقيون هم الذين يقتلون أطفالهم وأطفالنا يوميا".
هذا وكان جوسبان قد حاول التخفيف من حدت مصطلحاته و أفكاره في جامعة بيرزيت بعد تلك التصريحات، إذ أدان في كلمته وجود القوات "الإسرائيلية" في لبنان واحتلال الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أن موقفه فيما يتعلق بلبنان مطابق للمبادئ الرئيسية التي يستند إليها تحرك فرنسا.
تحدثت آنذاك كل وسائل الإعلام عن ذلك الحدث الذي اعتبره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عملاً لا يليق بجامعة بيرزيت وطلبتها، وتناقلت وسائل الإعلام حينها اعتذار عرفات لجوسبان بحضور رئيس الجامعة السابق حنا ناصر إذ قال الرئيس عرفات "لا أملك إلا أن أتقدم لسيادتك باعتذاري الشديد على ما حدث، وأن تقبل هذا الاعتذار مني ومن الشعب الفلسطيني ومن زملائي في جامعة بيرزيت".
اعتقلت الأجهزة الأمنية في حينه 15 طالب من الجامعة حُملوا المسؤولية بشأن ما حدث لرئيس الوزراء الفرنسي، وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم آنذاك إن الحركة الإسلامية في الجامعة هي المسؤولة عما حدث.
القنصل البريطاني
خلال عام 2013، هاجم مئات من الطلبة الفلسطينيين القنصل البريطاني في القدس المحتلة فينسنت فين خلال زيارة لإلقاء محاضرة بجامعة بيرزيت قرب رام الله في الضفة الغربية، وذلك رفضا لما وصفوها بـ"سياسة بريطانيا الاستعمارية المنحازة لإسرائيل".
ووصل القنصل البريطاني إلى الحرم الجامعي لبيرزيت لإلقاء محاضرة عن العلاقات الفلسطينية البريطانية، لكن إدارة الجامعة قررت إلغاءها بسبب احتجاج الطلبة.
وقال بيان لإدارة جامعة بيرزيت، حينها، إن محاضرة القنصل البريطاني التي كان من المفترض أن تعقد بمعهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية عن العلاقات البريطانية الفلسطينية ألغيت بعد "احتجاج الطلبة السلمي" على زيارته.
واحتشد عشرات الطلبة أمام مبنى الإدارة أثناء لقاء القنصل بأعضاء من إدارة الجامعة، محملين بريطانيا مسؤولية الوجود الإسرائيلي في فلسطين، ومطالبين إياها بتحمل مسؤولياتها تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وباللغة الإنجليزية، هتف عشرات الطلبة أثناء خروج القنصل البريطاني وسط حماية مشددة من أمن الجامعة "اخرج من بيرزيت.. اخرج من بيرزيت"، وحملوا لافتات تندد بالسياسات البريطانية المنحازة لإسرائيل.
واعترض الطلاب طريق القنصل وراحوا يطرقون سيارته، وتمكن بعضهم من اعتلائها ووضعوا صور الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام عليها.