غزة - خاص قدس الإخبارية: لم يحمل اجتماع المجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر "الكابنيت" أي قرارات واضحة المعالم متعلقة بالسياسة الإسرائيلية الخاصة بمواجهة العمليات الأخيرة في ظل الاتهامات المباشرة التي وجهت للمقاومة الفلسطينية في غزة وتحديدًا حركة حماس.
وكان كابينت الاحتلال اجتمع الثلاثاء رغم أن الاجتماع كان مقرراً للأسبوع القادم، وتقرر خلالها اتخاذ سلسلة من القرارات لاستهداف المقاومين الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة ومن يرسلهم ويمولهم، إلى جانب تفويض نتنياهو وغالنت بالعمل على تنفيذ تلك القرارات.
ولم يحمل الاجتماع إشارات واضحة بشأن طريقة الرد، غير أن ثمة تسريبات تحدثت عن إمكانية تنفيذ سلسلة من الاغتيالات بحق قادة في المقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس دون الإشارة إلى أماكن تواجدهم سواء في غزة أو خارجها.
وتحدث ألون بن دافيد المحلل العسكري في القناة 13 الاسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن طريقة للرد على العمليات الأخيرة التي نفذتها حركة حماس بالضفة، بطريقة لا تجعل الرد منحصرًا في جبهة غزة من خلال جولة تصعيد جديدة.
وشهد العام الحالي ارتفاعاً في أعداد قتلى جيش الاحتلال والمستوطنين، في ظل تصاعد عمليات المقاومة النوعية، في مختلف مناطق فلسطين المحتلة، حيث وثق مركز "مُعطى" تسجيل 36 قتيلاً إسرائيليًا بين جنود ومستوطنين.
حماس: جاهزون للرد والتهديدات ليست جديدة
في السياق، يقول عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي إن التهديدات الإسرائيلية ليست بالجديدة وباتت الحركة والمقاومة الفلسطينية معتادة على ذلك، والشعب الفلسطيني لديه الاستعداد لقبول أي تحدي مع الاحتلال.
ويضيف الهندي لـ "شبكة قدس" أن: "مثل هذه التهديدات لن ترهب الشعب الفلسطيني ولن ترهب حماس ولن ترهب أحد مع ضرورة الإشارة إلى أن الاحتلال لا يؤمن جانبه ويجب الحرص من أساليب الخديعة والاحتيال التي يقوم بها".
ويؤكد عضو المكتب السياسي لحماس أن المقاومة الفلسطينية تأخذ التهديدات والتسريبات على محمل الجد وهي جاهزة للرد على أي حماقة إسرائيلية إذ أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول والسماح للاحتلال باستباحة الدم الفلسطيني.
ويستكمل قائلاً: "في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء وفي حال تم اغتيال أي إنسان فلسطيني فالمقاومة الفلسطينية جاهزة ومستعدة للرد على أي سلوك إسرائيلي".
سيناريوهات.. قراءة في المشهد
في السياق، يرى الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن عمليات الاغتيال بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي حاضرة وواردة دائما، إلا أنها تأخذ شكل من شكلين إما أن تكون عمليات استخباراتية سرية لا يعلن الاحتلال الاسرائيلي عن وقوفه خلفها حتى لو كان معروف بصورة ضمنية أو عمليات معلنة بشكل مباشر وعملي.
ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن الاحتلال دائمًا ما يبحث عن تنفيذ عمليات اغتيال استخباراتية سرية من هذا النوع بلا توقف كون الأمر منوط بالظروف الاستخباراتية تتمثل في حماية الفرق المنفذة ومصادر المعلومات ومنوط كذلك بالاحتياطات الأمنية التي تتخذها الشخصيات المقاومة المسؤولة عن العمل المقاوم سواء خارج الأرض المحتلة أو داخل قطاع غزة.
ويستكمل الكاتب والباحث في الشأن السياسي: "هناك العديد من عمليات الاغتيال التي نفذت بهذه الطريقة ونفذها الإحتلال الإسرائيلي سواء يعني ضد حركة حماس أو ضد فصائل مقاومة أخرى، إضافة إلى الشكل الآخر من عمليات الاغتيال وهو الشكل المعلن، غير أن الأرجح أن الاحتلال لن ينفذ عمليات اغتيال معلنة".
ويواصل بالقول: "الاحتلال لن يذهب نحو تنفيذ عمليات معلنة خارج الساحة الفلسطينية في ظل تواجد قيادات وكوادر من حركة حماس والجهاد في لبنان، باستثناء الساحة السورية لأن الاحتلال يقصف هذه الساحة بصورة علنية".
أما عن قطاع غزة، فيعلق قائلاً: "احتمالية تنفيذ عمليات اغتيال معلنة بقصف داخل القطاع منوط بالحسابات السياسية، والميدانية بمعنى جاهزية الاحتلال للدخول في مواجهة مع حركة حماس على وجه التحديد خلال الفترة الحالية".
التصعيد قائم: مرحلة التوسع والحذر
بدوره، يقول الكاتب والمختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف إن التصعيد قائم في الساحة الفلسطينية، غير أن توسع التصعيد هو الذي يجب أن يتم الحذر منه في ضوء تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية وضرورة أخذها على محمل الجد.
ويوضح الصواف لـ "شبكة قدس" أن موجة العمليات المتتابعة في ساحة الضفة الغربية المحتلة تعكس الفشل الذي تعيشه المنظومة الإسرائيلية في ضوء فشل إحباط هذه العمليات وحالة التمدد الحاصلة في العمليات بالضفة.
ويشير إلى أن الاحتلال ليس بوارد على فتح جبهتين على نفسه سواء باغتيال كوادر من المقاومة في الجبهة الشمالية في لبنان أو في الجبهة الجنوبية في قطاع غزة، لكن ذلك لا يعني أنه قد لا يدفعه نحو تنفيذ عمليات اغتيال وهو ما سيدفع إلى التصعيد.
ويبين أن الصواف أن الاحتلال من الوارد أن يقدم على قصف مواقع تابعة لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس في غزة، وهو ما قد يفتح جبهة عريضة في القطاع من المقاومة ضد الاحتلال لا سيما وأنها تمتلك تصور كامل عن الخطط الإسرائيلية.
"لا جديد لدى الاحتلال"
واعتبر المحلل والمختص في الشؤون الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن خيارات الاحتلال في مواجهة عمليات المقاومة هي "ذاتها"، وأضاف: في السابق جرب الاحتلال الاقتحامات والاعتقالات وتنفيذ حملات عسكرية وفصل مناطق الضفة عن بعضها، وزيادة الاستيطان، كلها إجراءات لم تنجح في وقف المقاومة.
وأكد أبو عواد لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال يعيش "معضلة" وهي أنه "كل ما زاد الضغوطات والعدوان لأجل إيقاف المقاومة كلما زادت المقاومة".
وأضاف أن المقاومة تأخذ تهديدات الاحتلال بشكل جدي، ولكن يرى أن "الاحتلال غير معنية بفتح حرب على مستوى قطاع غزة" لأنه "غير معني بفتح أكثر من جبهة".
وتابع: اعتقد أن حماس لا تتبنى عمليات إلا إذا كانت على ثقة أن لديها قدرة على تنفيذ المزيد، وهذا ظهر في قضية تبني عملية الشهيد عبد الفتاح خروشة، ولاحقاً رأينا سلسلة عمليات.