شبكة قدس الإخبارية

بن غبير والأسرى .. دعاية انتخابية تتحول إلى تضييقات في سجون الاحتلال

بن غبير والأسرى .. دعاية انتخابية تتحول إلى تضييقات في سجون الاحتلال
نداء بسومي

منذ استلامه حقيبة وزارة الأمن القومي، ويسعى وزير الاحتلال إيتمار بن غبير لفرض سلسلة عقوبات وتقييدات على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليس بدءًا بالتنكيل المستمر ودخول وحدات القمع إلى غرف الأسرى، وليس انتهاءً بقراره الأخير تقليص زيارات عائلات الأسرى. 

يوم الجمعة، 1 سبتمبر\أيلول 2023، أعطى بن غبير، قراره لإدارة السجون بتقييد زيارات عائلات الأسرى من الضفة الغربية في سجون الاحتلال، بحيث تجري هذه الزيارات مرة كل شهرين بدلًا من مرة كل شهر، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وتشمل هذه التعليمات قرابة 1600 أسير، من بين نحو 5000 أسير بإمكانهم استقبال زيارات عائلاتهم.

ماذا يعني حرمان الأسرى من الزيارة؟ 

مدير مكتب إعلام الأسرى نهاد الفاخوري، يشير على أن أوضاع الأسرى غير مستقرة منذ وقت طويل، بحكم سياسات الاحتلال، وقد تصاعدت هذه السياسات من حملات التفتيش والقمع والتعدي على الحقوق في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة ووصول بن غبير إلى وزارة الأمن القومي." 

وحول التضييق على زيارات الأسرى، يوضح الفاخوري لـ "شبكة قدس"، إن الاحتلال وبشكل تدريجي يحاول التضييق على زيارة العائلات، قائلًا: "في البداية كانت الزيارة للأسير كل أسبوعين لمدة خمسة وأربعين دقيقة وللأقارب من الدرجة الأولى، ثم جرى تقليصها لمرة واحدة شهريًا، والآن بفعل القرار الجديد لمرة واحدة كل شهرين."

ويلفت إلى أن المسموح الآن هو بالزيارة للأقارب من الدرجة الأولى فقط، أي أب أو أم أو أخ أو أخت أو زوجة أو ابن، مع منع ما دون ذلك من الأقارب بشكل كامل. 

ويشير الفاخوري إلى محاولة الشاباك وأجهزة أمن الاحتلال التضييق على زيارات الأسرى أيضًا، من خلال منع تصاريح الزيارة، وسحب تصاريح العائلات على الحواجز، لكن الإشكالية المعقدة تكمن في تقليص الزيارة إلى شهرين، وسحب منجزات الأسرى. 

وينوه مدير مكتب إعلام الأسرى أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة تعتقد أن الأسرى هم الحلقة الأضعف وبالتالي تضغط عليهم من أجل تسويق أنفسهم للجبهة الداخلية للاحتلال، وفي ظل الأزمات الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي، أصبح وزراء الاحتلال يبحثون عن مخرجٍ ومجد شخصي لهم.  

التضييق على الأسرى: الدعاية الانتخابية لبن غبير

بدوره، يقول الناشط في مجال الأسرى فؤاد خفش إن الدعاية الانتخابية لإيتمار بن غبير كانت مبنية على كثير من الوعود التي قدمها للناخب الإسرائيلي، والتي تحدث فيها بشكل واضح أنه يريد تضييق الخناق على الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال أو حرمان الأسرى من الحقوق التي انتزعوها بالقوة من السجان. 

ويضيف خفش لـ "شبكة قدس"، إن بن غبير بدأ ينفذ ما قدمه للناخب الإسرائيلي من عهود، وبدأ بسلسلة زيارات أولها لسجون الجنوب، وما تبع ذلك من تصعيد وتنكيل بالأسرى، وقد رد الأسرى حينها بالإضراب وتراجعت مصلحة السجون، الأمر الذي أغضب بن غبير ودفعه لإصدار قرارٍ تقليص الزيارة. 

ويوضح خفش إلى أن الخيارات قليلة أمام الأسرى الفلسطينيين، ولا حلّ أمامهم سوى التصدي لهذه القرارات من خلال التصعيد مع إدارة السجون والذهاب لإضراب مفتوح عن الطعام، سيّما وأن القرار يمسّ حقًّا من حقوق الأسرى المكتسبة من خلال معارك كبيرة خاضها الأسرى خلال السنوات الماضية.

ويؤكد خفش على أن الشارع الفلسطيني في الخارج هو الوحيد الذي يكفل بعدم تمرير هذه القرارات بالموازاة مع خطوات الأسرى داخل سجون الاحتلال، وأن تكون هناك وقفة للمؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني لعدم ترك الأسرى وحدهم.

من جهتها، أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الوطنية الأسيرة، اليوم الأحد 3 سبتمبر 2023، الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام يوم الخميس 14 سبتمبر 2023، للمطالبة بوقف كل القرارات والسياسات المتخذة من أجل التضييق على الأسرى في السجون وكذلك إعادة كل ما تم سلبه من حقوقهم خلال الفترة الماضية. 

وقالت اللجنة في بيان صحفي صادر عنها: "إن حقوقنا التي نعيش في ظلها انتزعناها بدمائنا، وآلاف الأطنان من اللحوم في الإضرابات التي خضناها ولم نحصل عليها لا منةً ولا فضلاً ولا التزاماً بشرائع وقوانين دولية، بالتالي هي ليست محل تفاوضٍ أو تنازلٍ عنها."