ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: انطلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في رحلة هي الخامسة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر\تشرين الأول 2023.
ووفقًا لخطط زيارة الوزير الأمريكي ستكون العاصمة السعودية الرياض وجهته الأولى، في رحلته التي بعد مقترح باريس الذي صاغه مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وإسرائيليون وعرب لصفقة تبادل الأسرى.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن إدارة بايدن وحلفاؤها العرب لا يزالون ينتظرون رد حماس على إطار اتفاق يتضمن تبادل أكثر من 100 أسيرًا إسرائيليًا في غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
أما عن جدول أعمال بلينكن في الرياض، فتشير الصحيفة الأمريكية نقلًا عن مسؤولين دبلوماسيين إلى أنه سيناقش خطط “اليوم التالي” لإدارة غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب نيويورك تايمر، تأمل إدارة بايدن في إحراز تقدم نحو إقناع المملكة العربية السعودية بإقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو هدف طويل المدى تعتبره الولايات المتحدة مهمًا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وبموجب الاتفاق المقترح، وفق الصحيفة، ستعرض الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية معاهدة دفاعية، وتساعد في برنامج نووي مدني وتزيد مبيعات الأسلحة.
وقالت إن ذلك، يأتي في إطار جهود السعوديين والأميركيين لدفع الاحتلال الإسرائيلي على قبول شروط اتخاذ خطوات ملموسة نحو إنشاء دولة فلسطينية، مقابل الاعتراف السعودي بـ "إسرائيل" والتطبيع معها.
بدورها، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن رحلة بلينكن إلى الشرق الأوسط تهدف إلى تطوير تخطيط طويل المدى لمرحلة "ما بعد الحرب" يسعى إلى صياغة اتفاق بين المسؤولين العرب والإسرائيليين حول هيئة حكم موحدة بقيادة فلسطينية للضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإنه تم التوصل لإمكانية "إزالة حماس من السلطة، وهو أمر كبير، فسوف يحتاج بلينكن إلى حلفاء واشنطن العرب للمساعدة في وضع هيكل حكم جديد."
وأشارت إلى أن "سوف يتطلب ذلك مجموعة معقدة من الخطوات، بما في ذلك جهود إعادة الإعمار التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وتمولها الدول العربية الغنية بالنفط في الخليج الفارسي؛ وإصلاحات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك ضخ القادة الشباب الذين يعملون جنباً إلى جنب مع محمود عباس، رئيس السلطة البالغ من العمر 88 عاماً؛ ومسار متفق عليه لإقامة دولة فلسطينية؛ وتطبيع العلاقات بين الاحتلال والمملكة العربية السعودية."
اجتماع سري في السعودية
ونهاية يناير\كانون الثاني الماضي، كشف موقعا "والا" العبري و"أكسيوس" الأمريكي تفاصيل اجتماع سرّي عقد في العاصمة السعودية الرياض في منتصف الشهر ذاته.
وقال "والا" إن المؤتمر عقد للتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، وشارك فيه مسؤولون كبار من دولة الاحتلال والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى شخصيات سعودية.
ونقل "والا" عن مصادر لم يحدد هويّتها، قولها إنه "استضاف الاجتماع في الرياض مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان".
وأضاف أن "المشاركين الآخرين هم مدير المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، ونظيراه المصري اللواء عباس كامل والأردني اللواء أحمد حسني".
وبحسب "والا" فقد "قال مصدران إن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين اطّلعوا على الاجتماع ومحتوياته من خلال بعض المشاركين".
وأضاف: "قالت المصادر إن رؤساء الأجهزة الأمنية السعودية والمصرية والأردنية أبلغوا فرج بأن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إجراء إصلاحات جدّية تمكنها من تنشيط قيادتها السياسية".
وتابع: "كان أحد الطلبات التي قدموها هو أنه إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، فإن رئيس الوزراء الجديد سيحصل على بعض الصلاحيات التي كانت مركزية في السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس".
ونقل عن مصدر لم يحدد هويته، أن "السعوديين والمصريين والأردنيين أكدوا أن هذه الإصلاحات ضرورية حتى تعود السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بعد فترة انتقالية بعد الحرب".
وأورد الموقع أن "مستشار الأمن القومي السعودي قال خلال اللقاء إن المملكة لا تزال مهتمة بالمضيّ قدما في التطبيع مع الاحتلال مقابل خطوات عملية وغير قابلة للنقض من جانب الاحتلال من شأنها أن تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى لو لم يكن إنشاء هذه الدولة ممكنا على الفور".
ولفت إلى أن "السلطة الفلسطينية تناقش بشكل متزايد مع حلفائها العرب خطط اليوم التالي لانتهاء الصراع، لكن حكومة الاحتلال لم تذكر الكثير عن نظرتها لحكم غزة إذا حققت هدفها المتمثل في هزيمة حركة حماس".
بدوره، قال "أكسيوس" إن اللقاء هو إشارة أخرى عن التنسيق المتزايد بين السعودية والسلطة الوطنية في الأشهر الماضية، وبخاصة منذ بداية الحرب على غزة. كما أنه يكشف عن النقاشات التي تقوم بها السلطة الوطنية والحلفاء العرب بشأن اليوم التالي بعد الحرب، مع أن الاحتلال رفضت أي دور للسلطة في رام الله ولم تكشف عن خططها لليوم التالي، باستثناء التأكيد على تدمير حركة حماس.