تقارير خاصة - قدس الإخبارية: خلال كلمةٍ ألقاها الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في اليوم الـ 200 لطوفان الأقصى، أكد جيش الاحتلال لا يزال عالقا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه، ويستغل ورطته على الأرض في المزيد من الانتقام الهمجي العشوائي الذي لم يحقق يوما انتصارا لأي من الغزاة.
وشدد على أن المقاومة ستظل راسخة في غزة رسوخ جبال فلسطين، وأن ضرباتها للعدو ستستمر وتتخذ أشكالا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر العدوان، مضيفا "شاهد العالم طرفا من بأس مجاهدينا وضرباته الموجعة، ليس فقط أثناء وجود العدو في مناطق التوغل، بل أثناء انسحابه أو قبيل انسحابه".
وبعد 200 يومي من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وحصار القطاع ومنع المساعدات وحرب الجوع والعطش والمجازر على مرأى العالم التي شنها الاحتلال، خرج أبو عبيدة بكلمة أكد فيها أن الواقع الميداني لصالح المقاومة، فما هي المعطيات على الأرض؟
المقاومة تتحكم بالميدان
يجيب الباحث الاستراتيجي أحمد الطناني أن الواقع الميداني في قطاع غزة يجاوب بشكل واضح يقطع الشك باليقين حول سلامة البيئة العملياتية للمقاومة مع دلائل وإشارات واضحة عن تماسك غرف القيادة والسيطرة وخطوط الاتصال ما بين الُعقد القتالية للمقاومة وغرف قيادة العمليات وصولًا للإعلام العسكري والاستخبارات.
ويدلل الطناني في حديثه لـ "شبكة قدس"، على ذلك بضربات المقاومة وسرعة الإعلان التفصيلي والمشاهد التي تُعرض بسرعة قياسية للعمليات المُنفذة على مختلف أراضي القطاع من شمالها لجنوبها.
ويشير إلى كمين الزنة "كمين الأبرار" الذي نفذته المقاومة في منطقة محروقة على الحدود الشرقية لخانيونس بعد أكثر من 4 شهور من العمليات القتالية في المحافظة، لتتم العملية وسط تتابع سريع بإعلانات المقاومة، ثم تبعها التصوير الخاص بالعملية.
وفي مثال آخر، يستعرضه الطناني، فإنه يضرب تصدي المقاومة لمحاولات الاحتلال اقتحام مدينة بيت حانون التي أعلن الاحتلال أكثر من مرة إتمام السيطرة العملياتية عليها ونجاحه في تفكيك بنية المقاومة التحتية فيها، فيفاجئ الاحتلال في كل تقدم بالتصدي للمقاومين وتنفيذ عمليات استهداف للآليات وقنص للجنود وتوثيقها بالتصوير، والأمر سيان فور تقدم الآليات شرق دير البلح، وفي شمال النصيرات أيضًا.
وإلى جانب العمليات الميدانية ضد قوات الاحتلال، يرى الباحث الاستراتيجي دليلًا آخر عن استحكام المقاومة في الميدان تؤكده عمليات الإطلاق الصاروخي شبه اليومي من أراضي شمال قطاع غزة تجاه مستوطنات جنوب فلسطين المحتلة.
ويضيف الطناني أن نجاح المقاومة في توجيه عدة ضربات لتمركزات جيش الاحتلال شرق جباليا وشرق غزة، أن المقاومين في هذه المناطق من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم باتجاه الحدود الشرقية للقطاع.
ولم تعمل فصائل المقاومة منفردة في كل عملياتها ضد الاحتلال، بل تشاركت الكتائب العسكرية في عمليات وكمائن مشتركة سواء تتضمن عمليات الاستحكام المدفعي أو القنص أو التصدي المشترك وهو ما يقرأ فيه الطناني وجود هامش حركة مريح للمقاومين وتأقلم مع البيئة العملياتية الجديدة التي تتجاوز آثار العدوان وتتعامل وفق متطلبات الميدان.
ويؤكد الباحث أحمد الطناني أن إفلاس بنك الأهداف لدى جيش الاحتلال بات واضحًا، وقد باتت عملياته تأخذ الطابع الروتيني، موضحًا: "تفشل كل عمليات المباغتة السريعة في تثبيت مبدأي حرية الحركة وتحقيق نتائج حقيقية على الأرض، وفي الواقع تعود بنتيجة عكسية نتيجة لشراسة المقاومة التي تزداد مع كل محاولة للاقتحام ضمن نمط عمليات المرحلة الثالثة في الغزو البري بالقطاع."
لا أهداف محققة
بدوره، يقول الباحث سعد الوحيدي إن الاحتلال لم يحقق أيًا من أهدافه التي وضعها قبل 202 يومٍ من الحرب على غزة، وهي القضاء على حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين وتحقيق حالة ردع.
ويتابع الوحيدي حديثه لـ "شبكة قدس"، الصواريخ ما زالت تطلق من شمال قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف، والاحتلال لم يحرر أيًّا من أسراه لدى المقاومة.
ويلفت الوحيدي إلى أن المعارك في غزة فتحت جبهات عدة على الاحتلال من اليمن والعراق ولبنان وإيران وسوريا، وصولًا إلى الجامعات الأمريكية وفقدان "إسرائيل" البروباغندا التي ضختها على مدار السنوات الماضية.
رغم ذلك، يشير الوحيدي إلى أن الاحتلال يضع أهدافًا غير معلنة، تتمثل بتحويل غزة لمكان لا يصلح للحياة الآدمية وهذا ما يقوم به بشكل واضح حيث استخدمت قوة مفرطة ضد شريحة سكنية محاصرة في قطاع غزة.
وأمس الأربعاء، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام إنها استدرجت قوتين صهيونيتين مؤللتين ويوقعونهما في كميني ألغام منفصلين مستخدمين العبوات الناسفة وصواريخ "F16" التي تم إطلاقها على المدنيين ولم تنفجر في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة.
وأضافت أنها دكّت القوات الصهيونية المتواجدة في محور "نتساريم" وشرق حجر الديك بقذائف الهاون من العيار الثقيل