شبكة قدس الإخبارية

فظائع وجرائم.. الكشف عن إعدامات ميدانية نفذها الاحتلال في محيط مستشفى الشفاء

320241835351798790836
هيئة التحرير

 

غزة - قدس الإخبارية: وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء المكتظ بالنازحين في مدينة غزة شمالي القطاع.

وقال في تقرير، اليوم الجمعة 22 مارس 2024، إن "إسرائيل تشن حملة استباحة مروعة لدماء المدنيين الفلسطينيين في مدينة غزة، وتحرق منازلهم وممتلكاتهم، في تصعيد خطير" لحرب الإبادة الجماعية.

ومن بين الإفادات التي وثقها المرصد، ما يشير إلى عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون، وقطع الاتصالات، وقصف مكثف على المناطق والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

وتحول مستشفى الشفاء إلى مأوى لآلاف النازحين الذين لجأوا إليه بعد تعرض مناطق شمال القطاع لحملة قصف وحشية استمرت على مدار الساعة لأسابيع طويلة في المرحلة الأولى من الحرب، وخلال تلك الحملة تعرض المستشفى إلى عملية اقتحام بزعم أن أنفاقا لقيادة حركة حماس مقامة أسفل المستشفى، لكن سرعان ما تبين زيف الادعاءات. 

وبعد شهور من الاقتحام الأول، عاد جيش الاحتلال واقتحم المستشفى مجدداً واعتقل نحو 400 فلسطيني من داخله، بمن في ذلك نازحون وطواقم طبية وصحافيون، وأجبرهم على التعري الكامل وعرضهم للتعذيب خلال التحقيق الميداني، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي.

وبحسب الإفادات الموثقة، شملت حملة التنكيل بالمدنيين، تعريتهم من الملابس واستخدامهم كدروع بشرية، واقتحام المنازل السكنية، وشن حملات اعتقال من داخلها، والاعتداء بالضرب على السكان، بمن في ذلك النساء والأطفال، وإجبارهم على النزوح قسرًا دون رجال العائلة إلى وسط وجنوب القطاع، ومن حرق منازلهم.

ووثق المرصد إعدام قوات الاحتلال المسن "فريج وصفي الحلاق" الذي كان يعاني عدة أمراض بينها الزهايمر، خلال تواجده في ساحة مجمع الشفاء الطبي بعد إطلاق النار عليه وتركه عمدًا ينزف لعدة ساعات دون تقديم أي خدمات إسعافية لإنقاذ حياته.

وفي حادثة أخرى، أفاد أفراد من عائلة "السيد" التي تقطن في محيط مجمع الشفاء، بأن أكثر من 50 جنديًا إسرائيليًا اقتحموا يوم الأربعاء عمارتهم السكنية وقت موعد الإفطار، وعمدوا إلى إطلاق النار بشكل عشوائي وتكسير الأبواب عليهم، واعتقلوا جميع الرجال قبل أن يطردوا النساء والأطفال بإجبارهم على النزوح إلى جنوبي قطاع غزة دون رجال العائلة، قم قاموا بحرق العمارة بالكامل.

وقال المرصد إنه تلقى عدة مناشدات بشأن عمليات تنكيل وتعذيب شديد يتعرض لها مرضى وجرحى كانوا يرقدون للعلاج داخل مجمع الشفاء الطبي، بما في ذلك محاصرتهم وإبقاؤهم دون علاج أو طعام، وجرهم على الأرض وإبقاؤهم مستلقين أمام الدبابات، من دون أن يتضح مصيرهم بعد.

كما أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مرضى وجرحى على النزوح "دون مراعاة لوضعهم الصحي".

ووثق المرصد  خلال العملية المستمرة في مجمع الشفاء عشرات عمليات القتل والإعدام غير القانونية، واعتقالات تعسفية بطريقة مذلة وحاطة بالكرامة الإنسانية، وسط إفادات بتفجير عدة مبانٍ في المجمع وتهديد النازحين عبر مكبرات الصوت بالقتل حال عدم إخلائه من دون توفير ممرات آمنة لهم، ودون مراعاة للحالات الصعبة وكبار السن ممن يهدد الموت مصيرهم.

وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال أصدر أوامر تهجير جديدة لسكان حي الرمال، وطالب جميع السكان والنازحين في الحي وفي مستشفى الشفاء ومحيطه إخلاء المنطقة بشكل فوري غربًا، ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوبي غربي المدينة، إلى المنطقة الإنسانية في المواصي جنوبي القطاع. 

وحذر "الأورومتوسطي" من مغبة "استمرار إسرائيل في محاولتها لإفراغ مدينة غزة والشمال من ساكنيها، وإجبارهم على النزوح قسرًا نحو الجنوب، من خلال أوامر التهجير القسرية وتحت وطأة العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين، والتجويع، والحصار، والحرمان من مقومات الحياة الأساسية".