القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تقسيم المسجد الأقصى وتهويده ثم تدميره وبناء "الهيكل المزعوم" مكانه، بند ثابت على جدول أعمال الجماعات الاستيطانية، التي دخلت في مرحلة جديدة راكمت فيها خلال السنوات الأخيرة "إنجازات"، على مستوى رفع أعداد المقتحمين للمسجد ومنحهم وقت أوسع وقدرة على ممارسة "الطقوس التلمودية"، في أروقته، في ظل صعود تيارات "الصهيونية الدينية" إلى الحكم في دولة الاحتلال، التي تشترك مع هذه الجماعات في طموحات تدمير المسجد والسيطرة عليه.
موسم "الأعياد اليهودية" الحالي سجل جهداً جديداً من جانب الجماعات الاستيطانية، في تنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، ورصدت الأوقاف الإسلامية ووسائل الإعلام اقتحام مئات المستوطنين لباحاته، وأداء طقوس تلمودية فيها، بالإضافة لانتشارها في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وفي حائط البراق، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص، قال في لقاء مع "شبكة قدس" تعليقاً على أول أيام "عيد العرش" اليهودي، الذي نظمت له الجماعات الاستيطانية اقتحامات كبيرة، إن "عيد العرش عام 2023 بدأ من حيث انتهى عام 2022".
وأوضح: في خامس أيام الاقتحامات في "عيد العرش" عام 2022 وصلت الجماعات الاستيطانية بأعداد المقتحمين إلى 1000 مقتحم، وفرضت إدخال القرابين النباتية والتراقص فيها، حول المسجد الأقصى، في هذا العام حققوا كل هذه الخطوات في أول الأيام، إذ نحن أمام تصعيد متتابع في العدوان.
وأشار إلى أن أهداف الجماعات الاستيطانية وشرطة الاحتلال خلال "عيد العرش"، هي إدخال "القرابين النباتية" إلى المسجد الأقصى، على اعتبار أن المسجد هو "الهيكل المزعوم"، وأضاف: تزعم الجماعات الاستيطانية في تصوراتها "الحلولية" أن "الهيكل" هو "محل سكن الرب عياناً" لذلك تقدم القرابين النباتية والحيوانية، وتقديمها في الأقصى تكريس له على هذا الاعتبار، وهذا يبنى عليه أشياء أخرى بينها تحويل "إسرائيل إلى مملكة الرب" وبذلك يتدخل لحمايتها ونصل إلى نهاية التاريخ، وهو تداخل الديني مع السياسي مع الخلاصي.
وتابع أن الجماعات الاستيطانية تريد من هذه الأيام إدخال أكبر عدد من المستوطنين إلى المسجد الأقصى، وقال: أيام العيد الثمانية يتخللها أيام جمعة وسبت وبالتالي يمكن لهم الاقتحام خلال 5 أيام، ويتخللها رأس "السنة العبرية"، وبالتالي يريدون تحقيق أكبر عدد من المقتحمين في أول أيام السنة، وعادة ما كانوا يحققون نسبة 10% من أعداد المقتحمين طوال السنة في هذا اليوم.
واعتبر أن شرطة الاحتلال تريد فرض هيمنتها في المسجد الأقصى، خلال هذه الأيام، من خلال رفع اليافطات الترحيبية بالمستوطنين وتأمين حمايتهم واستقبال الهدايا منهم وبعضها الخمور، داخل المسجد، وتابع: يريدون تكريس سيطرتهم على المسجد، وأن الأوقاف الإسلامية هي من تدير الشق الإسلامي فيه، ومن خلال استقبال الخمور يريدون تعريف المقدس في المسجد.
وعن ماذا ينتظر المسجد في قادم الأيام، قال: عادة ما تكون سادس وسابع أيام "العرش" هي أخطر الاقتحامات، وتأتي متزامنة مع الأربعاء والخميس، وستكون أخطر من الأيام الماضية، وقد أعلنت الجماعات الاستيطانية عن ترتيب "الصلاة الكبرى" في "القصور الأموية" ثم نقلها للمسجد الأقصى.
وذكر أن الجماعات الاستيطانية تخطط لاقتحامات مركزية، يومي الأربعاء والخميس، من خلال وفدين يقودهما شخصيتين مركزيتين وليس وفد واحد كما في العادة.
وأكد أن الاقتحامات الحالية والعدوان على المسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين يتطلب تغيير استراتيجية التعامل مع قضية القدس والأقصى، وتابع: غياب رد الفعل والاستفراد بالمرابطين على الأبواب يفرض علينا التعامل مع الأقصى باعتباره عقدة مركزية في الصراع وليس نقطة هامشية، ما حصل تغيير غير مسبوق في المسجد، رغم أن التجربة التاريخية تقول إن الرد قد يتأخر لكنه لن يغيب.
ويرى أن المعركة في المستقبل ستكون على المسجد الأقصى وما حصل في هذه الأيام ستكون نقطة مركزية تقرب من المواجهة.