فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: قال كاتب أمريكي مقرب من الاحتلال الإسرائيلي، إن جيش وحكومة الاحتلال يقفان اليوم عند نقطة استراتيجية في الحرب على قطاع غزة.
وأضاف الكاتب الصحفي توماس فريدمان، أن كل الدلائل تشير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيختار الطريق الخطأ وسيأخذ الإدارة الأمريكية معه في رحلة خطيرة ومقلقة.
ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن الخيار الأفضل بالنسبة لتل أبيب في نهاية المطاف، مهما كان ذلك مزعجا وخطرا، هو ترك بقية قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في السلطة بغزة، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرتكب خطأ فادحا بالاندفاع المتهور إلى اجتياح غزة كما فعلت أميركا في أفغانستان بدلا من السعي لاستعادة محتجزيها، ونزع الشرعية عن حماس وملاحقة قيادتها بطريقة مستهدفة.
ويرى الكاتب، أنه "مع أن الإسرائيليين شعروا بأن لديهم حقا أخلاقيا واستراتيجيا وضرورة للذهاب إلى غزة وإزالة حماس مرة واحدة وإلى الأبد، فإنهم لم يدركوا أن ذلك يحتاج إلى الوقت والشرعية والموارد العسكرية وغيرها من الولايات المتحدة، لأن القضاء على حماس لا يمكن أن يتم بسرعة، إن كان من الممكن تحقيقه أصلا.
وأوضح الكاتب المقرب من الاحتلال، أنه كان على الاحتلال الإسرائيلي أن يخوض هذه الحرب بأقل قدر من الأضرار الجانبية التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين، وأن يصاحبها بأفق سياسي مبني على دولتين لأن ذلك سيمنحه فرصة ليقول للعالم إن هذه لم تكن حربا انتقامية ولا احتلالا، بل حربا للقضاء على حماس.
وأبدى الكاتب أسفه على أن نتنياهو وجيشه لأنهم لم يتبعوا هذا المسار، واختاروا المزيج الإستراتيجي الأسوأ عسكريا، أي نهج دريسدن الذي قتل فيه آلاف المدنيين الفلسطينيين، وترك مئات الآلاف من الجرحى والنازحين والمشردين وأدى إلى نزع الشرعية عما اعتقد الاحتلال أنها حرب عادلة.
وأوضح الكاتب، أنه وبدلا من ربط استراتيجية الحرب هذه بمبادرة من شأنها أن تشتري للاحتلال بعض الوقت والشرعية والموارد لتفكيك حماس؛ رفض نتنياهو تقديم أي أفق سياسي أو استراتيجية خروج، واستبعد صراحة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية بموجب أوامر من المتعصبين اليهود في ائتلافه الحاكم، حسب رأي فريدمان.
ورأى أن الاحتلال اتبع استراتيجية مجنونة، أدخلته في حرب لا يمكن كسبها سياسيا، وانتهى به الأمر إلى عزل الولايات المتحدة، وتعريض مصالحها الإقليمية والعالمية للخطر، وتقويض دعم الاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وكسر قاعدة الحزب الديمقراطي للرئيس بايدن.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يسارع إلى إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حكومة جاهزة للشروع في مسار حل الدولتين، وهذا هو مفترق الطرق الذي تقف عنده الأمور وهو يفضّل أن تغير حكومة الاحتلال مسارها على الفور، وتنضم إلى إدارة بايدن في تبني مسار حل الدولتين، وهو ما يتطلب منها فعل ما حثها عليه فريق بايدن سرّا، عندما قالوا لها "انسوا أمر غزو رفح واستخدموا بدلا من ذلك نهجا مستهدفا للقضاء على بقية قيادة حماس".
ورأى فريدمان أن إصرار نتنياهو على غزو رفح سيكون بمثابة دعوة لاحتلال دائم لغزة وتمرد دائم لحركة حماس، ومن شأنه أن يجعل حكومة الاحتلال تنزف اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا بطرق خطرة للغاية.
وبحسب فريدمان، فإن الوضع الأفضل للاحتلال الإسرائيلي هو الموافقة على مطلب حماس بالانسحاب الكامل من غزة ووقف إطلاق النار، وصفقة التبادل الشاملة، لجميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين.
وزعم الكاتب المؤيد للاحتلال الإسرائيلي أن الطريقة الوحيدة لتهميش حماس والجهاد الإسلامي، من خلال تشويه الفلسطينيين أنفسهم لسمعة هذه الجماعات باعتبارها وكلاء لإيران المستعدة للتضحية بأرواح الفلسطينيين لتحقيق طموحها في الهيمنة الإقليمية.