شبكة قدس الإخبارية

حراكات عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى حماس.. لماذا لم تنجح بعد؟

حراكات عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى حماس.. لماذا لم تنجح بعد؟

نظمت عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة حملة إعلامية واسعة النطاق للتذكير بقضيتهم وللمطالبة باستعادتهم.

وجاء في بيان نشرته عائلة الجندي الأسير "هدار غولدين" أن الناشطين في الحملة قاموا بإلصاق بوسترات في عشرات المناطق المفصلية داخل الكيان وعلى مداخل المدن والمفارق الرئيسية تحت شعار "النصر = إعادة الأبناء." 

تتجدد هذه الحملات لعائلات الجنود الأسرى بين الفترة والأخرى، لكن حكومات الاحتلال منذ عام 2014 وحتى اللحظة، لم تحرك أي ساكنٍ في الموضوع، ولم تولِ اهتمامًا لحراكات العائلات. 

تجربة "شاليط" لم تتكرر بعد 

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي إن لم تصل الحراكات في "إسرائيل" إلى مستوى الحراك الشعبي للإفراج عن الجنود الأسرى، وأن ما يحدث يأتي في المناسبات والظروف الطارئة. 

ويوضح لافي: "إن عائلات الجنود، مثل عائلة هدار غولدين لم يصلوا إلى حالة حراك شعبي كما حصل مع عائلة جلعاد شاليط عندما كان محجوزًا في قطاع غزة، حيث كانت هناك حملة شعبية كبيرة تشارك فيها قطاعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلي" 

ويعزي لافي ذلك إلى الأيدولوجيا والأصل العرقي التي يعود لها عائلات الجنود الأسرى والتي تعبر عن عنصرية الاحتلال في التعامل مع الإسرائيليين، وإلى الأخبار التي صدرت منذ اللحظة الأولى لعملية الخطف، بأنهم أموات واشلاء ما أثر على الحالة الشعبية للمطالب. 

ويلفت لافي إلى أن التجربة تشكلُ عاملًا مهمًا في عدم استجابة الحكومة حتى اللحظة للحراك، بسبب تجربتها في صفقة وفاء الأحرار، وقد خلصت نتائج لجان التحقيق حينها إلى عدم إعادة مثل هذه الصفقات، كما أن الكنيست يقلص صلاحية الحكومة بالذهاب إليها. 

ما مدى فعاليتها؟ 

بدوره، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن لا حراك إسرائيلي سيؤثر على الصفقة، وان "إسرائيل" حتى اللحظة اقنعت جمهورها بأن الجنود لدى حماس مقتولون، وهم جثث وبالتالي دفنت هذا الملف.

ويضيف أبو عواد: "اعتصام الأهالي بين الفينة والأخرى لم يحرك الجمهور الإسرائيلي ليضغط على الحكومة، كما لم ينجح في الإقناع بالإفراج عن الجنود مقابل أسرى فلسطينيين "ملطخة أيديهم بالدماء" وفق التعبير الإسرائيلي.

ويشير أبو عواد في حديثه لـ "شبكة قدس" إلى أن الاحتلال يراهن على عامل الزمن، خصوصًا مع إدراكه أن حجم الضغط الحالي هو على الفلسطينيين عمومًا وحماس خصوصًا، لوجود أسرى فلسطينيين منذ أربعين وثلاثين سنة ومئات الأسرى فوق العشرين سنة.

ويؤكد أبو عواد أن الحراكات الحالية خجولة، ولم تدفع نحو حراك شعبي واسع على الجبهة الداخلية، وأن القناعات لدى الاحتلال تزداد يومًا بعد يوم بأن الاسرى جثث.

وأسرت كتائب القسام جنديين إسرائيليين خلال العدوان على غزة عام 2014 وهما "شاؤول آرون" و"هدار غولدين" كما أسرت آخرين عقب العدوان هما "أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد" عقب دخولها القطاع في ظروف غامضة.

وترفض "القسام" تقديم معلومات حول الجنديين آرون وغولدين إلا يثمن يدفعه الاحتلال، بينما نشرت صورا وفيديوهات قبل فترة تؤكد أن منغستو والسيد على قيد الحياة.

وتطالب كتائب القسام بإبرام صفقة تبادل أسرى إسوة بالتي حدثت عام 2011 عندما أفرجت "إسرائيل" عن 1027 أسيرا وأسيرة من سجونها مقابل الجندي جلعاد شاليط.