الخليل - قدس الإخبارية: اعتدت عناصر أمنية بلباس مدني على الصحفيين برشهم بالغاز ومصادرة كاميراتهم خلال تغطيتهم وقفة احتجاجية دعت لها كتل طلابية أمام جامعة الخليل، اليوم الخميس،3 أغسطس \آب 2023.
وعرف من ضمن الصحفيين المعتدى عليهم: نضال النتشة وعبدالمحسن شلالدة وساري جرادات ولؤي عمرو.
وقال مشاركون في الوقفة إلى أن العناصر بلباس مدنية اعتدت على الطالبات المشاركات في الوقفة، وصادرت هواتفهم.
وقالت مصادر محلية، أمس الأربعاء 2 أغسطس\آب، إن أمن الجامعة منع طالبات من الكتلة الإسلامية من دخول حرم الجامعة للمشاركة في الوقفة الطلابية الرافضة للاعتقال السياسي، وتم الاعتداء عليهنّ.
إدانات حقوقية
حول ذلك، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة: "تواصلنا مع إدارة الجامعة أمس لحل الأزمة الموجودة، ونفت وجود اعتقال في صفوف الطلبة."
وأضاف أبو سنينة في حديثه لـ "شبكة قدس" إن المصيبة بتدخل الأمن في الجامعات، وأن الفصيل أصبح غاية وليست وسيلة، وما زالت هناك بعض الجهات ترفض استيعاب وجود معارضة وشركاء في البلد، بل وتتعامل هذه الجهات وكأنها "سيد الدنيا"، على حد وصفه.
بدوره، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة لـ "شبكة قدس": ما يجري في جامعة الخليل من منع الكتلة الإسلامية من ممارسة نشاطها الطلابي الاعتيادي باستقبال الطلبة الجدد يأتي ضمن ما تمر به الضفة الغربية من اعتقال المقاومين واعتقال الطلبة المنتخبين.
ودعا خريشة في حديثه لـ "شبكة قدس" الجامعات ووزارة التعليم العالي أن تنتبه لضرورة البعد عن تسييس المؤسسات التعليمية.
واستنكر خريشة الاعتداء على الطالبات، مضيفًا أن ما حدث هو تجاوز للعادات والتقاليد الفلسطينية، ويهدد نسيج الشعب الفلسطيني، ومطلوب من الناس الذين اعتدوا الاعتذار لأهالي الطالبات.
من جانبه، دعا رئيس لجنة الحريات العامة في الضفة مصطفى البرغوثي إلى الإفراج عن جميع الطلبة المعتقلين في الخليل وإعطاء حرية التنظيم والعمل لكل القوى في الجامعات الفلسطينية.
وأكد البرغوثي في حديثه لـ "شبكة قدس" رفض أي اعتداء على الطلابية أو قمع لحرية الرأي والتعبير في كل مكان.
وطالبت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان إدارة الجامعة والجهات المختصة بتشكيل لجنة تحقيق، ومحاسبة كل من يثبت تورطه بالاعتداء على الطلاب والطالبات والصحفيين.
ودعت الهيئة في بيان صحفي إلى احترام العمل الطلابي دون تمييز، وتحييد العناصر الأمنية في أية خلافات بين الطلاب.
وحمّلت مجموعة محامون من أجل العدالة الأجهزة الأمنية المسؤولية عن استمرار تدهور الحالة الحقوقية نتيجة عدم اتخاذ اي إجراءات قانونية تضمن احترام وسيادة القانون.
وقالت المجموعة في بيانها إن الاعتداء على الصحفيين "خطوة في اتجاه تطبيع القمع وتشويه الحقائق رغم ان القانون يكفل حرية العمل الصحفي ويجرم اي اعتداء عليه، وتؤكد على خطورة عدم المحاسبة التي تؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي."
وأشارت المجموعة إلى أن الأجهزة الأمنية شنت اعتقالات عشوائية تجاوزت منذ بداية العام سقف 300 حالة اعتقال بينهم عشرات الطلبة الجامعيين دون مبرر قانوني او مشروع.
فصائل تدين ما حدث في جامعة الخليل
أدانت حركة حماس اعتداء الأجهزة الأمنية على الطلبة والصحفيين في جامعة الخليل، وطالبت بوقف الانتهاكات ضد النشطاء والحريات العامة.
