غزة - قُدس الإخبارية: بعد 11 يوماً، اعترف مسؤول جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، أهارون حليفا، بالمسؤولية عن الفشل في منع المقاومة من تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" انطلاقاً، من يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
ونقلت القناة "13" العبرية عن رئيس جهاز "أمان" قوله: "لقد فشلنا في التحذير من الهجوم الذي نفذته حماس في غلاف غزة، أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل".
وتأتي تصريحات حليفا بعد ساعات من اعتراف رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، بالمسؤولية أيضاً عن إعطاء حكومة الاحتلال إنذاراً استخباراتياً حول نوايا كتائب القسام تنفيذ عملية الهجوم على المستوطنات ومواقع جيش الاحتلال، في "غلاف غزة".
اعتراف قادة أحد أهم جهازي استخبارات في دولة الاحتلال "أمان" و"الشاباك" بالفشل في منع العملية، يؤكد على تفوق العقل الأمني والاستخباراتي للمقاومة الذي نجح طوال مراحل ما قبل العملية، أي خلال التحضير والتخطيط والاستعداد وتوفير الموارد والتدريبات، ثم تحديد نقطة الصفر وجمع القوات المخصصة وإطلاقها، في منع الاستخبارات الإسرائيلية من الحصول على أية معلومة.
راكمت المقاومة طوال سنوات الصراع خاصة بعد مرحلة تحرير غزة التي منحتها فرصة بناء قوتها، خبرات في مواجهة استخبارات الاحتلال، وبنت جهازاً استخباراتياً استطاع تقييد حرية الأجهزة الأمنية والتجسسية في دولة الاحتلال التي تملك منظومات تكنولوجية متقدمة، من العمل في القطاع.
جهاز استخبارات المقاومة الذي لا يملك الجمهور عنه كثير معلومات استطاع رغم الظروف القاسية التي تعمل فيها، بسبب الحصار، وفي مواجهة أجهزة الاحتلال التي تملك موارد دولية وعلاقات على مستوى العالم، تحقيق إنجازات هامة من خلال محاربة شبكات العملاء، ومنع تحقيق اختراقات في جسم المقاومة التنظيمي والعسكري، وحماية قادتها الكبار على رأسهم محمد الضيف من الاغتيالات، لسنوات طويلة، وتوفير معلومات تفصيلية عن بيئة الاحتلال ومواقعه العسكرية وانتشاره الميداني.
في "سيف القدس" نجحت أجهزة استخبارات المقاومة في إفشال عملية "مترو الأنفاق"، التي خطط رئيس أركان جيش الاحتلال حينها، أفيف كوخافي، أن تكون مذبحة لعناصر المقاومة داخل الأنفاق، وفي هذه المعركة سجلت نقاطاً شديدة النوعية في مضمار حرب العقول.
وفي ذات المعركة فشلت الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال المسؤولة عن تقديم تقديرات موقف، للقيادة السياسية والعسكرية، في توقع نوايا المقاومة وخلافاً للتقدير الذي أعلنت عنه وهو أن المقاومة ستوجه ضربة لمستوطنات "غلاف غزة" رداً على الاعتداءات في المسجد الأقصى، قصفت كتائب القسام مدينة القدس كإشارة انطلاق للمعركة.