غزة - خاص قدس الإخبارية: يشهد الميدان في قطاع غزة هذه الأيام حالة متوترة في ضوء تصاعد التهديدات الإسرائيلية لقيادات المقاومة الفلسطينية وتحديدًا صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وشخصيات أخرى في الحركة.
ولوحت المقاومة الفلسطينية برد غير مسبوق على أي عملية اغتيال تطال أي من قادتها في الداخل والخارج في ضوء التهديدات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية ضد المسؤولين عن العمليات في الضفة الغربية ومرسليهم.
بالتوازي مع ذلك، بدأت الفصائل الفلسطينية في القطاع تجهيز مخيمات العودة شرق القطاع في كل من مدينة غزة وشمال القطاع، دون الإشارة العلنية لتفاصيل وأسباب هذا التحرك بعد قرار عامين من توقف المسيرات بنظامه السابق الأسبوعي.
وأفادت مصادر في فصائل المقاومة الفلسطينية لـ "شبكة قدس" طلبت عدم ذكر هويتها أن كل الخيارات باتت مفتوحة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية فيما يخص المشهد الميداني، مع تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي تصعيد قد يشهده الميدان.
ووفق المصادر فإن اتصالات وتنسيق متبادل يتم بين الفصائل الفلسطينية حاليًا لترتيب التحركات الميدانية للتعامل مع أي عمل إسرائيلي عسكري، أو فيما يخص ترتيبات المشهد الميداني في ضوء تنصل الاحتلال الإسرائيلي من التزاماته وتشديد الحصار الإسرائيلي بشكلٍ خانق.
ولفتت المصادر إلى أن الاحتلال تهرب من جميع الالتزامات السابقة التي تم التوصل إليها بوساطات عربية ودولية وأعاد من تشديد الخناق بشكلٍ متصاعد على القطاع، فضلاً عن التهديدات التي أطلقها مؤخرًا باغتيال قيادات في المقاومة على المستوى السياسي والعسكري.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن حالة التصعيد قائمة حاليًا من خلال ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي غزة ليست بالبعيدة عن المشهد وحاضرة.
وأضاف الصواف لـ "شبكة قدس" أن ما يحصل حاليًا في غزة من تحرك على الحدود يراد منه إيصال رسالة للعالم بخيارات المقاومة الفلسطينية المتعددة التي من ضمنها مسيرات العودة التي ستكون بمثابة رسالة جديدة لجميع الأطراف الفاعلة.
ووفق الكاتب والمحلل السياسي فإن المسيرات حال عودتها لن تكون بالشكل السابق التي كانت عليه وستكون بطريقة تختلف عن السابق وفقًا لعملية التقييم التي جرت بين الفصائل الفلسطينية والتي ستسعى لتقليل الخسائر وتعظيم الانجازات.
وأكد الصواف على أن المشاهد الميدانية في القطاع مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن فصل التحركات العسكرية عن الشعبية والتي تريد من خلالها المقاومة الفلسطينية أن تضع حدًا للواقع الراهن حاليًا في ضوء حالة الانحياز للموقف الإسرائيلي.