وقالت الحركة في بيانها: " تلك الممارسات المشينة وغير الوطنية ضد الطلاب والطالبات بالضرب والاعتقال والتعذيب والتضييق على أنشطتهم يشكّل انتهاكاً فاضحاً للحريات العامة، كما يعرّض السلم الأهلي للخطر، في وقٍت نحن بأمس الحاجة فيه إلى تعزيز وحدتنا الوطنية ودعم الحركة الطلابية"
وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية السلطة بتحمل مسؤوليتها في منع الممارسات والانتهاكات بحق الطلبة وحقهم في الحرية والعمل الوطني العام، ودعت الفصائل والقوى ومنظمات حقوق الإنسان إلى العمل على لجم الانتهاكات والضغط على "الفئة المتنفذة" في السلطة وأجهزتها الأمنية، حسب وصفها.
من جانبه، أدان حزب الشعب الفلسطيني أحداث العنف التي جرت داخل حرم جامعة الخليل وعلى أبوابها، أمس الاربعاء واليوم الخميس، داعيًا إلى التحقيق فيما جرى بحق "بعض طلبة الجامعة وانشطتهم، وكذلك بحق الصحفيين وفي التواجد غير المبرر لعناصر الأمن على مداخلها"
وطالب هيئات الجامعة الادارية والتدريسية والكتل الطلابية كافة بالتحلي بأقصى درجات التعاون لمعالجة ما جرى بمسؤولية وحكمة، وضمان عدم تكراره، وتوفير الاستقرار للجامعة والبيئة الآمنة لجميع الطلبة والعاملين فيها بما يحفظ حقوق الجميع.
كما وطالب الحزب الحكومة الفلسطينية، بالتدخل لضمان عدم تدخل أجهزة الأمن الفلسطينية بأي صورة من الصور في شؤون الجامعات والانشطة الطلابية فيها.
قال مجلس اتحاد طلبة جامعة الخليل إنه لا يقبل أي تجاوز ويرفض كل مشاهد الكراهية بين الطلاب، وأضاف: "لم ولن يُسجل في تاريخ فتح أنها اعتدت أو هاجمت أو أساءت لأي من حرائر فلسطين الماجدات، ونحن أول من يُعاقب أي شخص يسيء لأي طالبة من طالباتنا، ونؤكد أنه لم يتم فصل أي طالب على خلفية الخلاف الذي حصل أمس".
اعتصام مفتوح استنكار طلابي
وكانت الكتلة الإسلامية وجبهة العمل التقدمي في الجامعة، قد أعلنتا أمس الدخول في اعتصامٍ مفتوح داخل الحرم الجامعي رفضاً للاعتقال السياسي والاعتداء على الطالبات، وذلك وسط انتشار مكثف للأجهزة الأمنية في محيط الجامعة.
واستنكرت الكتلتان الطلابيتان، في مؤتمر لهما، من داخل الجامعة مساء الأربعاء، "اعتداء الشبيبة الطلابية على طالبات الكتلة الإسلامية، وعدم احترامها للعرف، مؤكدتا على الحق في العمل الطلابي والنقابي".
وطالبتا الأجهزة الأمنية بوقف الاعتقال السياسي بحق أبناء شعبنا ومنهم الطالب في الكتلة الإسلامية في الجامعة جابر ارزيقات الذي تم اعتقاله، والإفراج عنه بأسرع وقت، وأكدتا، أنهما يمارسان عملا نقابيا لا يشكل ضررا لأحد، "وإننا سوف نستمر في طريقنا وعملنا النقابي".
وقالت الكتلة الإسلامية في بيان لها، إن عناصر من الشبيبة ورئيس مجلس اتحاد الطلبة أعاقوا نشاط الكتلة الإسلامية بمنع تقديم الهدايا للطلبة الجدد وغيرها من الأمور الإرشادية."
وقالت إنه تم الاعتداء على طالبات الكتلة الإسلامية بالاستيلاء على الأغراض ورمي الضيافة أرضا والاعتداء اللفظي على الطالبات، فيما قامت إدارة الجامعة بفصل الطالب الذي حاول الدفاع عن الطالبات.
وأكدت على أنه في كل المحطًات كان هناك حوار وشكاوى لعمادة شؤون الطلبة ولكن دون استجابة حقيقية، لافتة إلى تحيز العمادة لصالح الشبيبة.
من جانبه، أعلن عميد شؤون الطلبة في جامعة الخليل صلاح الشروف عن "تشكيل لجنة تحقيق حول ما جرى من أحداث بين الطلبة من خلال لجنة النظام للوصول إلى توصيات واضحة سيعلن عنها".
وأضاف الشروف: "الجامعة تدين بشدة وتستغرب الاعتداء على الصحفيين على مدخل الجامعة".
وتابع: "نحمل رسالة لجميع الكتل الطلابية في الجامعة إما أن نعمل معًا أو لا نعمل ولن نقبل باستمرار أي تجاوزات".