شبكة قدس الإخبارية

شخصيات وفصائل لـ "قدس": ما جرى في طولكرم خطير ويعكس التزامات أمنية مع الاحتلال

371160806_849375633268732_6952377352254166657_n
هيئة التحرير

طولكرم - متابعة قدس الإخبارية: أدانت شخصيات فلسطينية وممثلين عن مؤسسات حقوقية، اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، قيام الأجهزة الأمنية باستهداف الأهالي في مخيم طولكرم والتسبب في ارتقاء شاب وإصابة والد أحد الشهداء.

وأفادت مصادر محلية لـ "شبكة قدس" أن المواجهات اندلعت بعد محاولة شبان منع عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية من إزالة متاريس وضعها مقاومون في وقت سابق، لإعاقة تقدم قوات الاحتلال خلال الاقتحامات المتكررة للمخيم.

وذكرت أن شاباً ارتقى متأثراً بإصابته بجروح خطيرة جراء إصابته بالرصاص الحي خلال المواجهات مع الأجهزة الأمنية، كما أصيب الحاج فخري العارضة والد رمزي العارضة بالاختناق جراء إطلاق عناصر الأجهزة الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وأضافت المصادر أن اشتباكات مسلحة اندلعت في المخيم مع عناصر الأجهزة الأمنية بعد قمع محاولة منع إزالة المتاريس.

في السياق، قال عمر عساف منسق حملة المؤتمر الشعبي الفلسطيني إن" حادثة مخيم طولكرم تعكس التزامًا عمليًا من قبل السلطة بمخرجات اللقاءات الأمنية في العقبة وشرم الشيخ وبمثابة قبول منها بوضع نفسها في مواجهة الشعب".

وأضاف عساف لـ "شبكة قدس" أن "هذا النهج البائس لا علاقة له بالشعب وقضاياه ويعكس أن السلطة مصرة على المضي قدمًا في الطريق الذي يزيد من عزلتها من خلال أعمال لا تخدم أحدًا إلا أعداء شعبنا وهو ما يعكس تصاعد حالة الاحتقان بين أصحاب هذا التيار والشعب".

وشدد على أن ما حصل في طولكرم أو غيرها من المناطق يؤكد التزاماً من قبل السلطة بمخرجات شرم الشيخ والعقبة بحيث تقبل الأخيرة  بأن تضع نفسها في مواجهة الشعب.

من جانبه، اعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أن ما جرى في مخيم طولكرم يشكل خطورة على الوضع الداخلي المجتمعي في طولكرم وينعكس على جميع المناطق، ويرفع حالة الغليان.

وقال خريشة لـ "شبكة قدس" إن كل ما يجري مرتبط بالتزامات السلطة الفلسطينية الأمنية التي تحاول تجميل ما يجري تحت غطاء "إزالة عوائق" لكنها في المجمل تصب في سعيها لفرض التهدئة الميدانية بشكلٍ حقيقي عبر الضغط على المقاومين لإنهاء حالة المقاومة. 

واعتبر أن تلك الأحداث تنخرُ النسيج المجتمعي الفلسطيني ستتطور إلى فتنةٍ داخليةٍ حال عدم معالجتها سريعًا، معتبرًا أنها مسيئة للشعب الفلسطيني. 

بدوره، أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فتحي قرعاوي أنّ ما يجري في طولكرم أمر معيب، ويعكس عدم ارتياح السلطة لأي حالة مقاومة بالضفة الغربية، مشيراً إلى أنها تحاول باستمرار الدخول للمخيم وفرض واقع سلطوي ينهي المقاومة.

وقال قرعاوي لـ "شبكة قدس" إنّ "استباحة الدم الفلسطيني بهذه الطريقة أمر مؤسف"، مضيفاً أن "الاحتلال يفشل كل مرة في ملاحقة المقاومين وجاءت السلطة لتقوم بدور الاحتلال في منع أي حالة من حالات المقاومة في مخيم طولكرم".

وتابع قائلاً: "السلطة تتساوق مع الاحتلال وهذا ما أدى لهذا الحدث المؤسف"، مطالباً العقلاء أن يتابعوا ما حصل من جريمة واستهتار بالدم الفلسطيني، مردفاً: "هناك جهات لا تريد لأحد أن يتصدى للاحتلال واقتحاماته".

بدورها، أدانت مجموعة محامون من أجل العدالة اعتداء أجهزة السلطة على الأهالي في طولكرم، ما أدى لارتقاء شاب وإصابة العديد منهم.

وقال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة لـ "شبكة قدس" إن هذا النوع من القتل تتحمله السلطة بسبب استخدامها للعنف في مواجهة التظاهرات السلمية، مستكملاً: "هناك  خلفية سابقة للسلطة في مثل هذه الممارسات وعدم الحد منها واستمرارها ، مؤكدًا أن هناك تصرفات غير قانونية وقمعية وقتل خارج إطار القانون تمارسها الأجهزة الأمنية".

استعمال الرصاص الحي من قبل الأمن الفلسطيني غير مقبول، هذه انعطافة خطيرة بين السلطة التنفيذية والشعب خصوصاً في مناطق يتواجد بها مطاردون ومقامون مطلوبون للاحتلال ويجب أن يكون هناك لجنة تحقيقة وطنية لضمان عدم تكرار هذا الأمر.

في الوقت ذاته، قال عضو لجنة الحريات العامة بالضفة خليل عساف إن "هناك حريات وقانون يجب أن يراعي وبالتالي منطق استخدام القوة يجب أن يكون ضد المستوطنين لا ضد المقاومين".

وأضاف عساف لـ "شبكة قدس": "يجب تشكيل لجنة تحقيق وطنية لضمان عدم تكرار هذه الواقعة وأن يلاحق كل من كان متسبباً فيما يجري بما في ذلك من كان قائد هذه العملية".

إلى ذلك، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن ارتقاء شاب برصاص الأجهزة الأمنية في طولكرم جريمة وطنية وأخلاقية.

وأضاف في تصريحات صحفية: "إطلاق الأجهزة الأمنية النار على الأهالي ينم عن استهتارها بالدم الفلسطيني والقيم الوطنية ما يعد خروجا عن الإجماع الفلسطيني".

وتابع: "يجب على أجهزة أمن السلطة حماية دم شعبنا الفلسطيني ومنع الاحتلال من التغول عليه وعلى أرضه ويجب محاسبة من أطلق الرصاص على المواطنين في طولكرم".

 

بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي: "الشهيد الشاب عبد القادر نضال زقدح (25 عاماً)، الذي ارتقى برصاص الأجهزة الأمنية التي اعتدت بالرصاص الحي على أبناء شعبنا المنددين بإزالة المتاريس الحديدية التي نصبها مقاومو طولكرم للتصدي لقوات الاحتلال".

وأضافت: "إننا في حركة الجهاد الإسلامي، إذ ننعى الشهيد عبد القادر، لنحمّل أجهزة السلطة المسؤولية التاريخية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء بإطلاق الرصاص على أبناء شعبنا وإصابة العديد منهم، في جريمة تتجاوز كل الخطوط، وتتنافى مع المبادئ والقيم الدينية والوطنية، وتتساوق مع العدو المجرم في جرائمه وعدوانه".

وواصلت: "إن تمادي السلطة وأجهزتها الأمنية بملاحقة المقاومة ومحاولات التضييق عليها واعتقال كوادرها يمثل نهجاً يخدم الاحتلال ويعزز التنسيق الأمني، الذي يعتبر خنجراً مسموماً في خاصرة الشعب الفلسطيني".

#مواجهات #طولكرم #استشهاد_شاب