شبكة قدس الإخبارية

إنزال المساعدات جواً على قطاع غزة.. خيار الدول أم قرار الاحتلال؟

٦٥٥٦-1709110920

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: نفذت سبع دول عربية وأجنبية، خلال الأسابيع الماضية، عمليات إنزال إغاثية من الجو، على قطاع غزة، في الوقت الذي يشدد الاحتلال من حصاره ويمنع وصول المساعدات الإنسانية بل ويستهدفها بالقصف وإطلاق النار، بالتزامن مع خطر المجاعة الذي يتهدد قطاع غزة.

والدول التي نفذت عمليات إنزال إغاثية أخطأت كثير من طرودها وجهتها، هي: الأردن، مصر، الإمارات، قطر، فرنسا، أمريكا وبريطانيا.

واعتبر نشطاء ومحللون، أن التوسع الكبير في عدد الدول المنخرطة في اتباع الإنزال الجوي في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة يَفتَح بابَ التساؤلات حول المغزى والأهداف من هذه السياسة، ومدى جديته في تخفيف معاناة أهالي القطاع الذين يواجهون حرب إبادة تُستخدَم فيها كل الأسلحة، بدءًا من أطنان المتفجرات وصولًا إلى التجويع.

ومنذ أشهر؛ يعتمد جميع سكان قطاع غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل غياب القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، ورغم ذلك لا تستطيع المساعدات الإنسانية وحدها تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، كما أن الكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض، وفق الأمم المتحدة.

ويحيط بقطاع غزة 7 معابر برية، يتحكم الاحتلال الإسرائيلي في ستة منها، وخلال الـ 17 عاما الماضية، أغلق الاحتلال 4 معابر، وأبقى على معابر كرم أبو سالم وبيت حانون بالإضافة إلى معبر رفح البري مع مصر المخصص للبضائع والأفراد.

ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ انخفض دخول المساعدات لقطاع غزة بنسبة 50% خلال شهر فبراير/شباط الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه (يناير 2024). 

ويقول مدير البرامج في مركز مسارات خليل شاهين، إن الإنزال الجوي للمساعدات "يعفي الاحتلال من الضغوط لفتح معبر رفح، رغم أن المساعدات الجوية لا يمكن أن توقف حرب التجويع المستمرة بشكل كلي".

وأضاف شاهين، أن إنزال المساعدات جوا على قطاع غزة، توفر مبررا للاحتلال الإسرائيلي، بالادعاء أمام محكمة العدل الدولية التي تمثل أمامها في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، بأنها استجابت للإجراءات الاحترازية المؤقتة التي أقرتها المحكمة.

أما أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني، فيرى أن الهدف من الإنزال الجوي للمساعدات "يتجاوز النظام الحاكم في قطاع غزة، ويتعاطى مع الفلسطينيين بشكل مباشر، ويخفف من الصدى الإعلامي لحجم الانتقادات للاحتلال بانتهاج سياسة التجويع. 

فيما يقول المختص بالشؤون الإسرائيلية، مصطفى إبراهيم، إن الإنزالات الجوية للمساعدات، ليست بطولة.

ويضيف: بهذه الخطوة يسعى الاحتلال لتصفية الأونروا كأكبر هيئة دولية تتحمل المسؤولية الإنسانية في قطاع غزة، ويعمّق حالة الفوضى التي يريدها، فهي مجرد طرود غذائية جاهزة وآنية فقط، ولا تعالج آثار المجاعة.