غزة - قدس الإخبارية: الحصان الأسود، وكلمة السر في معركة "طوفان الأقصى"، ضربة البداية، والكابوس الذي يطارد آليات الاحتلال وسلاح مدرعاته في شوارع غزة وأزقتها.. قذيفة الياسين.
شكلت قذيفة الياسين 105، آخر حلقات رحلة المقاومة الفلسطينية مع الأسلحة المضادة للدروع، التي بدأت باقتناء القاذف الروسي RPG-7 وقذائفه المضادة للدروع الخفيفة، مرورًا بقذائف تاندوم 85 روسية المنشأ، وقاذف RPG-27 اللذان دخلا الخدمة فعليًا في معركة الفرقان عام 2008-2009، وصولًا إلى المنظومات الموجّهة ومنها كورنيت وكونكرس وفاغوت التي جرى الكشف عن امتلاكها رسميًا خلال معركة حجارة السجيل عام 2012، لكن تاريخ استخدامها الميداني سبق ذلك بعام على الأقل في استهداف حافلة للمستوطنين داخل مستوطنة كفار سعد عام 2011.
بين الآربجي والكورنيت، طوّرت الصناعات العسكرية لكتائب القسام على يد مهندسها الشهيد عدنان الغول، قاذف الياسين الذي استخدم بشكل واسع في معركة "أيام الغضب" عام 2004، وكان نسخة محلية تحاكي قاذف RPG 2 الروسي، قبل أن تبدأ الكتائب تطوير نسخة من قذائف التاندوم 85 الروسية وتستخدمها في معركة العصف المأكول عام 2014 في استهداف عدد من دبابات وآليات الاحتلال خلال العملية البرية، دون أي إعلان رسمي عن ماهية هذه القذيفة.
صبيحة السابع من أكتوبر 2023، وفي الضربة الافتتاحية لمعركة "طوفان الأقصى" استخدمت كتائب القسام قذيفة ياسين 105، في تدمير دبابة ميركافاة 4 عبر استهدافها بقصف من طائرة مسيرة، قبل أن تكشف الكتائب رسميًا عن القذيفة وتسميتها بعد أيام في خطاب للناطق العسكري باسمها أبو عبيدة في 14 أكتوبر.
قذيفة ياسين 105: قذيفة مضادة للدروع من فئة الأسلحة المحمولة على الكتف، نسخة محلية مطورة من قذيفة تاندوم 85 الروسية ذات الحشوة الترادفية، التي تمتلك رأسين متفجرين، يقوم الأول بتدمير الدرع الخارجي للآلية المستهدفة، وتمكين الرأس الثاني من الاختراق والتدمير الداخلي.
المواصفات الفنية لقذيفة ياسين 105
المدى 100 - 500 متر
المدى الفعال 100 متر
المدى القاتل 150 متر
الوزن 4.5 كيلوغرام
العيار 64/105 ميليمتر
السرعة 300 متر / ثانية
الاختراق في الدروع 60 سم
آلية الإطلاق قاذف RPG
آلية الاستخدام
تتكون قذيفة ياسين 105 من جزئين رئيسيين هما القذيفة مخروطية الشكل برأسين ترادفيين، والمادة الدافعة التي يتم دمجها يدويًا مع القذيفة قبل الإطلاق، ثم يتم تلقيم القذيفة في قاذف الكتف المحمول RPG روسي الصنع، وإطلاقها يدويًا برامٍ واحد نحو الآلية المستهدفة ومن المسافة المحددة مسبقًا من الرامي، نحو نقاط الضعف المعروفة لكل آلية على حدة.
عند ارتطام القذيفة بالهدف، ينفجر الرأس الأول لتدمير الدروع الخارجية أو اختراقها، وتمكين الرأس الثاني من الاختراق في عمق تصفيح الآلية المستهدفة، وتوجيه الموجة الانفجارية إلى داخلها، وفي حال تمكنت الموجة الانفجارية من ضرب مخازن الذخيرة داخل الدبابة، فهي كفيلة بتدميرها بشكل كامل وتحويلها إلى كتلة من اللهب، كما يمكن للشحنة الانفجارية قتل وإصابة طاقم الآليات الأقل تحصينًا من دبابات ميركفاة مثل "جيبات الهمر، مدرعة النمر، ناقلات الجنود M113، وكابينة السائق في بلدوزرات الـ D9".
منحت قذيفة ياسين 105، مقاتلي كتائب القسام، قدرة عالية على استدراج الاحتلال إلى حرب شوارع ومدن داخل أحياء قطاع غزة، واصطياد الآليات والمدرعات بشكل مكثف، وبطرق تساعد المقاتلين على خفة الحركة، ونصب الكمائن السريعة، واستنزاف آليات ومدرعات الاحتلال، علاوة على الخسائر البشرية العالية التي تكبدها الاحتلال،والتي ارتفعت بشكل قياسي مع دخوله إلى الأحياء المكتظة بالسكان مثل الشجاعية والزيتون ومخيم جباليا وأطراف مدينة خانيونس.