فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: تحاول أوساط عسكرية وإعلامية في دولة الاحتلال "النفخ" في قدرات العميد تشيكو تامير الذي تولى وضع "الخطة" العسكرية للعمل البري، في قطاع غزة.
المحلل العسكري الإسرائيلي، ألون بن دافيد، زعم في مقال على صحيفة معاريف أن تامير هو "القادر على قراءة العقل العسكري لقائد كتائب القسام محمد الضيف".
عودة إلى السيرة العسكرية لتامير الذي ولد في عائلة صهيونية عسكرية، لعبت أدواراً مهمة في الجيش، تكشف عن "إخفاقات" خلال عمله في المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال الممتد منذ الثمانينات.
تامير الذي تخرج من دورة ضباط وتولى عدة مناصب في لواء "جولاني"، كان أول المسؤوليات التي أخفق فيها مقتل جنديين في موقع عسكري قرب بلدة الطيبة جنوب لبنان، خلال فترة الاحتلال، بصعقة كهربائية بسبب خلل في الأجهزة.
وخلال قيادته قسم العمليات في القيادة الشمالية في جيش الاحتلال، كان تامير أبرز الضباط الذين حملوا مسؤولية الفشل في تحقيق أهداف عدوان "عناقيد الغضب"، في نيسان/ إبريل 1996.
لاحقاً تولى تامير قيادة فرقة "إيجوز" التي تشكلت بتوجيه من قائد المنطقة الشمالية حينها، عميرام ليفين، على مبدأ "محاربة حزب الله بطريقته"، أي تشكيل قوة من عناصر النخبة وتنفيذ عملية خلف خطوط الحزب، على طريقة "حرب العصابات".
رغم تنفيذ الوحدة عمليات قتلت فيها كوادر وقادة من الحزب إلا أن سرعان ما انقلبت الكفة عليها وتعرضت لكمائن قاسية وثقها الحزب بالصوت والصورة.
شارك تامير في احتلال حي القصبة في البلدة القديمة، في نابلس، خلال اجتياح مدن وقرى الضفة المحتلة، في نيسان/ إبريل 2002، وهي العملية التي سعت قيادات مختلفة في جيش الاحتلال بينها رئيس الأركان السابق، أفيف كوخافي، للحصول على "رمزية" تاريخية من خلالها.
تامير الذي تولى سابقاً قيادة فرقة غزة قال في تصريحات صحفية، عام 2018، إن الجيش غير جاهز للحرب، وعبَر عن ذلك بالقول إن "الجيش لن يكون قادرا على التعبير عن ذاته في الحرب القادمة".
واعتبر أن "ذراع البر لن يكون قادراً على خوض الحرب" ودعا رئيس الأركان حينها كوخافي إلى "وضع مخططات لحل هذه الثغرة".
تامير الذي قررت محكمة عسكرية طرده من الجيش، في 2010، على خلفية سماحه لنجله بقيادة آلية عسكرية داخل قاعدة ثم اصطدامه بمركبة مدنية، قرر كوخافي تكليفه في 2022 قيادة ووضع خطط الحرب المستقبلية على غزة.
قد تكون مشاركة في تامير في "عمليات خاصة" من خلال لواء جولاني وفرقة "إيجوز" وغيرها، أحد الأسهم التي دفعت بالقيادة العسكرية في دولة الاحتلال لإعطائه مهمة وضع الخطة، التي قد ترتكز على قوة "نارية" هائلة تدمر المنشآت في غزة، والدفع بقوات خاصة للقتال مع مجموعات المقاومة.
لكن الانهيار الذي أصاب قوات الاحتلال المكلفة بالانتشار في منطقة عمليات "فرقة غزة"، خلال معركة "طوفان الأقصى"، يعزز من المخاوف التي يبثها الجنرال (احتياط) اسحاق بريك وأخبر بها رئيس الحكومة، بينامين نتنياهو، حول عدم جاهزية الجيش.
الأداء العسكري المتقدم في القتال والتنسيق بين الأذرع والالتزام بالخطة الذي قدمته المقاومة، خلال عمليات "طوفان الأقصى"، يجعل هو الآخر من قدرة القوات الخاصة وتلك البرية في جيش الاحتلال على تدمير قدرات المقاومة بالطريقة التي يروج لها محللون وجنرالات في جيش الاحتلال مشكوكاً فيها أيضاً.