القدس - قدس الإخبارية: تظاهر مستوطنون من الحريديم اليوم الاثنين وأغلقوا خط السكك الحديدية الخفيفة خلال تظاهرة في شارع يافا بالقدس رفضًا للتجنيد الإجباري في جيش الاحتلال.
وتعتبر مسألة تجنيد يهود "الحريديم" معضلة أخرى تواجه حكومة نتنياهو.
والأسبوع الماضي فجرت تصريحات كبير حاخامات السفارديم (اليهود الشرقيين) يتسحاق يوسف، بخصوص رفض التجنيد العسكري في جيش الاحتلال أزمة في دولة الاحتلال
وقال الحاخام الأكبر لليهود السفارديم إنه في حال أُجبر المتدينون على الخدمة العسكرية فإنهم سيسافرون جميعا إلى الخارج.
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن يوسف قوله "إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش فسنسافر جميعا إلى خارج البلاد، نشتري التذاكر ونذهب".
وأضاف "لا يوجد شيء من هذا القبيل، إن العلمانيين يضعون الدولة على المحك".
وتابع "يجب أن يفهموا هذا، كل العلمانيين الذين لا يفهمون هذا الأمر".
في المقابل قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، "إن الجيش بحاجة لتجنيد اليهود المتدينين الحريديم"، في خضم العدوان على غزة الذي دخل شهره السادس.
وأوضح "نحن جميعا نحمل العبء نفسه ومن لم يتجندوا لن يحصلوا على أموال من الدولة".
وتابع "أنه إذا تم تجنيد 66 ألف شاب من الحريديم فإن الجيش سيحصل على 105 كتائب جديدة ضرورية لأمن إسرائيل".
من جانبه قال الوزير في مجلس الحرب بحكومة الاحتلال بيني غانتس، "إن على الجميع المشاركة في الخدمة العسكرية في هذا الوقت العصيب بمن فيهم الحريديم"، ردا على تصريحات الحاخام يوسف.
وأضاف غانتس، "أن كلمات كبير حاخامات السفارديم تمثل ضررا أخلاقيا على الدولة والمجتمع الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
من جانبه، اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الحاخام يتسحاق "بتعريض أمن إسرائيل للخطر".
وذكر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ، "نؤمن بحل قضية التجنيد من خلال التفاهم، والخدمة في الجيش امتياز كبير لليهودي الذي يدافع عن نفسه وبلده".
وعن ذلك قالت مجلة "فورين بوليسي" إن مسألة تجنيد اليهود الحريديم المتدينين في جيش الاحتلال، واحدة من مشاكل بنيامين نتنياهو السياسية، التي تفاقمت مع استمرار الحرب على غزة.
وقالت المجلة، في تقريرها، إن التهديد الأكبر الذي يخيم على حكومة نتنياهو اليوم هو مسألة ما إذا كان ينبغي تجنيد اليهود المتشددين في الجيش، وهي القضية التي ظلت قائمة دون حل لأكثر من 20 سنة.
وأفادت المجلة بأنه للوهلة الأولى، قد يبدو غريبا أن اليهود الأكثر تدينا في الدولة اليهودية يرفضون الخدمة في الجيش، لكن الأرثوذكس المتطرفين، أو الحريديم، كانوا دائما يواجهون مشكلة مع الدولة اليهودية التي تم إنشاؤها بفعل بشري وليس بأمر إلهي.
وأضافت المجلة أن المدافعين عن الحريديم يقدمون مجموعة متنوعة من المبررات لمشروع الإعفاءات، وهم يزعمون أن الجيش لا يحتاج إليهم في الواقع، ويشيرون إلى أن العديد من الحريديم يتطوعون لخدمات الإنقاذ المدنية. ويؤكد الحاخامات المتشددون أن دراسة التوراة لا تقل أهمية عن الخدمة العسكرية لأنها تضمن الحماية الإلهية لـ "إسرائيل".
وأشارت إلى أنه حتى العديد من المؤمنين يعترفون بأن بعض الرجال الذين يتهربون من التجنيد يتم تسجيلهم على الورق في المدارس الدينية ولكنهم لا يدرسون في الواقع. والسبب الحقيقي وراء خوف قادة الحريديم من التجنيد هو أنه يهدد الحواجز التي أقاموها بعناية شديدة: في الجيش، سيواجه المجندون الشباب غير الحريديم بطريقة جدية لأول مرة في حياتهم، وربما تعلم مهارة أو تجارة مفيدة، والأسوأ من ذلك كله هو مقابلة النساء العلمانيات، وقد لا يعود الكثير منهم أبدا.
وتابعت المجلة أن قضية الإعفاء الحريدي أو احتياجات الجيش من الأفراد تعتبر ثانوية في أحسن الأحوال بالنسبة لنتنياهو؛ فما يهمه هو الحفاظ على ائتلافه سليما. وإذا انسحب الحزبان المتدينان من مشروع القانون وحصلا على مقاعدهما الـ 18 في الكنيست، فلن يتمكن الائتلاف من البقاء. ومع ذلك، لا يستطيع نتنياهو، كما فعل في الماضي، أن يفترض أن حزبه وشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف سيفعلون ما يطلب منهم.
ترجمة: عربي ٢١