غزة - قدس الإخبارية: لا يزال الوضع الإنساني كارثيا، اليوم الثلاثاء، في قطاع غزة حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي ضمن العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحذرت الأمم المتحدة الاثنين من أن النقص المقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشي، والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحت "نادرة جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار تقريبا يعانون أمراضا معدية.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسيف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها، ما من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق أصلا".
ويتأثر ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي.
وقالت نازحة في مخيم في شمال غزة لوكالة الصحافة الفرنسية إن أطفالها "يموتون من الجوع" ويستفيقون وهم يبكون، متسائلة من أين يمكنها توفير الغذاء لهم.
من جهته، قال أيمن أبو شمالة الذي أصيب خلال قصف على مبنى في الزوايدة وسط قطاع غزة "الصواريخ تسقط علينا، فإلى متى يستطيع الإنسان تحملها؟" مضيفا "الناس في الشمال يموتون جوعا ونحن هنا نموت بسبب القصف".
سوء التغذية
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة بشكل حاد.
وذكرت المنظمة، في بيان، أن "90% من الأطفال دون سن عامين، و95% من النساء الحوامل والمرضعات، يواجهون فقرا غذائيا شديدا، مما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق، والطعام الذي يمكنهم الوصول إليه هو من أقل قيمة غذائية".
وتابعت "95% من الأسر تحد من الوجبات وأحجام الحصص، و64% من الأسر تأكل وجبة واحدة فقط في اليوم"، موضحة أن أكثر من 95% من الأسر قالت إنها قيدت كمية الطعام التي يتناولها البالغون من أجل ضمان حصول الأطفال الصغار على الطعام.
وأضافت "أظهرت الدراسات الاستقصائية في شمال المنطقة أن 15.6% من الأطفال هناك، أو واحدا من كل 6 أطفال دون سن الثانية، يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث يعاني ما يقرب من 3% منهم من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية تهديدا للحياة، مما يعرض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجا عاجلا".
ولفتت إلى أن دراسات استقصائية مماثلة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أظهرت أن 5% من الأطفال هناك دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، مشددة على أن هذه الأرقام "دليل واضح" على أن هناك حاجة للمساعدات الإنسانية.