غزة – قدس الإخبارية: نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مشاهد من استهداف جنود الاحتلال وتدمير آلياته المتوغلة في محاور مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد، التي بثتها القسام اليوم الإثنين 25 ديسمبر\كانون الأول 2023، إلصاق عبوة شواظ عند دبابة ميركافاه إسرائيلية، قبل أن تنفجر فيها.
وأظهرت قنص قناصة القسام لقناصة إسرائيليين، وقتلهم جميعًا بالحرق في إحدى البنايات المتمركزين خلالها في قطاع غزة.
وتضمنت المشاهد صور لأسلحة جنود الاحتلال التي استطاعت كتائب القسام السيطرة عليها بعد الاشتباك معهم.
لماذا لا ينبه طيران الاحتلال جنوده بوجود مقاومين؟
لم تكن عملية القسام بزرع عبوة شواظ عند دبابة إسرائيلية هي الجديدة من نوعها، إذ نشرت كتائب القسام على امتداد التحامها مع الاحتلال في عملية طوفان الأقصى مشاهد لمقاومين على مقربة صفر من آليات الاحتلال ودباباته.
إحدى هذه المشاهد كانت زراعة عبوة العمل الفدائي على ظهر دبابة بعد أن خرج المقاوم من نفق على مقربة منها، فيما تضمنت مشاهد أخرى لزراعة عبوة ناسفة على باب دبابة من مسافة صفر، ومشاهد ثالثة إحراق دبابة إسرائيلية بعد الصعود عليها.
وتثير مشاهد الاشتباك التي تنشرها كتائب الشهيد عز الدين القسام عن سؤال أين طائرات الاحتلال من حماية جنودها على الأرض في محاور القتال؟
يقول المهندس والخبير العسكري سعد الوحيدي لـ "شبكة قدس"، إن الاحتلال لا يستطيع وضع طائرة فوق كل دبابة وفرقة جنودٍ ومشاة متوغلة، هذا يستلزم الكثير من الطائرات المسيرة "الدرون" في بقعة واحدة من السماء ما يعيق أصلا قدرة الطائرة على التحليق.
ويوضح الوحيدي بوجود نوعين من الطائرات، الطائرات الحربية ومهمتها تنفيذ سياسة الأحزمة النارية والأرض المحروقة وتمهيد الطريق أمام الدبابات وآليات الاحتلال للتوغل البري، والطائرات المسيرة "الدرون"، ومهمتها استطلاعية.
فضلًا عن ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من دبابات الاحتلال من نوع ميركافاه 4، وهي دبابات مزودة بنظام رؤية وذكاء اصطناعي ومحاكاة يظهر محيط الدبابة بـ 360 درجة، أي أنهم يستطيعون رؤية التحركات قربهم، وفقًا للوحيدي.
ويستدل الوحيدي بما أظهرته مشاهد القسام اليوم، عند تقدم الدبابة قليلًا بعد زرع المقاوم لعبوة الشواظ، وذلك لأنها استطاعت رؤيته، لكن بعد فوات الأوان وقد انفجرت العبوة.
ويشير إلى عدم اعتماد القوات العسكرية إلى التغطية الجوية لكل قوة، إلا في بعض الحالات التي تنفذ فيها قوات خاصة عملياتٍ محددة وموضعية.
أما في حالة التوغل البري، الذي بدأه الاحتلال منذ 27 أكتوبر\كانون الأول 2023، فإن العملية تجري على امتداد القطاع من بيت حانون شمالأ إلى خانيونس جنوبًا، مع وجود نقاط اشتباكٍ كثيرة في المناطق السكنية، واعتماد المقاوم على نهج توجيه الضربة والانسحاب المباشر، وهو ما يراه الخبير العسكري تحييدًا للطيران، وحتى لو نبّهت جنودها بوجود تحركات مقاومين، يكون الأوان قد فات.
ويشدد الوحيدي إلى أن الخسائر البشرية زادت أكثر عندما دخل المناطق السكنية وتحولت المعركة إلى "حرب مدن"، حيث الاشتباك من مسافة قريبة، مع عدم وجود قصفٍ إسرائيلي في مناطق تواجد الجنود والآليات، لإنها وفق رؤيتهم "مناطق تم تمشيطها وتأمينها من وجود المقاومين".
حدث الاشتباك.. لماذا لا يتدخل الطيران وينقذ الجنود؟
"لا يستطيع الطيران التدخل في حالة الاشتباك المباشر أو الالتحام من مسافة قريبة تقل عن مسافة 200 متر، إذ يفقد القدرة على التمييز بين جنوده والمقاومين"، يجيب المهندس الوحيدي.
ويتابع: "إذا تدخل الطيران، فمن الممكن بشكل قوي أن يقتل الجنود بنيران صديقة، وجنود الاحتلال دون تدخل الطيران يقعون في حالة ارتباك كبير، وأصيب الكثير من الجنود بنيران صديقة، فكيف سيكون الأمور بصواريخ تدميرية عالية تسقطها الطائرات؟"