بيروت - قُدس الإخبارية: أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أن المقاومة جاهزة للدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال في لقاء مع الإعلامي اللبناني رواد ضاهر في برنامج "بالمباشر" إن الاحتلال يواجه "معضلة" كبيرة في الميدان واضطر للاعتراف بجزء من الخسائر التي لحقت به في المواجهة مع المقاومة.
وشدد على أن قدرة المقاومة على الصمود "عالية"، وتابع: نحن شعب نريد حقوقنا إذا حصلنا عليها دون قتال فهذا شيء جيد لكن الإسرائيلي لا يحترم حتى الاتفاقيات وليس أمام الفلسطيني إلا المقاومة.
وأضاف: المقاومة ما زال في جعبتها كثير من المفاجآت ومن السابق لأوانه الحديث عنها وقد عودتنا سابقاً على ذلك وقد تنتهي المواجهة وهي لم تخرج كل ما بحوزتها.
وحول الحديث عن التوصل لاتفاق دائم لإطلاق النار، قال: قطر تبذل جهوداً في هذا الاتجاه، لكن الحديث عن هذا مبكر، مصر تشارك أيضاً في الاتصالات مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، إذا عرقل الإسرائيلي هذه الجهود فالميدان هو من سيحكم.
ويرى حمدان أن الاحتلال ما زال "يفكر بعقلية الانتقام" حتى الآن لكن واقع الميدان لا يساعده على ذلك، وأشار إلى أن آليات الاحتلال انسحبت من مواقعها، وقد يكون يستعد لسيناريو آخر، حسب وصفه، وأكد أن المقاومة "مستعدة للتعامل مع كل الخيارات".
وتابع: الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تعطي الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة العدوان والتعويل هو على الميدان.
واعتبر أنه يجب التفريق بين مزاج القوى الشعبية في أوروبا ومواقف الحكومات التي تشارك في اعطاء شرعية للعدوان وكان لها دور تاريخي في قيام دولة الاحتلال، حسب وصفه.
وحول قاعدة 10 أسرى إسرائيليين مقابل 30 أسيراً فلسطينياً، قال: هذه القاعدة تتعلق بالأسرى المدنيين لكن معادلة التبادل فيما يخص الجنود والضباط مختلفة ونحن متمسكون باخراج كل الأسرى من مختلف الأحكام والتنظيمات.
وشدد على أن أحد أهداف عملية "طوفان الأقصى" هو "استعادة المشروع العملي للتحرير وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة"، وأضاف: يعز علينا أن يستشهد فلسطيني واحد بالنسبة ليَ أي فلسطيني يساوي كل الكيان الصهيوني لكن التحرير يحتاج إلى تضحيات.
واعتبر أن صمود الشعب الفلسطيني يزيد من "المسؤولية على المقاومة التي يجب أن تواصل الطريق حتى التحرير"، حسب وصفه.
وتعليقاً على أخبار متداولة حول شمل الصفقة المقبلة بالمناضل جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية، قال: من المهم جداً أن يلحظ أن هناك مناضلين كان لهم دور في مواجهة الكيان الصهيوني خلال عملية التبادل، مثل الأسير جورج عبد الله الذي ما زال يسجن ظلماً وعدواناً من قبل السلطات الفرنسية.
ورداً حول الاتصالات القطرية والمصرية مع مسؤولين في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، قال القيادي في حركة حماس: هذه الاجتماعات تطرح أفكاراً كثيرة والخلاصة النهائية أن جملة أساسية من هذه الأفكار بدأت تتحدث عن مستقبل غزة بعد المعركة وقلنا أن مستقبلها شأن داخلي فلسطيني ولا نقبل أن يتدخل به أحد.
