بمجرد القول "علينا السيطرة على محور فيلاديلفيا" يعتبر ذلك انتهاكا لاتفاق فيلادلفيا 2005 والذي تعتبره "إسرائيل" ملحقاً أمنيا لمعاهدة كامب ديفيد، يعني بكلمات واضحة هو خرق أمني يدعو إليه رأس الهرم في "إسرائيل" في محاولة لجس نبض مصر ورد فعلها.
وبالمناسبة سيطرة "إسرائيل" الفعلية على هذا المحور ستستوجب اتفاقًا أمنيًا جديدًا، فهل سكوت مصر على تصريحات نتنياهو بالأمس تشي بأن اتفاقًا أمنيا جديدا يُحضر بين البلدين، وعلى أي أساس ؟ ما كان أم ما سيكون؟!
وفيما يلي بعض النقاط تتعلق بالقول والسيطرة على محور فيلاديلفيا:
• تكثيف الحديث عنه إعلاميًا، وعلى ألسنة القادة والمحللين، ليس بهدف جعل احتلاله هدفا يحتفل به إن أنجز فحسب، تكثيف الحديث يصنع هالة في عقل الجمهور الداخلي والإدارة الامريكية ان هنالك هدف في الأفق يجب أن ينجز في ظل عدم وجود أي أفق لا عسكريًا ولا سياسيًا للحرب، هو هدف لكسب الوقت وبالتالي تنفيذ رغبة نتنياهو بإطالة أمد الحرب أشهر كما يقول.
• أهمية قول نتنياهو ذلك بوضوح في المؤتمر الصحافي بالأمس، هي رسالة مباشرة لشركائه في الائتلاف الحكومي، بن جفير وسموترتش يتحدثان بوضوح عن عودة الاستيطان في غزة (غوش قطيف) ويلحنان لحن "أرض إسرائيل الكبرى"، لكن هنالك نقطة إضافية يقف الرجل ليس في المنتصف بالضبط، لكنه في وسط طريقين متنافرين، إما أن يرضي بن جفير سموترتش وإما ان يرضي غالانت ايزنكوت، خسارة الفريق الاول تجعله يخسر الحكومة، وخسارة الفريق الثاني تجعله يخسر الشرعية.
• نقطة أخيرة، سمعت الكثير من التحليلات حول لماذا تريد "إسرائيل" السيطرة على فيلاديلفيا، والجميع تقريبًا يجمع أن السبب يكمن بالحد من التهريب وتدمير الأنفاق في المنطقة! أرى أن السيطرة إن تمت فهدفها أبعد من ذلك بكثير، "إسرائي" بموجب خطتها لا تريد أن تبقي أهل القطاع في القطاع أصلا، السيطرة إن تمت تهدف الى أمرين:
1.تسريع التهجير وفتح الحدود لإخراج العدد الأكبر من أهل غزة في المكان.
2.وبناء حاجز أمني ضخم ضمن اتفاقات امنية جديدة تضمن إسرائيل بموجبها حرية الدفاع عن x كيلومتر داخل الحدود المصرية ضد ما ستسميها جماعات فلسطينية إرهابية!