نيويورك - قدس الإخبارية: أفادت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث بأنّ الوحشية والدمار اللذَين يعاني منهما الفلسطينيون في قطاع غزة تحت أنظار العالم وصلا إلى حدّ لم نشهده من قبل، في خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية التي عاش في خلالها أهل غزة ستّ حروب.
وأتت تصريحات المسؤولة الأممية في خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي للاستماع إلى إحاطة عدد من المسؤولين الأمميين في ما يتعلق بوضع النساء والأطفال في قطاع غزة، مذ شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية الحرب الأخيرة عليه في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبيّنت بحوث أنّ "قبل السابع من أكتوبر، كان 67 في المائة من إجمالي عدد المدنيين الذين قُتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأعوام الخمسة عشر الماضية من الرجال، وأقلّ من 14 في المائة من النساء والفتيات. ومنذ ذلك التاريخ، انعكست النسب". وقالت: "لم يقتصر الأمر على أنّ عدد المدنيين الذين قُتلوا منذ السابع من أكتوبر هو ضعف عدد القتلى في الأعوام الخمسة عشر الماضية مجتمعة فحسب، بل إنّ 67 في المائة من أكثر من 14 ألف شخص قُتلوا في قطاع غزة هم من النساء والأطفال". وأوضحت أنّه يُسجَّل بالتالي "مقتل اثنتَين من الأمهات كلّ ساعة وسبعة نساء كلّ ساعتَين".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنّ 180 امرأة ينجبنَ يومياً أطفالاً، من دون توفّر مياه ولا مسكنّات ولا تخدير للعمليات القيصرية ولا كهرباء لحاضنات حديثي الولادة ولا مستلزمات طبية كثيرة. أضافت بحوث أنّ قبل الحرب الأخيرة على غزة، كانت "650 ألف امرأة وفتاة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في القطاع. وقد ارتفع هذا الرقم راهناً إلى 1.1 مليون، بما في ذلك نحو 800 ألف امرأة نازحة داخلياً".
وتابعت بحوث أنّ 45 في المائة من مجموع الوحدات السكنية دُمّرت كلياً أو تضرّرت، ودعت إلى إنهاء فوري للحصار القائم وضمان الوصول إلى المياه النظيفة وغيرها من الأمور الأساسية.
في سياق متصل، شدّدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل على ضرورة إنهاء الحرب "ووقف قتل الأطفال وتشويههم على الفور". وتحدّثت عن "مقتل أكثر من 5300 طفل فلسطيني في 46 يوماً فقط، أي أكثر من 115 طفلاً يومياً، وذلك على مدى أسابيع. وبناءً على هذه الأرقام، يشكّل الأطفال 40 في المائة من الوفيات في قطاع غزة. وهذا أمر غير مسبوق. وبعبارة أخرى، يُعَدّ قطاع غزة اليوم أخطر مكان في العالم بالنسبة إلى الأطفال". كذلك اشارت إلى تقارير تفيد بفقدان "أكثر من 1200 طفل"، وهم إمّا "ما زالوا تحت أنقاض المباني التي قُصفت وإمّا مصيرهم مجهول".
وبدورها، لفتت راسل الانتباه إلى أنّ عدد الوفيات في الحرب الحالية على غزة "تجاوز بكثير إجمالي عدد الوفيات في خلال حالات التصعيد السابقة. وللمقارنة، تمّ التحقّق من مقتل 1653 طفلاً في خلال 17 عاماً من الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة بين عامَي 2005 و2022".
وتحدّثت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف عن الأطفال الذين سوف ينجون من الحرب، مؤكدة أنّ "حياتهم تغيّرت نهائياً من خلال التعرّض المتكرّر لصدمات. ومن الممكن أن يؤدّي العنف والاضطرابات المحيطة بهم إلى إجهاد سام يؤثّر سلباً على نموّهم الجسدي وكذلك الذهني. وحتى قبل هذا التصعيد الأخير، كان أكثر من 540 ألف طفل في غزة، أي نصف إجمالي عدد الأطفال، في حاجة إلى عناية ودعم نفسيَّين واجتماعيَّين. واليوم، ثمّة أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة، نصفهم من الأطفال، مشرّدون".