وتابع: واهم من يظن أن مستقبل غزة بعيد عن سياقات المقاومة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يدرك أن أي ترتيبات تتعلق بالوضع الفلسطيني يجب أن تكون فلسطينية خالصة ونحن حريصون على بقاء العلاقة مع فتح ولكن يجب أن لا تكون على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وكشف أن حماس طرحت للوسطاء اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من الرجال كبار السن، من غير العسكريين، مقابل الإفراج عن الأسرى كبار السن في سجون الاحتلال لكنه رفض ذلك.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يمنح "الثقة والشعبية" لمن يقاوم الاحتلال، وأضاف: الشرعية الفلسطينية يحددها الفلسطينيون بأنفسهم ولا يمكن فرض الشرعية من خارج الشعب الفلسطيني ولا يتصور أحد أن دبابة أمريكية أو إسرائيلية تحمله إلى الشرعية.
وقال: الشعب الفلسطيني أعطى الولاء لكل من قادة المقاومة، انطلاقاً من الشيخ عز الدين القسام الذي جاء من جبلة في سوريا، ثم الثورة الكبرى، ثم الثورة المعاصرة بقيادة فتح والجبهة الشعبية، ثم المقاومة الحالية بقيادة حماس والجهاد، لذلك لست قلقاً على شعبية حماس طالما استمرت بالمقاومة، والحركة تزداد رسوخاً في البيئة الوطنية الفلسطينية لأنها صارت الأمل في التحرير، ورسالة السابع من أكتوبر أن هذه الحركة التي بلغت 35 عاماً من العمر ما زالت راسخة في المقاومة نحو التحرير.
وعن اللقاء الأخير مع الأمين العام لحزب الله، أضاف: اللقاء كان ممتازاً بحكم العلاقة التاريخية مع الحزب والجو كان الالتقاء على تقدير الموقف تجاه السلوك الإسرائيلي والأمريكي، وليس هناك ما نعاتب الحزب عليه، المقاومة لم تبدأ علاقاتها اليوم حتى يكون هناك اشكال في الفهم، ربما كان لدى بعض محبي المقاومة طموح أن يقوم الحزب بسلوك معين لكن المقاومة تتصرف بحكمة، وهذه معركة طويلة، ونقدر ما قام به الحزب والشهداء الذين قدمهم.
وتابع: كل الأطراف المقاومة في المنطقة تقوم بأدوار مناسبة خلال المعركة في غزة.
واعتبر أن "لا تناقض بين حماس حركة وطنية بانتماء عربي وهوية اسلامية ووجود في محور المقاومة"، حسب وصفه، ويرى أن المنطقة يجب أن تتحول كلها إلى "حالة مقاومة" ضد الاحتلال بعيداً عن التقسيمات التي وصفها بأنها "صناعة الأعداء".
وعن موقف حماس من الموقف السعودي، قال: السعودية أعلنت أنها لن تطبع في هذه الظروف وهو موقف مهم وأرجو أن لا تطبع لأن الاحتلال هو مصدر الأزمات والكوارث في المنطقة.
وأكد أن "معركة غزة كشفت حقيقة المشروع الصهيوني"، وأردف قائلاً: هل سيقبل أحد وضع يده في يد القتلة؟ الذي كشف حقيقة الاحتلال يرغب في مزيد من التوسع والقاء قنبلة ذرية على غزة، هل هناك من يقبل علاقة مع هذا الكيان؟
ورداً على سؤال هل تراهن حماس على الخليج لاعادة اعمار غزة، أضاف: نحن نراهن على الأمة ورغم العتب والأذى أحياناً لكن معركتنا مع الاحتلال ستبقى ومن يقدم للفلسطينيين هو يقدم لنفسه لأن ضعف كيان الاحتلال هو مصلحة للأمة.
وشدد على أن الاحتلال خسرت "صورتها" و"مساراً استراتيجياً" لضمان وجودها.
وتعليقاً على سؤال "هل ندمت حماس على طوفان الأقصى"، قال: لماذا يفترض البعض أننا سنتراجع عن فعلنا المقاومة، هل نندم أننا حطمنا فرقة كاملة في جيش الاحتلال؟
وأردف قائلاً: أعد بمعركة تحرير مقبلة وليس فقط 7 أكتوبر جديداً وما حصل في هذه المعركة أكد أن مستقبل كيان الاحتلال في المنطقة ليس مضمونا.