الدوحة - قدس الإخبارية: قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها من المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الوسطاء، وبعد دراستها بإيجابية، وأكدت على الوقف الشامل للعدوان والإغاثة والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة.

وأكد هنية، في كلمة اليوم الثلاثاء 2 يناير 2023، أن لن يطلق سراح أسرى الاحتلال إلا بشروط المقاومة، ولن تمر مؤامرة التهجير، ولا عودة عن المطالبة بتحرير الأسرى كافة، و"لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلاّ بزوال الاحتلال".

وأوضح هنية أن الحركة تلقت العديد من المبادرات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي الصادرة عن جهات وشخصيات فلسطينية وعربية حريصة على شعبنا وقضيتنا، وأكد للجميع تمسك الحركة بوحدة الشعب والقضية، مشددًا على أن  أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حماس وفصائل المقاومة وهمٌ وسراب.

وشدد على انفتاح الحركة على كافة المكونات الوطنية من أجل اعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار المنظمة عبر الخيار الديمقراطي إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع، والعمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت وفي مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير.

وتابع: "لن يكون هناك فوضى أو فراغ في القطاع فالأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حاليا والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان." 

وقال إنه وفي اليوم الثامن والثمانين للعدوان الصهيوني على قطاعنا الحبيب لا يزال شعبنا الفلسطيني يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحدي، وهو يقدم نماذج أعجزت العالم وجعلته يقف احتراما واجلالا أمام هذا العطاء.

وأضاف: " شعبنا العظيم يستحق أسمى آيات التحية والتقدير والاحترام، فقد ثبت رغم الوجع الكبير الذي يعيشه من ألم النزوح والتدمير والمجازر التي تعرض لها رغم ما يواجهه من أهوال وجرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها هذا العدو الذي استباح كل شيء بمنتهى الهمجية والوحشية."

وتابع: "ندرك أن الأيام الحالية مؤلمة وثقيلة ولكنها سوف تمضي ويمضي معها الطغيان وسيعود شعبنا بإذن الله إلى بيوته التي نزح منها وسنعمل يدا بيد لإعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان"

وأكد أن الحركة تعمل مع الجميع من أجل أن يحصل شعبنا على احتياجاته وينعم بالحرية والاستقلال، وفي الوقت ذاته إذ نحمّل الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذه المعاناة.

وشعبنا في القدس والضفة رغم التنكيل والقمع والارهاب والاقتحامات والإعدامات والاعتقالات التعسفية وعربدة المستوطنين وتقطيع الأوصال إلاّ أن الضفة ستبقى عصية شامخة ومتجددة في مقاومتها وأجيالها محتفظة بحقها في المواجهة الموحدة والشاملة مع إخوانهم في غزة وفي كل مكان.

ووجه رسالة للمقاومة في غزة: "أيها الأبطال لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة بل إن قادة دول، ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة."

وتابع: "بدأ الاحتلال يروج بأنه ينتقل من المرحلة الثانية إلى الثالثة للقيام بعمليات عسكرية مركزة لمنع المقاومة من النهوض، ولكنها ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها فأبطال فلسطين، أبطال غزة، أبطال القسام وكل فصائل المقاومة، يصنعون اليوم تاريخا وعهدا جديدا لفلسطين حرة عزيزة كريمة."

وأشار إلى أن الدول التي شاركت وساندت هذا العدوان وخاصة الإدارة الأمريكية تتحمل المسئولية الكاملة من حيث دعمها العسكري والأمني والسياسي لدولة الاحتلال، والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الذي ينادي بوقف العدوان إنصاف شعبنا

وقال: "آن الأوان للحكومات الاستجابة إلى الحق والضمير والمعاني الإنسانية التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية وأن تتخلى عن صمتها على الانحياز الأمريكي الغربي للاحتلال وتعاملها بإزدواجية معايير فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها."