فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أثارت مواجهات اندلعت بين مستوطنين من "اليمين" وآخرين من "اليسار"، في "تل أبيب"، يوم أمس مخاوف إسرائيلية واسعة من "تفكك المجتمع"، في ظل الاستقطاب الحاد الذي يعيشه مجتمع المستوطنين وفاقم منه الخلاف حول خطة "التعديلات القضائية" التي أعدتها حكومة بنيامين نتنياهو.
واندلعت المواجهات بعد تنظيم حركة "يمنية صهيونية" تدعى "روش يهودي/ رأس اليهودي" صلوات في، عيد "الغفران" العبري، في "تل أبيب" بالداخل الفلسطيني المحتل، بعد "فصل الجنسين"، وهو ما اعترض عليه مئات المستوطنين الآخرين، مما أدى لاندلاع مواجهات في عدة مناطق أخرى.
رئيس دولة الاحتلال، يتسحاق هرتسوغ، قال في خطاب خلال مراسم إحياء ذكرى مرور 50 عاماً على حرب 1973، التي اندلعت في "يوم الغفران" العبري، حذر من "الانقسام" الذي يعيشه المستوطنون، وقال: "الانقسام، التقاطب، الخلافات التي لا تنتهي، هي خطر حقيقي على المجتمع الإسرائيلي وعلى أمن دولة إسرائيل، في هذا الوقت خصوصا علينا أن نستخلص العبر وأن ندرك جيدا أن التهديد الإسرائيلي الداخلي هو التهديد الأشد والأخطر من جميع المخاطر".
المواجهات في "تل أبيب" أثارت أيضاً تصريحات هجومية بين أطراف السياسة في دولة الاحتلال، وهاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المعارضين للصلوات التي نظمتها حركة "رأس اليهودي"، وقال: "لا توجد حدود ولا معايير ولا حدود للكراهية من جانب المتطرفين من اليسار، وأنا مثل معظم مواطني إسرائيل، نرفض هذا، ولا مكان عندنا لتصرف عنيف كهذا".
وأعلن وزير الأمن القومي في حكومة، إيتمار بن غبير، عن نيته تنظيم صلوات يوم الخميس، في "تل أبيب"، وقال: "شهدنا في يوم الغفران هذا كارهين الذين يحاولون طرد اليهود من الحيز العام. وسأقيم يوم الخميس المقبل صلاة مسائية في الميدان، والجمهور مدعو".
بينما وجه وزير جيش الاحتلال السابق، بيني غانتس، وأحد أقطاب "المعارضة" انتقادات لنتنياهو قائلاً: "رئيس الحكومة، هو مثير الكراهية الأكبر، وهو الذي اختار الآن أن يغذي النيران. وأدعو جميع القادة إلى التحلي بمسؤولية، والتوقف عن هذا الخطاب".
وأشار رئيس حكومة الاحتلال السابق، يائير لابيد، وزعيم "المعارضة الإسرائيلية" إلى التباينات التي يعيشها مجتمع المستوطنين قائلاً: "الذي أراد فصلا جندريا ذهب للصلاة في الكنيس. ومن أراد صلاة مختلطة ذهب للصلاة خارج كنيس. ولم يحاول أحد فرض يهوديته على الآخر، وذلك حتى جاء إلى هنا من خارج المدينة نويات خلاصية ومتطرفة التي تحاول أن تفرض علينا صيغتهم لليهودية، ونحن لسنا بحاجة من أي أحد لإملاء تعليمات تفعيل كيف نكون يهودا".
ترجمة: عرب 48