غزة - قدس الإخبارية: اقتحم الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، في ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء 14 نوفمبر\تشرين الثاني، ليبحث عن نصرٍ وهمي، تحت ادعاء أن تحت الشفاء "مركز القيادة والعمليات لحركة حماس".
وبعد 18 ساعة من اقتحام الاحتلال المستشفى، نشر مشاهد وصور للمتحدث العسكري باسم جيشه، وجنوده وهم يعثرون على "أسلحة لحركة حماس، وعصبات القسام، وكتبَ تحث على الجهاد"، هذه المشاهد التي تكررت في اقتحام مستشفى الرنتيسي قبل أيام، سرعان ما انكشفت وهمية الدلائل، ومحاولة الاحتلال الحثيثة لصناعة المشهد.
لا بصمات جنائية
يتوعد الاحتلال منذ اليوم الأول لعدوانه على قطاع غزة، أن "يقضي على حركة حماس"، والقضاء على الحركة يكون بمعرفة عناصرها وملاحقتهم، لكنّ الاحتلال في المشاهد التي بثها من الشفاء، حطّم أدلة الوصول إلى مقاومي حماس ومعرفتهم، فلم يراعِ جنوده قضية البصمات للوصول إلى أصحاب الأسلحة، على العكس، وبكل بساطة، لمسوا "الأسلحة والأدلة" التي جمعوها بأيديهم المجردة، من دون قفازات، وحطموا كل دليل للوصول من خلال البصمات.
معادن في غرفة رنين مغناطيسي
أظهرت المشاهد التي بثها جيش الاحتلال، استخراج حقيبة مليئة بالأسلحة من غرفة الرنين المغناطيسي في المستشفى، التي شهدت استقبال الجرحى والمرضى طوال الأيام الماضية.
يعمل مغناطيس التصوير بالرنين المغناطيسي بشكلٍ دائم، ويمكن أن تؤدي الأجسام المعدنية إلى إصابة جسدية خطيرة إذا تم إدخالها داخل المجال المغناطيسي، ويمكن أن تطير في الجو بشكلٍ حرفي بعد أن يجذبها المغناطيس، حتى أن الجهات الطبية، تمنع دخول الغرفة لغير المختصين ودون إذن مسبق، لكنّ وبشكلٍ مخالف للمنطق الطبي والفيزيائي، ادعى الاحتلال أن حماس استطاعت أن تخبئ أسلحة معدنية في الغرفة التي لم تتوقف عن العمل إلى حين انقطاع الكهرباء عن المستشفى.
"الحقيبة ليست مشبوهة"
من المعلوم للجميع، أن الاحتلال بشكلٍ خاص، يفرض إجراءات مشددة حين يجد أي "جسم مشبوه"، أو حقيبة ملقاة على الأرض دون صاحبها، ويستعين بخبراء المتفجرات للتعامل معها، لكنّ، المتحدث العسكري باسم الجيش تناول حقيبة "ادعى أنها لحماس" بشكل مريح، وفتحها بسرعة دون أي اعتبارات لخوفٍ أن تكون فخًا أو قنبلة، على الرغم من كل التصريحات السابقة للاحتلال بأن هذا مركز القيادة لحماس، ما يجعل - وفق تصريحاتهم - أن يحترسوا من الأجسام المشبوهة أمرًا ضروريًا.
"صناديق المساعدات تظهر إلى جانب الأسلحة"
بعد اقتحامِ الاحتلال المستشفى، سارعت صفحات الاحتلال والمتحدثون الرسميون باسم حكومة الاحتلال والجيش، إلى نشر صور "صناديق مساعدات طبية"، سيقدمها جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء، في إطار بروباغندا الاحتلال، لكن، سرعان ما ظهرت صناديق بجانب "الأسلحة والأدلة" التي ادعى الاحتلال أنه عثر عليها في المستشفى.
إلى جانب ذلك كله، استغرب الاحتلال وجود جهاز حاسوب محمول بالقرب من غرفة الرنين، وهو الأمر الطبيعي، في كل مستشفيات فلسطين - على الأقل - حيث تحمل صور المريض عليها، ويتم نسخهم على أقراصٍ مدمجة "CD" والتي أيضًا تفاجأ بوجودها الاحتلال.