في مشهد أخلاقي رائع قدم سارق عرضا سخيا لأهل البيت الذي اقتحمه وقتل نصف سكانه ونهب المجوهرات والمال وأخذ معه بعضا من الأفراد واستولى على الأرض والماء والغاز واستمر في ذلك أعواما طويلة.
كرر السارق فعله المنطقي والمحمي دوليا عديد المرات، فواجهه سكان الحي بأسلوب غير حضاري وغير أخلاقي وعديم المنطق والقانون، اعتدوا عليه ووصل ببعضهم الوقاحة أن قيدوه وطلبوا منه عدم تكرار ذلك، ولكن سرعان ما تحرك أصحاب الشهامة في الحي المسروق والمدمر والمنهوب والمغتصبة نساؤه؛ فقالوا إن هذا السارق يجب أن يبقى ونقويه ونحميه أثناء الاعتداء والاغتصاب والقتل لأن أمنه واجبنا.
اعتبروا أن سرقته وأعماله جزء من حياتهم اليومية واعتادوا ذلك، حتى أنهم يشكرونه على عرض سابق لهم بالسماح لهم بالتنفس في أوقات معينة وتقنين هجوم عصابات صديقة له عليهم وعلى ممتلكاتهم بحيث لا تكون يوميا.
"المسامح كريم"… جاء هذا السارق اليوم بعرض سخي جدا وباتت الكرة في ملعب الحي وأهله المنكوبين على مدار عقود.. عرض سخي بعد أن لقنه بعض أفراد الحي درسا ودمروا منظومته التي اعتادها.
صحيح أن العرض لا يحوي ضمانة بعدم تكرار السرقة أو تعويض عما سرق أو إعطاء للحق.. وصحيح أن العرض يأتي والسارق داخل الحي ويسرق ويجرم.. ولكنه سخي جدا وممتاز؛ حيث أنه سيجمد السرقة مؤقتا حتى يتمكن من استعادة من معه الذين كانوا يسرقون من عصابته وتمكن أهل الحي من توقيفهم.
سخي جدا؛ فهو سيفرج بالمقابل عن بعض أبناء الحي الذين فقط حاولوا حماية منازلهم أو دفن من قتلهم السارق في جرائم سابقة ومستمرة.
سخي جدا، هكذا قال للناس وأصدقائه وأعوانه، والمستفيدون منه يقولون إنه ممتاز ويسوقون في الشارع أنه وجبت الموافقة عليه، فمن لا يوافق فورا لا يريد مصلحة الحي ولا يعرف قيمة الكرامة. قالوا فيه ليس سخيا وحسب؛ وإنما ممتاز وجب التقاطه.. فالعيش تحت بسطار السارق بالنسبة للبعض عرض سخي وممتاز.