واشنطن - قدس الإخبارية: اعتقلت شرطة مدينة نيويورك ما لا يقل عن 108 أشخاص خلال احتجاج مؤيد لفلسطين في حرم جامعة كولومبيا، وذلك بناء على طلب رئيسة الجامعة، بحسب عمدة المدينة إريك آدامز.
وتأتي المواجهة بعد يوم من إدلاء رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، من الأصول المصرية، وغيرها من قادة الجامعة بشهادتهم أمام الكونغرس بشأن مناخ الحرم الجامعي ومعاداة السامية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية عىل قطاع غزة
و كتبت المعلقة في صحيفة “نيويورك تايمز” ميشيل غودلبيرغ مقالاً علقت فيه على مساءلة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكي. وجاء مقالها بعنوان: “طَلبَ الجمهوريون قمعاً ضد نقاد إسرائيل، فلبّت كولومبيا” الطلب.
وجاء فيه: “من الواضح أن رئيسة جامعة كولومبيا المتزنة بشكل استثنائي، نعمت شفيق، لم يكن لديها نية ملاقاة مصير رئيستي جامعتي هارفارد وبنسلفانيا اللتين أجبرتا على الاستقالة من منصبيهما، بعد ظهور كارثي لهما أمام لجنة في الكونغرس تحقق حول معاداة السامية في الحرم الجامعي”.
وعلقت غولدبيرغ بأن شفيق، التي قدمت شهادة، يوم الأربعاء، أمام نفس اللجنة، كانت متفقة أساساً مع فرضية الجمهوريين بأن النشاط المؤيد لفلسطين في كولومبيا يحمل مشاعر تعصّب ومعاداة لليهود، ووضحت كيف أنها قامت، وتحت قيادتها، بقمعها.
وقالت إن 15 طالباً عُلّقت دراستهم، بينما وُضع ستة تحت المراقبة التأديبية. وقالت إن الباحث الزائر محمد عبده، الذي عبّر عن مواقف تأييد لـ “حماس” و”حزب الله” و”الجهاد الإسلامي”، “لن يعمل مرة أخرى في كولومبيا”، مضيفة أن عدداً من أفراد الطاقم التدريسي يتم التحقيق معهم.
ولو كان الأمر بيدها لما بقي البرفسور المعادي للصهيونية جوزيف مسعد يوماً واحداً في الجامعة، ويواصل العمل كأستاذ مثبت. وكان هناك حديث حول استمرار مسعد كرئيس للجنة المراجعة الأكاديمية، وقالت شفيق إنه لو ظلّ رئيساً للجنة فسيتم عزله، وفي وقت لاحق أكدت الجامعة أن رئاسة مسعد للجنة ستنتهي في هذا الفصل.
ومن خلال الموافقة أو التراجع، خرجت شفيق من المساءلة والتحقيق، الذي استمر أربع ساعات بدون خدوش، لكن الطرف المتضرر كان جامعة كولومبيا وضمانها للحرية الأكاديمية.
من جانبها، أوقفت جامعة كولومبيا ابنة النائبة الديمقراطية بمجلس النواب الأميركي إلهان عمر وطالبتين أخريين بعد يوم واحد من استجواب إلهان عمر عددا من الإداريين بالجامعة بشأن سوء معاملة الطلاب الذين يحتجون بالحرم الجامعي على حرب الاحتلال على غزة.
وأورد موقع "إنترسبت" الأميركي أن إدارة الجامعة أوقفت الطالبات الثلاث من بين مئات المشاركين في مخيم داخل الحرم الجامعي للاحتجاج على الحكومة الإسرائيلية.
وتطرقت أسئلة إلهان للمسؤولين خلال جلسة استماع بالكونغرس يوم الأربعاء حول معاداة السامية في جامعة كولومبيا إلى رد الجامعة على الطلاب الذين تم رشهم بمادة كيميائية خلال احتجاج طلابي بالجامعة مناصر لغزة في يناير/كانون الثاني الماضي، وسياسة الجامعة المتعلقة بالأساتذة الذين يضايقون الطلاب عبر الإنترنت.
وأعلنت رئيسة الجامعة نعمت شفيق أنه تم إيقاف اثنين من الطلاب فيما يتعلق باحتجاجات يناير/كانون الثاني الماضي، وأن أستاذا يخضع للتحقيق لشكاوى بشأن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي حول الطلاب.
وخلال جلسة الاستماع بالكونغرس التي استندت إلى فكرة انتشار معاداة السامية في حرم الجامعة، أدى ضغط إلهان عمر على نعمت شفيق لتقول إنه لم تكن هناك احتجاجات تستهدف مجموعات عرقية أو دينية محددة، مسلمين أو عربا أو فلسطينيين أو يهودا.
وقالت إسراء هيرسي ابنة إلهان عمر، وهي طالبة في كلية بارنارد مدرسة كولومبيا النسائية، "أعتقد أن خط الاستجواب الذي طلبته والدتي كان بالتأكيد يضغط على جامعة كولومبيا".
وأشارت هيرسي، التي كانت مشاركة نشطة في احتجاجات الحرم الجامعي على الحرب، إلى إنها لم تتلق أي تحذير تأديبي مسبق.
وصباح يوم الخميس، أرسلت الكلية إشعارات إيقاف مؤقتة إلى هيرسي ومريم إقبال وصوف دينو لمشاركتهن في معسكر داخل الحرم الجامعي حشد مئات الطلاب لأكثر من 24 ساعة. وبدأت المظاهرة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قبل جلسة لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب حول معاداة السامية في الكلية.
وبحسب الإشعار، تلقت الطالبات الثلاث طلبات متكررة من كلية بارنارد وجامعة كولومبيا لمغادرة المخيم يوم الأربعاء.
وقررت الكلية أن استمرار المعسكر غير المصرح به في حرم الجامعة يشكل تهديدا مستمرا لاستمرار العمليات العادية للكلية والجامعة، ومنعت الطالبات من دخول قاعات الإقامة ومرافق تناول الطعام والفصول الدراسية أثناء تنفيذ العملية التأديبية الكاملة.
وأشارت إقبال إلى أنها وهيرسي ودينو كن مشاركات بارزات في الاحتجاجات وأدلين بتصريحات لوسائل الإعلام باستخدام أسمائهن الكاملة. وأضافت أن المدرسة كانت قد عرفت إقبال سابقا كمنظِمة مع حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين".
وكانت الطالبات الثلاث قد شاركن في مسيرة يناير/كانون الثاني الماضي حيث تم رش مشاركين فيها بمادة كيميائية ضارة. وقالت إقبال إنها كانت من بين أولئك الذين ذهبوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد ذلك.
وفي دعوى قضائية باسم مستعار تم رفعها هذا الأسبوع، قال طالب في الجامعة إنه رش رذاذا غير سام "في الهواء وليس مباشرة على أي فرد".
وخلال جلسة الاستماع في الكونغرس يوم الأربعاء، كشفت نعمت شفيق علنا لأول مرة أنه تم إيقاف طالبين فيما يتعلق بالحادث.