غزة - خاص قدس الإخبارية: أثار الإعلان الحكومي من قبل لجنة متابعة العمل الحكومي عن قرارها ببناء مجمع للمدارس بالشجاعية، رفض عدد من وجهاء الحي الذي يقطنه قرابة 70 ألف فلسطيني، على اعتبار أن المشروع يمس بمقبرة التوينسي.
ويبلغ إجمالي مساحة المقبرة حوالي (32) دونما، منها (27) دونما مُتاحا، في هناك تعديات على أكثر من 7 دونمات، حيث تتوزع مساحة المقبرة على أربع قطع، منها واحدة جنوب شارع بغداد والثلاثة الباقين شمال شارع بغداد.
ورفع عدد من الوجهاء يقدر عددهم بنحو 12 من مخاتير ووجهاء الحي كتابًا لرئيس لجنة متابعة العمل الحكومي عصام الدعاليس طالبوه بوقف المشروع لاعتبارات دينية وأخرى قانونية بذريعة عدم وجود موافقة من عوائل الأسر.
في المقابل يرى فريق آخر من الوجهاء والعشائر أن المشروع ضرورة لأهالي الحي والطلبة في ظل تزايد أعداد الطلبة خلال السنوات الأخيرة وعدم وجود عدد من المدارس يوفر حلا ينهي أزمة التكدس الحاصلة في مختلف المراحل الدراسية.
ووفقًا للمشروع فإنه سيتم نقل رُفات الموتى في منطقة من المقبرة تبلغ مساحتها حوالي (5) دونمات فقط، وذلك لبناء مدرسة ثانوية كبيرة بسعة (25 - 27) شعبة لحل المشكلة الطارئة بخصوص طالبات الثانوية في وسط الشجاعية.
في السياق، قال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر أبو سلمان المغني إن المشروع جاء بطلب عشائري وافق عليه قرابة 60 من وجهاء ومخاتير حي الشجاعية، مضيفًا أن المقبرة بالأساس مهجورة وغير موجودة منذ سنوات.
وأضاف المغني لـ "شبكة قدس" أن الكثير من القبور سلبت وتم البناء فوقها بطريقة غير قانونية وهو ما يتطلب استخدامها في مشروع يخدم الحي، إذ أنه لا توجد في كافة الحي إلا مدرستين للمرحلة الثانوية وهو عدد غير كاف.
وأشار إلى أن كل فصل دراسي يشهد تكدس ما يزيد عن 70 طالبة بواقع 3 دورات مدرسية في اليوم المدرسي الواحد، مشددًا على عدم قبول العشائر والعائلات بأن تذهب الطالبات لأطراف المدينة وهو ما دفع نحو طلب نقل المقابر وإقامة مجمع مدارس حكومي.
وتابع قائلاً: "المشروع يقوم على نقل القبور إلى المقبرة الشرقية شرق مدينة غزة وفقًا للضوابط الشرعية وبرضاء الكثير من العائلات التي وافقت على المشروع أما الرافضين للقرار فهم مستفيدون من بقاء المقبرة بشكلها الحالي".
وأردف رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر: "وفقًا للمشروع سيتم بناء 3 إلى 4 مدارس ما سينهي أزمة حي الشجاعية فيما يتعلق بالمدارس الثانوية الخاصة بالطالبات حيث جاء المشروع من قبل الوجهاء والمخاتير في الحي".
ولفت إلى أن الهيئة العليا لشؤون العشائر أخذت موافقات من العائلات التي تمتلك أكبر حصة من القبور وهما عائلتا المشهراوي والحلو والتان تمتلكان 35 إلى 45 قبرا من أجل نقل القبور الموجودة للمقبرة الشرقية وتنفيذ المشروع.
وأوضح المغني أن عدد المخاتير الرافضين للمشروع يتراوح ما بين 10 إلى 12 ومنهم عدد لا يمتلك أي قبور في المقبرة، مشيرًا إلى أن غالبية المخاتير والوجهاء والذين تقدر عددهم 50 إلى 70 موافقين على إقامة المشروع وتنفيذه.
الحكومة ترد..
من جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن المشروع بالأساس جاء نتيجة طلب تقدمت به العشائر والمخاتير ولجنة حي الشجاعية ولجنة أبناء الحي من أجل إقامة مشروع مجمع مدارس حكومي.
وأضاف معروف لـ "شبكة قدس" أن المشروع في المرحلة الأولى سيوفر مدرستين على أن يرتفع العدد لاحقًا حسب حاجة الطلبة في ظل التوقعات بحاجة الحي لتوفير مدارس تكفي لقرابة 8 آلاف طالب وطالبة خلال السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن إجمالي أعداد القبور الموجود لا تزيد عن 320 قبرا منها 200 قبر لفلسطينيين توفوا في الفترة ما بين عام 1948 وحتى سبعينات القرن الماضي، ومنهم لفلسطينيين من مدينة بئر السبع لا تعرف هويتهم حتى اللحظة.
وأشار إلى أن العائلات التي تمتلك أسماء واضحة مثل المشهراوي والحلو وافقت على المشروع وطلبت نقل القبور بإشراف شرعي من وزارة الأوقاف والصحة وجهات رسمية وشعبية، مردفًا أن المقبرة مهجورة منذ سنوات طويلة. وشدد على أن المشروع يستهدف المصلحة العامة بدرجة أساسية في ظل عدم وجود أي مساحات يمكن تنفيذ المشروع عليها، مؤكدًا على أن المحرك الرئيسي للمشروع هو طلب العائلات ولجان الحي والوجهاء والمخاتير في الحي.