طرابلس - قُدس الإخبارية: اندلعت تظاهرات واحتجاجات في مناطق مختلفة من ليبيا، الليلة الماضية، بعد الكشف عن اجتماع وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، إيلي كوهين، في إيطاليا، الأسبوع الماضي.
وزعم وزير خارجية الاحتلال، في بيان لاحق، إن "الاجتماع يمثل خطوة أولى لبناء علاقات مع ليبيا وقد بحث الطرفان الحفاظ على تراث اليهود هناك"، حسب وصفه.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، عن وقف وزير الخارجية نجلاء المنقوش عن "العمل احتياطياً"، وإحالتها للتحقيق، بعد الاجتماع مع وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، في إيطاليا.
وقرر جهاز الأمن الداخلي الليبي، في طرابلس، إدراج المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات، ونفى في بيان ما تم تداوله بشأن السماح لها بالسفر، ونفت أن تكون "سمحت للمنقوش بالسفر" وقالت إنها "لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة".
وكانت وسائل إعلامية قالت إن المنقوش سافرت إلى تركيا، فجر اليوم، ورصدت طائرة تابعة للحكومة تهبط في إسطنبول.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في حكومة الاحتلال زعمهم أن اللقاء بين كوهين والمنقوش "جرى بشكل منسق وبترتيب بين كبار المسؤولين من الجانبين"، وأن وزير خارجية الاحتلال "سافر خصيصًا إلى روما للقاء معها في ضيافة إيطالية رسمية ولم يكن اللقاء أو الإعلان عنه عشوائيًا"، بينما ادعت وزارة الخارجية الليبية أن اللقاء "لم يكن مخططاً أو منسقاً ولم يسفر عن اتفاقيات أو تفاهمات".
ودعا البرلمان الليبي جميع أعضائه إلى جلسة طارئة، مساء اليوم، لــ"مناقشة الجريمة القانونية والأخلاقية المتمثلة بلقاء وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي"، حسب وصفه.
وأدنت دائرة الافتاء الليبية اللقاء مع وزير خارجية حكومة الاحتلال ودعت رئيس الحكومة الدبيبة إلى إقالة المنقوش.
وشهدت مناطق مختلفة من البلاد تظاهرات احتجاجاً على اللقاء، وقالت مصادر إعلامية إن المتظاهرين أضرموا النار أمام مبنى الحكومة، في العاصمة طرابلس، واقتحموا مقر وزارة الخارجية، ورددوا هتافات رافضة للتطبيع ومؤيدة للقضية الفلسطينية.
وقالت مصادر إعلامية إن الاحتجاجات شمل أحياء خلة الفرجان وواي الربيع، وغوط الشعال، وسوق الجمعة، والنوفليين، والهضبة، وعرادة، وسيدي المصري، وتاجوراء وجنزور في العاصمة طرابلس.
وأحرق المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرقات ورفعوا إعلام فلسطين وأكدوا على رفضهم للتطبيع مع دولة الاحتلال.
ووثقت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظاهرات في مدينة الزاوية، ومدينة زليتن، ومدينة مصراتة شمال غربي البلاد رفضاً للتطبيع.
ووجهت وسائل إعلام إسرائيلية انتقادات لكوهين، بسبب إعلانه عن الاجتماع، وقالت القناة "12" العبرية إن "الضرر الذي تسبب به في هذه القضية قد يمنع مسؤولين عرب آخرين من التواصل مع إسرائيل".
لاحقاً، ادعى مكتب وزيرة الخارجية أن رئيس الحكومة كان قد اتفق مع المسؤولين الإيطاليين، خلال زيارة سابقة، على عقد اللقاء مع مسؤولين في حكومة الاحتلال، واتفق مع المنقوش على الإعلان أن اللقاء جرى بــ"الصدفة".
وأعلن رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، عن إقالة المنقوش بعد لقائها مع كوهين.