غزة - خاص قدس الإخبارية: أكد مصدر فصائلي مشارك في لقاء العلمين الذي جمع الفصائل الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية لـ "شبكة قدس"، أن اللقاء شهد محاولة واضحة من السلطة الفلسطينية لجر الفصائل لكشف ظهر المقاومة، وأيضا جهد مكثف لخلق نوع من التفرد بقوى المقاومة خصوصا حركتي حماس والجهاد الاسلامي، وهو ما قاد لتفجير اللقاءات، وإفشال أي نتائج كان من الممكن أن تصدر عنها.
حيث سارت اللقاءات التحضيرية بين الوفود الفصائلية بما فيها وفد حركة فتح والذي ضم أعضاء من مركزيتها على رأسهم نائب رئيس اللجنة المركزية محمود العالول، سارت بإيجابية إلى حد كبير، وقد توافقت الفصائل بما فيها وفد مركزية فتح على ميثاق شرف قدمته الجبهة الشعبية، نص على حماية ودعم حق الفلسطينيين في المقاومة بكافة أشكالها، وعلى أولوية الصراع مع الاحتلال، ورفض حرف البوصلة نحو اشتباك داخلي، والتأكيد على أن سلاح المقاومة موجه فقط ضد العدو، ورفض الاعتقالات السياسية التي تشكل أداة لاستنزاف المقاومة واستفزاز للجماهير الفلسطينية التي تخوض مواجهة مريرة مع الاحتلال.
وأشار المصدر للقاء بين الجبهة الشعبية و الرئيس أبو مازن إثر دعوة وجهها الأخير لوفد الجبهة للقاء به في مقر إقامته، باعتباره حدث محوري أوضح نوايا السلطة الفلسطينية، حيث شهد الاجتماع احتداد كبير من نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، إثر إصرار من رئيس السلطة على مساومة وفد الجبهة على حصر ذكر المقاومة في المقترح الذي تقدمت به الجبهة بما سماه "المقاومة السلمية"، مؤكدًا أنه يحتاج لذلك لمخاطبة المجتمع الدولي والولايات المتحدة والمجتمع "الاسرائيلي".
كذلك رفض الرئيس الفلسطيني الإقرار بموافقة وفد حركة فتح على ميثاق الشرف الذي قدمته الجبهة، حيث أكد أن لا أحد مخول بالموافقة على شيء، إلا بتفويض مسبق محدد من أبو مازن وضمن حدود هذا التفويض.
هذا اللقاء تبعته محاولات من بعض المشاركين من بينهم زياد أبو عمرو وبعض من الطاقم الرئاسي لتهدئة الموقف، ولكن كان من الواضح أن الهدف المحدد للرئيس الفلسطيني وطاقمه، هو نزع الغطاء الوطني الفلسطيني عن مجموعات المقاومة وفصائلها، وانتزاع موقف فصائلي يدعم برنامجه ويكشف ظهر المقاومة، وهو ما قاد لقيام الوسيط المصري بتهدئة الوضع قدر المستطاع واقتراح تأجيل النقاش لمعظم القضايا للقاءات مستقبلية.
وشهد اللقاء عدم خروج بيان ختامي مشترك بين الفصائل الفلسطينية حيث اقترحت حركة حماس أن يخرج الرئيس عباس بكلمة ختامية نظرًا للفجوات الكبيرة بين الفصائل في اللقاء.
وخلال الكلمة الختامية دعا الرئيس عباس إلى تشكيل لجنة من الأمناء العامين لاستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وقال الرئيس عباس في الكلمة الختامية لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية :" أدعو هذه اللجنة الشروع فورًا بإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقيات وأمل بعقد اجتماع قريب في القاهرة لنعلن لشعبنا إنهاء الانقسام".