رام الله - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأربعاء 6 سبتمبر 2023، إن السلطة الفلسطينية تخوض معركة ضد شعبها خلال الفترة الأخيرة.
وسلط تقرير للصحيفة الأمريكية الضوء على الأحداث التي وقعت مؤخرًا والتي كان آخرها المواجهات مثل تلك التي وقعت في طولكرم حيث أصبحت أكثر شيوعًا مع محاولة السلطة الفلسطينية إعادة تأكيد قبضتها ومنع منافسيها من الخلايا المسلحة من اكتساب النفوذ.
ولفتت إلى أنه "تم إضعاف السلطة بشكل خطير خلال العام الماضي وسط تدفق الأسلحة إلى المنطقة والغضب من التوغلات شبه اليومية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، والتي جعلت عام 2023 واحدًا من أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين منذ ما يقرب من عقدين".
وفي الأسابيع الأخيرة، واصلت السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي حملة قمع عنيفة في بعض الأحيان ضد المطاردين واعتقلت المئات من المنافسين السياسيين، كجزء من جهود "حياة أو موت" للحفاظ على سيطرتها على الضفة الغربية، كحالة مقتل الشاب الفلسطيني عبد أبو عقل (22 عاما) في مخيم طولكرم.
وينقل التقرير ما قالته ديانا بطو، المحامية والمفاوضة الفلسطينية السابقة مع إسرائيل: "إنها اللحظات الأخيرة لهم... لقد بدأوا يشعرون أن النهاية قريبة في إشارة للسلطة".
ويكتسب دور السلطة كممثل معترف به دوليا للشعب الفلسطيني أهمية خاصة الآن، حيث تعمل الولايات المتحدة على التوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. وقد أعطى الرئيس محمود عباس للسعوديين قائمة التنازلات من إسرائيل، التي يريد أن تكون جزءا من أي اتفاق دبلوماسي، وفق التقرير.
ووفقا للتقرير، تؤدي حوادث مثل التصعيد الأخير في طولكرم إلى إثارة التوتر بين السلطة والسكان الذين يرون أنها تعمل مع إسرائيل لقمع مقاومة الاحتلال.
وقال فيصل سلامة، المسؤول في مخيم طولكرم للاجئين: "نحن ندعم قيام السلطة الفلسطينية بدورها في الحفاظ على القانون والنظام... ولكن في الوقت نفسه، تزايدت الهجمات الإسرائيلية؛ مما يضع السلطة الفلسطينية في موقف تبدو فيه وكأنها خائنة".
ولفت التقرير إلى أن المقاومين في طولكرم الذين قاتلوا قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الأسبوع الماضي يطلقون على أنفسهم اسم "كتيبة طولكرم"؛ وهو يتألف من مقاتلين من فصائل مختلفة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وفتح، وهو الفصيل السياسي الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية.
وحذر مسؤولون أمريكيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار، الأمر الذي قد يدفع المنطقة إلى حرب إذا لم تفعل إسرائيل المزيد لتعزيز مكانتها.
وفي هذا الإطار، قال سهيل سلمان، نائب رئيس بلدية طولكرم السابق، إن جهود السلطة الفلسطينية لتأكيد سلطتها تضيف المزيد من المعاناة للسكان الذين يعانون بالفعل تحت الاحتلال.
وأضاف: "تعتقد السلطة الفلسطينية أنها إذا أوقفت غارات الجيش الإسرائيلي وعمليات القتل، فسيكون ذلك نجاحا.. لكن النتيجة النهائية بالنسبة للمواطن العادي هي أن السلطة تفعل الشيء نفسه الآن بالإضافة إلى إسرائيل".