فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أثارت الدول التي زودت الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة تهما حولها بمشاركتها في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وذلك بعد تزويد الاحتلال بشحنات من الأسلحة والذخيرة خلال الحرب أبرزها الولايات المتحدة.
ومؤخرا، كشف تحقيق استقصائي لموقع "ديسكلوز" الفرنسي، أن باريس سمحت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتسليم الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 100 ألف خرطوشة لرشاشات يستخدمها جيش الاحتلال من المرجح أنها استخدمت ضد المدنيين في قطاع غزة.
وبحسب التحقيق فإن الشحنة التي يجري الحديث عنها تم إرسالها سرا بعد أسبوعين من بدء الحرب، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، من مدينة مرسيليا عبر شركة "أورولينكس" الفرنسية المتخصصة في صناعة المعدات العسكرية، وهو أمر يتناقض مع التزامات الحكومة الفرنسية.
ويقدر حجم الشحنة بنحو 800 كيلوغرام من الذخائر، تمت تعبئتها في صناديق يحوي كل منها حوالي 10 آلاف خرطوشة، أرسلت لشركة "آي إم آي سيستمز" الإسرائيلية في "رمات هشارون" القريبة من تل أبيب.
وتعد هذه الشركة الرائدة عالميا في مجال الذخيرة ذات العيار الصغير؛ المزود الحصري لجيش الاحتلال الإسرائيلي بهذا النوع من الذخائر.
وكان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، قد نفى في فبراير/شباط الماضي أن تكون هناك أي مجهودات تسليح من قبل بلاده لصالح الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي اعترف فيه بأنه تم منح بعض التراخيص للصادرات إلى جيش الاحتلال بدءا من 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي وقت سابق قبل أشهر، قال النائب الفرنسي توماس بورتس إن أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي يشاركون في الحرب على قطاع غزة، هم فرنسيون مزدوجو الجنسية.
وأشار بورتس إلى مسح أجرته شبكة "أوروبا1" كشف أن 4185 جنديا من الجنسية الفرنسية يُحشدون حاليا في جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة في غزة.
وأوضح، أن هذه هي أكبر فرقة بعد الولايات المتحدة، بالتزامن مع جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من غزة والضفة الغربية.
وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن الاحتلال يحاول إيجاد طرق بديلة للحصول على وسائل قتالية ومواد خام للتغلب على الفجوات التي نشأت في المكونات الحيوية المطلوبة للقتال.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن "الانتقادات المتزايدة تعرض استمرار تسلح جيش الاحتلال ونقل الذخائر والوسائل القتالية للخطر وأن التوتر مع الولايات المتحدة حول العملية في رفح والقضية الإنسانية في غزة ستؤثر أيضا على الاستعداد الأمريكي لمواصلة مساعدة الاحتلال بنفس القوة".
وقالت قناة i24 news إنه بالفعل هناك دول اليوم لا توفر وسائل قتالية لجيش الاحتلال وتنفذ مقاطعة هادئة، وأخرى أعلنت أنها مقيدة بقوانين بلادها التي لا تسمح لها ببيع أسلحة لدول في صراع وأخرى تبقي جيش الاحتلال بانتظار صدور الموافقات.
وقال مسؤول إسرائيلي لـهيئة البث الإسرائيلية "كان": "لا توجد مخزونات في أوروبا، الجميع يحرصون على شراء وسائل أكثر تقدما، ولا زال يوجد هناك مساعدة يوميا يصل قطار جوي الاحتلال، لكن هناك مخاوف كبيرة من الاستمرارية في هذه المساعدات".
وأشار إلى أنه "في بداية الحرب، وصلت الشحنات بوتيرة سريعة للغاية، لكنها الآن تستغرق وقتا أطول بكثير. نحن ندرك جيدا إحباط الولايات المتحدة من سير الحرب، رغم أنني لست متأكدا ما هو السبب وهناك نقص في قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وكذلك قذائف الدبابات عيار 120 ملم".