شبكة قدس الإخبارية

الضفة المحتلة .. نصف عامٍ من المقاومة والشهداء

الضفة المحتلة .. نصف عامٍ من المقاومة والشهداء
هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: لم تكن الضفة المحتلة بمنأى عن ما يحدث في قطاع غزة، خلال نصفِ عام من حرب الإبادة الجماعية المستمرة، وقد شهدت الضفة مقاومة من الكتائب المسلحة والمقاومين الفُرادى، قدمت شهداء وإصابات وحملات اعتقال لم تتوقف، وهدم بيوتٍ ومصادرة أراضي. 

فمنذ السابع من أكتوبر\تشرين الأول 2023، ارتقى 359 شهيدًا وأصيب نحو 4750 آخرين في الضفة المحتلة، برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين والقصف الإسرائيلي الذي تركز في شمال الضفة في مدن نابلس وطولكرم وجنين. 

المقاومة متصاعدة 

منذ مطلع أكتوبر الماضي حتى نهاية مارس/ آذار الماضي، رصد مركز معلومات فلسطين "مُعطى"، 1284 عملاً مقاوماً ما بين إطلاق نار وعمليات دهس وطعن واشتباك وزرع عبوات ناسفة، أدت إلى مقتل 19 إسرائيلياً ما بين جندي ومستوطن. 

بعض هذه العمليات كان مركّباً، مثل عملية "بيت ليد" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأدت إلى مقتل جنديين، ببصمات "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس، وعملية "حومش" المزدوجة في الثامن من الشهر الماضي، التي أطلق فيها مقاومون من "كتيبة جنين" النار على قوة قرب مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي جنين، ثم استدرجوا القوة ليفجروا فيها عبوة زرعوها في المكان، ما أصاب سبعة جنود، اثنان منهم إصاباتهما خطيرة، حسب الاحتلال.

ويأتي ذلك وصولاً إلى عملية "دير بزيع" في 22 مارس الماضي، حين اشتبك المقاوم مجاهد منصور مع قوة النخبة في جيش الاحتلال على مدار خمس ساعات، واستشهد بعد قصفه بواسطة مروحية أطلقت عليه صاروخاً، لكنه قتل ضابطاً من وحدة النخبة "دوفدفان" وأصاب سبعة جنود آخرين بجراح قبل ذلك، وغيرها من العمليات النوعية الجريئة، لكنها بقيت في إطار "الذئب المنفرد" أو الخلية الصغيرة، من دون تنظيم مساند في التخطيط والتنفيذ.
تهجير وهدم منازل وإرهاب مستوطنين مستمر 

خلال نصف عام، هجّر الاحتلال والمستوطنون نحو 3985 فلسطينيًا من منازلهم في الضفة لصالح التجمعات الاستيطانية ومصادرة الأراضي، وفي سبيل تحقيق ذلك، هدم الاحتلال أكثر من 648 منزلًا ومنشأة، تركزت في التجمعات البدوية والأراضي المصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو. 

ونفذ المستوطنون بحماية جيش الاحتلال أكثر من 9320 اعتداءً على الفلسطينيين في الضفة المحتلة، ووزعوا منشورات على مركبات المزارعين الفلسطينيين - كما حدث في قرية دير استيا، شمال غرب مدينة سلفيت - يتوعّدونهم بنكبة جديدة، وقد جاء فيها: “إذا أردتم نكبة مثيلة بعام 1948 فواللّه ستنزل على رؤوسكم الطامّة الكبرى قريبًا، لديكم آخر فرصة للهروب إلى الأردن بشكل منظّم، بعدها سنجهز على كلّ عدو وسنطردكم بقوة من أرضنا المقدسة التي كتبها الله لنا”، بالتوازي مع ذلك موّل المستوطنون عشرات المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، تدعوا الفلسطينيين إلى مغادرة الضفة فورًا تحت عنوان “هاجروا الآن”. 

وقتل المستوطنون نحو 23 فلسطينياً منذ العام الماضي وحتى الآن، وهجّروا 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً في الأراضي الفلسطينية المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو، في متوسط 200 اعتداء شهري حسب المؤسسات التي تتابع إرهاب المستوطنين.

وخلال ستة أشهر، استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، منها 15 ألف دونم تحت مسمى تعديل حدود محميات طبيعية في أريحا والأغوار، و11 ألف دونم من خلال ثلاثة أوامر إعلان أراضي دولة في محافظات القدس ونابلس، و 230 دونماً من خلال 24 أمراً لوضع اليد، لأغراض عسكرية، تمنع في المستقبل وصول الفلسطينيين إلى آلاف الدونمات.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بدأ الاحتلال بإنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، من خلال جملة من الأوامر العسكرية، بدأتها بمستوطنة "رفافا" المقامة على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت، وتمنع وصول الفلسطينيين إلى 384 دونما، ثم في بؤرة "حراشة"، المقامة على أراضي المواطنين في المزرعة الغربية في محافظة رام الله، وتمنع وصول الأهالي إلى 252 دونما، ثم في "دير دبوان" شرق رام الله، وتحديداً حول مستوطنة "متسبيه داني"، وتمنع وصول الأهالي إلى 320 دونما، محذرا من تمدد هذا المخطط ليشمل مستوطنات أخرى، وبالتالي عزل المزيد من الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها بالحجج العسكرية والأمنية.

