غزة - قدس الإخبارية: قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الأحد 24 ديسمبر\كانون الأول 2023، إن اثنتين من الأمهات "تُقتلان" كل ساعة في قطاع غزة، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
وأضافت الهيئة في تغريدة لها على حسابها عبر منصة "إكس"، أنه "وفقا لتقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تُقتل اثنتان من الأمهات كل ساعة في غزة".
وأشارت إلى أن "أطفال غزة يفقدون حبل الأمان الوحيد، ألا وهو والداهما، وأنه "يجب أن يتوقف كل هذا".
من جانبها، قدرت الأمم المتحدة وجود حوالي 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن هناك ما يزيد على 180 حالة ولادة يوميا.
وقالت الوكالة إن الأطباء والقابلات يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الرعاية للأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل المعرضات لمخاطر شديدة، في 7 مراكز صحية التابعة للأونروا من أصل 22 قبل تدميرها من قبل جيش الاحتلال.
وتعاني النساء الحوامل في قطاع غزة قلة الأسرّة والأطباء والرعاية الطبية الجيدة ما قبل وبعد الولادة، بسبب الحرب الإسرائيلية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنه وثق 137 شهادة لإعدامات ميدانية، تكررت في غزة والشمال من خلال إعدام عشرات المدنيين أمام ذويهم، إضافة إلى إعدام نساء حوامل كُنَّ يرفعن الرايات البيضاء وهنّ في طريقهنّ إلى مستشفى العودة شماليّ غزة.
نقص الفوط الصحية
أما حين قدوم الدورة الشهرية، فتزداد معاناة النساء في قطاع غزة، في ظل نقص الفوط الصحية والمرافق المناسبة، فلجأت النساء إلى استخدام وسائل منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية، رغم المخاطر الصحية الكثيرة الناجمة عنها، ومع ذلك، لم تعد موانع الحمل متوافرة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن "المزيد من النساء الحائض والنفاس في غزة يلجأن إلى استخدام القماش كبديل للفوط الصحية. ومن بين 5000 امرأة أنجبن خلال الحرب، جميعهن بحاجة إلى مستلزمات ما بعد الولادة، والتي كان توافرها أيضا محدودا"
معاناة النساء الإضافية في الحرب
بحسب مركز الحق لحقوق الإنسان، تواجه النساء الحوامل في قطاع مخاطر عديدة بسبب صعوبة الوضع بالمستشفيات وغياب المتابعة مع الأطباء، واضطرار الكثير منهن للولادة في أماكن نزوحهن مع المخاطر المترتبة على ذلك، فضلا عن عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة والافتقار للكثير من التطعيمات للمواليد.
ولا يتوفر الغذاء الملائم سواء للأمهات الحوامل أو المرضعات، وفق الحق، ما يؤثر على أكثر من 155 ألف امرأة حامل وأم مرضعة، بالإضافة إلى أكثر من 135 ألف طفل دون سن الثانية، نظرًا لاحتياجاتهم الغذائية الخاصة، والتي تتفاقم بسبب التوتر والصدمات.
وبالبحث في مراكز الإيواء، يقول الحق إن غالبية النساء تعاني من الاكتظاظ الشديد، وغياب الرعاية الصحية، والظروف الصحية، إلى جانب فقدان الخصوصية مع تكدس أعداد كبيرة منهن في الفصول الدراسية أو ساحات المدارس أو الخيام المنصوبة في كل مكان، كذلك يعانين من أزمة الذهاب للحمام، وعدم توفر المياه وعدم والأماكن المناسبة للاستحمام.
كما تعاني الآلاف النساء من الأجواء الباردة مع عدم توفر أغطية وفراش ملائم فضلا عن الافتقار للملابس الشتوية، حيث اضطرت غالبيتهن للنزوح المتكرر وفي كل مرة كن يفقدن أمتعتهن ومستلزماتهن الأساسية.
وتعاني غالبية النساء كما هو الحال بالنسبة لجميع النازحين من جوع حقيقي وافتقار كبير للمواد الغذائية، وتزداد معاناة النساء الحوامل والمرضعات، في وقت يعتمد أغلب السكان على وجبة واحدة محدودة في اليوم إن توفرت.
ويشير الحق، إلى معاناة النساء المسنات من صعوبة توفير أدوية الأمراض المزمنة وأوضاع صعبة في البرد الشديد في الخيام وأماكن النزوح وعدم القدرة على قضاء حاجتهن مع النقص الكبير في الحمامات ونقص المياه أيضا.
ونتيجة لاستشهاد الزوج أو الأب أو الأبناء، باتت آلاف النساء مسؤولات عن أسرهن وحاجات أفراد الأسرة، في ظل واقع أقل ما يقال عنه بأنه كارثي ويفتقر لكل شيء، وتنعدم فيه الموارد الأساسية.