حصيلة الخسائر العسكرية في صفوف جنود وآليات جيش الاحتلال بدأت تتوسع منذ عودة العدوان البربري الإسرائيلي على غزة بشكل أكبر مما كان عليه الحال قبل الهدنة، وبدأ جيش الاحتلال يغرق فعليا في وحل غزة.
لا زال جيش الاحتلال يتصرف باستعلاء وتكبر معتقدا أن التفوق العسكري من آليات وطيران هو الذي يحسم المعركة، ويكابر في الاعتراف بكل خسائره التي يتعرض لها في غزة على يد أبطال المقاومة.
يمتلك جيش الاحتلال ما قوامه 1600 دبابة منها قرابة 500 دبابة ميركافاة ذات الدفاع الذاتي، فضلا عن 10 آلاف مدرعة منها 6 آلاف ناقلة من نوع m113 يرفض الجنود الركوب فيها ويطلقون عليها اسم "القبر" وهي التي أسر منها الجندي شاؤول آرون عام 2014 وتعتبر صيدا سهلا للمقاومة بسبب تدريعها البسيط مقارنة بالآليات الأخرى وهي أحد نقاط ضعف جيش الاحتلال.
وهذا يعني أن طول أمد الحرب ليس في مصلحة جيش الاحتلال استراتيحيا، وأن الخسائر المتواصلة تهدد جيش الاحتلال البري بفقدان أهم آليات في قواته.
واضح أن المقاومة تعتمد على الكمائن ويمكن تسميتها بكمائن الموت حيث أنها كمائن محكمة ومعدة وفق خطط عسكرية مسبقة تهدف لاستدراج آليات الاحتلال لنقطة معينة ثم مهاجمته بحيث تكون فرص افلات الجنود أو الآليات من "المقتلة" متدنية.
أثبتت هذه الكمائن نجاعتها الكبيرة في التعامل مع آليات الاحتلال وظروف المعركة، يساعد تنفيذها وجود ميدان قتال تحت الأرض أعدته المقاومة عبر سنوات من العمل والعطاء حفر المجاهدون الصخر لتحقيق أكبر حماية للمقاوم والمقدرات العسكرية ولتنفيذ هذه الخطط الدفاعية والهجومية.
رغم كل هذه الإبادة والجرائم بحق المدنيين الآمنين في قطاع غزة، يخسر جيش الاحتلال عسكريا في كل المحاور، مع الأيام ستتناقص هذه الآليات وزيادة عدد محاور القتال يجعل هناك احتمالية تدمير كتيبة مدرعات يوميا قوامها ٣٥ آلية وربما أكثر، واستمرار هذا التناقص سيجعل جيش الاحتلال يرفع الراية البيضاء بطريقة غير مباشرة من خلال استجداء الهدنة.
لا يمكن لجيش الاحتلال كما يتوهم البعض القضاء على حركة حماس ليس لأن الحركة قوة لا يمكن هزميتها بل لأن المقاومة فكرة لا تموت قد تتغير المسميات ويتناقل الأجيال الفكرة، فضلا أن السواعد التي بنت شبكة أنفاق مذهلة والإيمان العميق في نفوس المقاومين واحتضانهم من الشعب كلها عوامل لا يمكن القضاء عليها.