ودرست الجهات التخطيطية لدى الاحتلال، ما مجموعه 52 مخططاً هيكليا، لغرض بناء ما مجموعه 8829 وحدة استيطانية على مساحة 6852 دونما، جرت عملية المصادقة على 1895 وحدة، في حين تم إيداع 6934 وحدة استيطانية جديدة.

الاعتقالات المستمرة 

وثقت مؤسسات الأسرى، وثقت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية في تقرير لها اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني لأكثر من 8080 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وتشمل حالات الاعتقال من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن. 
وتعرض المعتقلون وعائلاتهم لاعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات، وتخريب وتدمير منازل الأهالي خلال عمليات الاعتقال.

تدمير للبنى التحتية 

نفذ الاحتلال منذ 7 أكتوبر\تشرين الأول، نحو 50 غارة جوية على الضفة المحتلة، أدت إلى استشهاد 70 فلسطينياً على الأقل، وتنفيذ 40 عملية عسكرية في مخيمات الضفة، أدت إلى تدمير عميق في بنيتها التحتية كما هو الأمر في مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين والفارعة وبلاطة.

 وفي مجال التعليم، استشهد 56 طالبًا، وأصيب 329 آخرون، إضافة لاعتقال 105 في الضفة، أصيب 6 واعتقال 73 معلمًا في الضفة الغربية.
جزر الضفة المتفرقة 

وشدد الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاته في عزل مناطق الضفة المحتلة عن بعضها وقطع الاتصال الجغرافي بينها، ووسع من عمليات الاستيلاء وشق الشوارع لصالح المستوطنين في ظل عزل كامل للقرى والبلدات الفلسطينية بعضها عن بعض. 

وبلغ عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع، ما مجموعه 840 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها أكثر من 141 بوابة جرت عملية وضعها بعيد السابع من أكتوبر الماضي، حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

السلطة الفلسطينية بين القتل والاعتقال السياسي 

رصدت لجنة أهالي الأسرى السياسيين وجود أكثر من 75 معتقلاً سياسياً في معتقلات السلطة الفلسطينية حالياً، على الرغم من أن العدد ما بين الاعتقال والاستدعاء تجاوز المئات منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويوجّه لهم أمن السلطة تهم رفع رايات حركة حماس ودعم المقاومة وانتقاد السلطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ بدء طوفان الأقصى، أُعلن عن مقتل سبعة أشخاص برصاص الأجهزة الأمنية خلال قمع المسيرات وملاحقتهم وهم الطفلة رزان تركمان، والشبان فراس تركمان، ومحمود ابو لبن، ومحمد صوافطة، والطفل محمد عرسان الذين خرجوا في مسيرات دعم غزة ورفضًا لمجازر الاحتلال، والمطارد معتصم العارف في مخيم نور شمس الذي قتل برصاص الأجهزة الأمنية. 

 وأعلنت كتيبة طولكرم  عصيانا مدنيا "بإغلاق جميع مداخل طولكرم، وبشكل خاص مداخل مخيم نور شمس، بالسواتر الترابية والعبوات الناسفة حتى تضع الحرب أوزارها، بعد مقتل العارف وهو أحد قادتها الميدانيين. 

وأصيب العارف في اشتباكات بمناطق عدة بطولكرم في الضفة الغربية بين مقاومين والأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث اندلعت الاشتباكات عقب محاولة الأجهزة الأمنية اعتقال شبان في المحافظة.

ومطلع العام الحالي، اتهمت كتيبة جنين السلطة الفلسطينية بقتل ابن كتيبة برقين أحمد هاشم عبيدي بعد ملاحقته وإطلاق النار عليه. 

وأضافت كتيبة جنين في بيانٍ حينها، منذ معركة بأس جنين والأجهزة الأمنية تلاحق المقاومين في جنين وتصادر سلاحهم، بل وتطلق النار المباشر باتجاههم، وكنا قد تجنبنا الصدام وحرصنا أن لا يكون لهم للصدام معنا اي ذريعة او سبيل الا انهم لم ينكفوا عن صدامنا وملاحقتنا بل حتى انهم لم يقفوا في موقف الحياد وتركنا نواجه مصيرنا مع هذا المحتل واستمروا بملاحقة المجاهدين واطلاق النار عليهم. 

وأصيب المطارد للاحتلال والأسير المحرر القيادي في كتائب القسام في جنين قيس السعدي، برصاص الأجهزة الأمنية خلال مطاردته ومحاولة اعتقاله بالقرب من حيّ الهدف بمحيط مخيم جنين.