ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: حذر جندي إسرائيلي سابق خدم في قطاع غزة قبل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عام 2005 ، من عودة السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال ألون سحر في مقال له في صحيفة "جيروساليم بوست" العبرية، والذي خدم في لواء المشاة جفعاتي التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي: في 22 أغسطس/آب 2005، كنت من بين آخر الجنود الذين أغلقوا البوابة عند مغادرتنا مستوطنة نتساريم في قطاع غزة للمرة الأخيرة. لقد خدمنا هناك لمدة عام ونصف، وهو ما لا يمكن وصفه إلا بالجحيم.
وأضاف: باعتباري جندياً أُرسل لحماية مستوطنات غوش قطيف ـ الكتلة الاستيطانية الرئيسية في قطاع غزة والتي تضم 21 مستوطنة ـ رأيت وعايشت بنفسي ثمن التمسك بالجيوب المعزولة في قلب بيئة معادية.
وتابع: لقد فقدت أصدقاء عندما اخترق مقاتلو حماس، مواقعنا العسكرية. كنت أتنقل في طريقي إلى المنزل مع المستوطنين الذين كانوا يقودون سياراتهم بسرعة تزيد عن 150 كم ونضع الأطفال في الحلف، لتجنب إطلاق النار عليهم. اعتقدت حينها، في ذلك اليوم من صيف عام 2005، أنني سأترك كل هذا خلفي. والآن، يبذل اليمين الاستيطاني الإسرائيلي وأنبيائهم الكذبة كل ما في وسعهم لإعادة فتح أبواب الجحيم.
وقال أيضا: باعتباري جنديًا محتلًا سابقًا، شعرت أنا ورفاقي بالثقل الكامل لهذا الثمن في قطاع غزة. لدينا التزام بالتحدث علناً ضد الدعوات لإعادة الاستيطان إلى قطاع غزة، في الوقت الذي يستغل فيه زعماء المستوطنين حزننا وغضبنا بعد هجوم 7 أكتوبر، للترويج للفكرة المختلة المتمثلة في إعادة توطين ما يعتبرونه جزءا من حقهم، زاعمين أن المستوطنات ضرورة أمنية.
وأضاف: في إحدى الدعوات إلى مسيرة يمينية، والتي دعت إلى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في غزة في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، ظهرت صورة لفتاتين إسرائيليتين سعيدتين على شاطئ فارغ، وفي الواقع، إذا قمت بتصغير الصورة، فسترى أرضًا غارقة في الدماء ومغطاة بالنار والدخان.
وتابع: لقد فصلنا آلاف الحواجز والأسيجة الخرسانية عن الأشخاص الذين دفعوا حياتهم ثمنا للوجود المدني الإسرائيلي في قطاع غزة - ومعظمهم من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين المحيطة، في منازل مليئة بثقوب الرصاص؛ ولكن أيضًا نحن الجنود الذين أرسلناهم لحماية المستوطنات دفعنا الثمن من حياتنا.
ونوه إلى أن "اليمين الاستيطاني يدعي أن المستوطنات هي بمثابة "السترة الواقية من الرصاص للبلاد". لكن في الواقع، نحن الجنود، كنا ستراتهم الواقية من الرصاص. لم يكن هناك شيء لا يمكن أن نفعله للفلسطينيين إلا وفعلناه باسم الحفاظ على أمن المستوطنات: لقد قمنا بعشرات العمليات في وسط أحيائهم المزدحمة".
وأكد: لقد اقتحمنا منازلهم وحولناها إلى مواقع عسكرية. لقد قمنا بتدمير ممتلكاتهم وبساتينهم حول المستوطنات لإنشاء مناطق عازلة. إذا كان هناك خيار بين التأثير على حياة الفلسطينيين أو راحة المستوطنين، فمن الواضح أي الخيارات سيتم اتخاذها.
وأشار إلى أن حماس كانت قوة في غزة قبل فترة طويلة من قيام الاحتلال بهدم مستوطنات وسحب قواتها العسكرية خلال خطة فك الارتباط في عام 2005. وكانت هناك صواريخ، وقذائف هاون، وعبوات ناسفة على جوانب الطرق، وأنفاق مثل تلك التي فجرت حماس منها موقع أورهان العسكري الإسرائيلي في عام 2005.
وتابع: "كان إطلاق الصواريخ والقذائف أمراً شائعاً، ولكنه لم يكن سوى جزء من القصة، وتعرضت عدة مرات لمحاولات قتل وقتل العديد من الجنود، وذات مرة، بينما كنت على وشك إلقاء القبض على أحد نشطاء حماس، فجّر نفسه بجوار ضابط في الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي). مازلت أتذكر أنني كنت مغطى بقطع من لحمه، وأذناي تطنان من صوت الانفجار الذي يصم الآذان. بدأت أسأل لماذا بحق الجحيم كنت أخاطر بحياتي من أجله."
وكتب: في البداية سيقولون لنا إنها "مجرد منطقة أمنية"، وبعد ذلك ستظهر هناك بؤرة استيطانية. من المحتمل أن يتم تسميتها على اسم أحد مجتمعات الكيبوتس المدمرة بالقرب من حدود غزة. وبعد فترة سنكتشف أن الجيش يوفر الأمن لها وأن لديه بالفعل مواقع حولها، تحت ذريعة أن المستوطنات تشكل أهمية حيوية للأمن.
وأكد أن المستوطنات لم تحمِ الاحتلال بل الجنود م قاوموا بحماية المستوطنات، دائما على حساب الفلسطينيين، واصفًا، "لقد كان خيال المستوطنين هو كابوسنا لا أكثر."
وختم بالقول: "الأحد القادم سيعقد اجتماع في برلمان الاحتلال " كنيست" بدعوة من منظمات الاستيطان بهدف الضغط من أجل إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 25 ألفا و490 شهيدا، وإصابة 63 ألفا و354 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.