برصاص مجهولين، اغتيل إمام مسجد مدينة كفر قرع الشيخ سامي عبد اللطيف المصري خلال خروجه من بيت عزاء قرب مسجد الحوارنة، ظهر اليوم السبت 2 أغسطس\آب 2023.
والشيخ المصري ناشط اجتماعيًا في مجال الدعوة الإسلامية ونظم مؤخراً مؤتمراً للأئمة والدعاة في الداخل الفلسطيني المحتل، وبمقتله يرتفع عدد ضحايا الجريمة في الداخل المحتل إلى ثلاثة خلال 24 ساعة.
حول ذلك، يقول عضو لجنة المتابعة في الداخل المحتل توفيق محمد إن "اللجنة تحمل بشكل مباشر الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، ونشير بأصبع الاتهام مباشرة على الحكومة الإسرائيلية في كل الجرائم التي أصابت مجتمعنا في الداخل الفلسطيني."
ويضيف محمد في حديثه لـ "شبكة قدس": "إن الشرطة الإسرائيلية وهي ذراع من أذرع الحكومة تنفذ السياسات التي يقرها المستوى الأعلى وهي الحكومة الإسرائيلية"
ويشير إلى أن لجنة المتابعة عقد اجتماعًا صغيرًا لعدد من رؤساء السلطات المحلية وقيادات لجنة المتابعة، وهناك توصيات سيتم رفعها للجنة غدًا الأحد، وفيها ستتخذ قرارات ستكون الأولى من نوعها ولم تتخذ سابقًا، بحسب وصفه.
بدوره، يقول الكاتب ساهر غزاوي إن "قتل رجل الإصلاح والدعوة الشيخ سامي مصري يأتي في إطار الجريمة المنظمة التي ترعاها المؤسسة الإسرائيلية، والتي توفر الحماية والدعم لهذه المنظمات، حتى يبقى الداخل الفلسطيني منشغلًا بعدِّ ضحاياه وقتلاه بدلًا من الانشغال بالقضايا المصيرية وفي مقدمتها المشروع الوطني الفلسطيني، الذي لأهل الداخل الفلسطيني جزء مهم منه ودور مركزي ومحوري.
ويوضح غزاوي لـ "شبكة قدس"، إن استهداف الشيخ المصري يتحاوز الجريمة المنظمة وفوضى السلاح إلى استهداف القيادات الإسلامية والوطنية، مذكرًا بمقتل الشيخ عبد الرحمن قشوع من مدينة الطيرة، والشيخ محمد نجم من مدينة يافا، ومحاولة اغتيال الدكتور سليمان اغبارية خلال الأسابيع الماضية.
ويتابع: "جميعهم من قيادات المشروع الإسلامي، وهذا يدل على أننا في مرحلة استهداف القيادات وخاصة التي لها تأثير ووزن في الداخل الفلسطيني."
ويرى الكاتب غزاوي أن الخطورة تكمن بعدم إقدام قيادات وأبناء المجتمع على اتخاذ خطوات غير تقليدية لمواجهة الجريمة المنظمة التي تتحمل مسؤوليتها المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية.
ويلفت إلى أن "الخطوات المطلوبة والفورية هي العصيان المدني وشل أركان "الدولة" لتنشغل الدولة معنا بدل أن نكون لوحدنا منشغلين خاصة وأن الجريمة المنظمة تخطت كل الخطوط الحمراء."
بدوره، يرى الإعلامي حامد اغبارية أن الشيخ الشهيد سامي مصري ليس شخصًا عاديًا، لذلك فإن اغتياله بهذه الطريقة البشعة ليس مسألة عادية كذلك، وفي التالي فإن التعاطي معها يجب ألا يكون عاديًا.
ويرى اغبارية أن جريمة اغتيال المصري تحمل مؤشرًا خطيرًا له تبعاتُه وآثاره، موضحًا: "عندما يُقتل شخص بحجم الشيخ سامي ودوره الممتد عبر عقود فإن هذا يؤكد وجود أيد تعمل في الخفاء وتحرك الحبناء الذين يحملون السلاح لمحاصرة كل جهد وكل مشروع وكل مبادرة للنهوض بمجتمع الداخل وإخراجه من أزمة العنف والجريمة"
ويؤكد لـ "شبكة قدس" أن المستفيد الوحيد هو سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهي التي وهي التي تغذي حالة العنف ولا تحرك ساكنًا، مع أنها تملك كل الأدوات والإمكانات لفعل ذلك.
ويرى اغبارية أن على قيادات الداخل المحتل الآن إعلان حالة الطوارئ ووضع خطة استراتيجية، وأولى الخطوات هو التخطيط لعصيان مدني تدريجي، يبدأ بإغلاق السلطات المحلية ووقف الخدمات ومقاطعة المؤسسات الرسمية والامتناع عن دفع الضرائب وما يتبع ذلك من خطوات تصعيدية.