من قال إن السلطة تقف ضد التطبيع السعودي الصهيوني، وأن لها موقف يعارض هذا المشروع، فقوله لا أساس له من الصحة، ومن وجهة نظري؛ السلطة تلعب بذكاء في موضوع التطبيع السعودي، وهي ترى أن التطبيع سيمر دون أي اعتراض أو استجابة لأي اعتراض سواء كان فلسطينيًا أو غير فلسطيني؛ لأن التطبيع قائم بين الطرفين، وإن لم يكن معلنًا بشكل علني، فهو يجري بشكل متسارع، وقد بدت الخطوات الأولى نحو الظهور العلني.
وطالما أن التطبيع قائم والسلطة تعترف بالكيان وتتعاون معه بكل السبيل، فهي تعمل كي تستفيد من هذا التطبيع، وتحاول الحصول على الأموال من السعودية وبشكل أكبر مما هو متوقع تحت ذريعة الصمت، والإذعان لهذا المشروع، وحتى مباركته لأنه قائم، وسيُعلن قريبًا، وأي موقف للسلطة لن يكون سببًا في تعطيله أو حرفه، لأن السلطة خانت شعبها وقضيتها يوم اعترفت بالكيان، فلماذا تعترض على الغير عندما يريد الاعتراف بالكيان، وخيانة الله ورسوله قبل خيانة الشعب الفلسطيني.
لذلك موقف السلطة من الموضوع موقف استثماري، وليس موقفا ممانعًا أو معترضًا، وعلى رأي المثل الفلسطيني (اللي ديته مصاري يبلى).
التطبيع السعودي الصهيوني قائم، وإن كانت السعودية تريد تحقيق مصالح لها ومنها المفاعل النووي التي تحلم به وتعمل على أن تمتلكه دون اعتراض من الكيان، وهذا الاعتراض تأخذه الإدارة الأمريكية مانعا للموافقة، أما ما يتعلق بالشأن الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين والقدس فهي موضوع فقط للتجارة وخداع الشعوب العربية والإسلامية، ولن تكون عقبة في وجه التطبيع بين الكيان والسعودية والذي سيتم الإعلان عنه بشكل رسمي في القريب العاجل.
مجرد الاعتراف بالكيان وإقامة علاقات معه هو قمة الخيانة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ومن قبل خيانة لله ودينه ورسوله.
نحن نؤمن أن هذا التطبيع سيكون نهاية لهذا الكيان السعودي الفاسد، ونهاية للكيان المطبع معه، ولكنها أيام ستكون صعبة أيضًا على الفلسطينيين وقضيتهم ومقدساتهم ومع ذلك تحمل البشرى لهم في المستقبل القريب.