شبكة قدس الإخبارية

طبيب فرنسي غادر غزة مؤخرا: الاحتلال يستهدف أرجل الأطفال حتى لا يتمكنوا من اللعب مرة أخرى

reuters_com_2023_newsml_RC2DC4AP6TTR

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: بعد نحو أسبوعين قضاها في المستشفى الأوروبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، عاد الطبيب الفرنسي باسكال أندريه المتخصص في الأمراض المعدية إلى فرنسا، حيث أكد على ما رواه أطباء أجانب عادوا سابقا من قطاع غزة من انهيار منظومة الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والاستهداف المتعمد للمدنيين وكذلك المزاعم الإسرائيلية بشأن المستشفيات في قطاع غزة.

قال الطبيب أندريه لصحيفة "لاكرو" الفرنسية، إن القناة الإسرائيليين يطلقون النار على رؤوس البالغين ويستهدفون أرجل الأطفال حتى لا يتمكنوا من اللعب مرة أخرى.

وأضاف، أن الاحتلال الإسرائيلي يبذل قصارى جهده للتسبب في استشهاد الفلسطينيين، إذ إن انهيار المنظومة الصحية يعني أن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة لا يستطيعون تلقي علاجهم على غرار مرضى غسيل الكلى ومرضى السكر والسرطان والقلب، وذلك يعني بكل وضوح وفاتهم.

ودعا الطبيب الفرنسي، لوقف المذابح في قطاع غزة وإلى تثبيت وقف فوري لإطلاق النار، وعبر عن إعجابه بكلمة "الحمد لله"، التي تتفوه بها الشفاه المتألمة التي لا تزال على قيد الحياة رغم فظاعة الوضع والحداد المستمر على الضحايا.

وحول الأوضاع في المستشفى الأوروبي، قال، إنها متدهورة للغاية، حيث إن قسم الجراحة المصمم لـ40 مريضا يضم 110 أشخاص، علما أن النازحين الموجودين هناك منذ أسابيع يرفضون الخروج إلى الخيام كونهم يشعرون بالرعب من القصف الإسرائيلي حيث يعيش في داخل المباني التابعة للمستشفى وفي محيطه نحو 25 ألف نازح.

وأوضح أن النازحين يعيشون في ممرات المستشفى، وداخل القاعات وحتى داخل غرف العلاج، وتضطر العائلات لتعليق ستائر لضمان مساحة من الخصوصية لها، وتنام عائلة  إحدى الممرضات داخل المرحاض.

وذكر، أن النازحين يعيشون ظروفا صحية صعبة، حيث يرتدي معظمهم نفس الملابس منذ شهور، والأطباء لا يستطيعون العمل في ظروف جيدة نظرا لغياب الأمن واستمرار الرعب بسبب تحليق الطائرات المسيّرة على ارتفاع 300 متر فوق رؤوسهم، وهم يعلمون أنهم سيستقبلون قتلى وجرحى جدد مع عائلاتهم المصدومة بعيد سماع صوت الانفجارات.

ولفت الطبيب أندريه، إلى غياب الحمامات وتدمير الصرف الصحي، مبينا غياب المياه الصالحة وانتشار الأمراض وأبرزها التهاب الكبد الوبائي، محذرا من أنه بمجرد ارتفاع درجة حرارة الطقس قد تنتشر الكوليرا.

ونقل أندريه عن طبيب تخدير في غرفة العمليات قوله: "هنا، أعالج هذا المريض ولكن في داخلي أتساءل أين سننام هذا المساء، أنا وبناتي الـ4، لقد فقدت زوجتي وابني، ولا أعرف أين سننام إذا تعرضت رفح للهجوم".

وأوضح، أنه في المستشفى الأوروبي يقوم الأطباء بإجراء ما بين 40 و50 تدخلا طارئا يوميا دون تنظيف المرضى، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات ما بعد الجراحة مع التهابات، ويتلقى الأطباء في الدعم من قبل المساعدين الذين تركوا مستشفيات أخرى في القطاع بعد أن تعرضت للقصف أو أُغلقت، بالإضافة إلى متطوعين لا ينتمون إلى القطاع الصحي ولكنهم تعلموا كل شيء في العمل في غضون بضعة أشهر منذ بداية الحرب.

وشدد أندريه على أنه طيلة فترة إقامته لم ير سلاحا واحدا، ولم يستقبلوا أي جريح مسلح، ومن ثم ينبغي التشكيك في السردية الإسرائيلية بخصوص المستشفيات والأطباء في قطاع غزة.