غزة - قدس الإخبارية: مع اندلاع انتفاضة الأقصى، سعت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام إلى تطوير سلاح العبوات الناسفة لاصطياد آليات ومدرعات الاحتلال في المدن والشوارع، وشهدت هذه التجربة نجاحات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر تطوير مهندسي المقاومة عدة نماذج من العبوات الناسفة وصلت في بعض الأحيان إلى 100 كيلوجرام من المواد المتفجرة وهي التي عُرفت باسم "العبوات البرميلية" والتي يعود لها الفضل في تفجير أول دبابة ميركافاة بشكل كامل في قطاع غزة على يد الشهيدين مصطفى صباح وجمال أبو سمهدانة من ألوية الناصر صلاح الدين.
دشنت الصناعات العسكرية لكتائب القسام وسائر الأجنحة العسكرية عدة نماذج وأنواع من العبوات الناسفة، منها "التلفزيونية" المضادة للأفراد، والعدسية والرعدية، وغيرها التي تتنوع تسمياتها وتقنياتها التفجيرية وفقًا للهدف المعدة له، وشهد عام 2006، إعلان كتائب القسام لأول مرة عن إدخال عبوة "شواظ" الناسفة إلى الخدمة باستهداف دبابة "ميركافاة" في منطقة غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
أنتجت كتائب القسام 7 نسخ متتالية من عبوة "شواظ" الناسفة، بدأت بعبوة "شواظ 1" التي تحمل 20 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار، ولها قدرة على الاختراق 40 سم في الفولاذ المصفح، وصولًا إلى عبوة "شواظ 7" التي تحمل 3.5 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار، والتي تمتلك القدرة على اختراق 38 سم في الآليات المصفحة.
المواصفات الفنية - عبوة شواظ 7 الناسفة:
الوزن: 21 كيلوغرام
المادة المتفجرة: 3.5 كيلوغرام
القدرة على الاختراق: 38 سم في الدروع الفولاذية
آلية التفجير: صاعق كهربائي
الأهداف: المدرعات - الدبابات - الآليات العسكرية
تتكون عبوة شواظ من حاوية فولاذية مخروطية الشكل، تضم المادة المتفجرة، وغطاء البطانة الذي يعتبر نقطة الضعف في هيكل العبوة، والذي يسمح بتوجيه الموجة الانفجارية السهمية نحو نقطة الاستهداف، وتمكين "النفث" من اختراق الدروع بشكل سهمي.
بعد تفجير العبوة باستخدام الصاعق الكهربائي المتصل عبر أسلاك كهربائية بالعبوة، يحدث الانفجار، الذي يولد موجة من الحرارة واللهب على شكل سهم يخترق غطاء البطانة، ويتجه بشكل مركز نحو درع الآلية العسكرية المستهدفة، ليخترق طبقاته، ويوصل كتلة من اللهب والحرارة العالية إلى داخل حجرة الآلية المستهدفة، ليوقع جنودها قتلى أو جرحى، وفي حال أصابت الموجة الانفجارية غرفة الذخيرة في الآلية العسكرية، فهي كفيلة بتفجير هذه الذخائر وتحويل الآلية إلى كتلة من اللهب والانفجارات المتتالية، كحادثة نسف مدرعة وحدات الهندسة في جيش الاحتلال عام 2004، والتي أوقعت 6 قتلى بعد استهداف المدرعة المحملة بالعبوات الناسفة والمواد المتفجرة والتي كانت في طريقها لنسف أحد البيوت في الحي، ما تسبب بتدميرها بشكل كامل ومقتل جميع الجنود الموجودين داخلها.
استخدمت عبوات شواظ في تدمير ونسف آليات الاحتلال العسكرية بأنواعها، عبر زرعها في طرق مرور هذه الآليات، سواء خلال الاجتياحات التي كان يقوم بها جيش الاحتلال لمناطق في قطاع غزة قبل انسحابه، أو عبر تسلل وحدات من مقاتلي المقاومة لزرع العبوات على الطرق التي تسلكها آليات الاحتلال قرب المواقع العسكرية والمستوطنات، وعقب الاندحار الإسرائيلي من غزة عام 2005، نجحت المقاومة الفلسطينية في استهداف العديد من آليات الاحتلال عبر التسلل إلى السياج الزائل الفاصل بين الأرض المحتلة وقطاع غزة، وزرع العبوات الناسفة في طرق مرور الآليات.
خلال معركة "العصف المأكول" عام 2014، أعلنت كتائب القسام عن إدخال نماذج جديدة من عبوات "شواظ" والتي تستخدم لنسف الآليات العسكرية من نقطة الصفر، حيث يلتحم المقاتلون بالآليات والمدرعات ويقومون بوضع هذه العبوات بشكل مباشر على هيكلها الخارجي، قبل نسفها باستخدام صاعق يدوي ميكانيكي يشبه صاعق القنبلة اليدوية، حيث يقوم الصاعق بتفعيل العبوة بعد سحب مسمار الأمان، ومرور 3-4 ثواني تسمح للمقاتل بالابتعاد لمسافة كافية عن مدى الانفجار.
خلال معركة "طوفان الأقصى" 2023-2024، عرضت كتائب القسام عدة مشاهد مصورة لعمليات نسف دبابات جيش الاحتلال من مسافة الصفر باستخدام عبوات شواظ اللاصقة المزودة بمغناطيس يقوم بتثبيتها على الهيكل الخارجي للآلية المستهدفة، وهي عمليات تتطلب جرأة وإقدام لا مثيل له من قبل المقاتل المكلف بالاقتراب لأقرب نقطة من الآلية والصاق العبوة على البرج أو الباب الخلفي للدبابة، وتفعيل العبوة والانسحاب، قبل نسفها وتدميرها في نقاط الضعف المعروفة مسبقًا.
انضمت "شواظ" إلى مجموعة واسعة من أسلحة مضاد الدروع "اربجي - كورنيت - عبوة العمل الفدائي - قذائف ياسين 105 - العبوات البرميلية" التي استخدمتها المقاومة في استهداف آليات الاحتلال من مدرعات ودبابات وجيبات عسكرية وجرافات وغيرها خلال معركة طوفان الأقصى، وحققت خسائر فادحة في صفوف جيش العدو بشريًا وماديًأ، عبر تدمير وإعطاب الآليات المستهدفة، وإيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
