شبكة قدس الإخبارية

مختصون يجيبون: لماذا تفجرت الأوضاع في مخيم عين الحلوة؟

مختصون يجيبون: لماذا تفجرت الأوضاع في مخيم عين الحلوة؟
نداء بسومي

رام الله - قدس الإخبارية: تستمر اشتباكات عنيفة، منذ مساء السبت 29 يوليو\تموز 2023، في مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة. 

وقُتل خلال الاشتباكات 11 شخصًا وجرح 40 آخرون في مواجهات مستمرّة منذ السبت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قتل خلالها عنصر من المجموعات الإسلامية، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه في كمين محكم.

حول ذلك، يقول مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح إن مثل هذه الإشكالات التي تحدث بين فترة وأخرى تعود بسبب رئيسي إلى غياب المؤسسة الفلسطينية الرسمية التي تستوعب جميع القوى والفصائل الفلسطينية تحت مظلة واحدة. 

ويضيف صالح في حديثه لـ "شبكة قدس": "تغيب هذه المؤسسة القادرة على استيعاب الجميع، وإدارة الاختلافات الفلسطينية من خلال مرجعية واحدة يحتكم اليها، بفعل حالة الانقسام الفلسطيني ووجود تيارين بين تيار المقاومة وتيار التسوية الذي يسيطر على منظمة التحرير، وبالتالي هذا يوجِد بيئات للاختلافات والنزاعات الفلسطينية في الأماكن المختلفة"

ويرى صالح أن غياب إطار جامع للفلسطينيين، ووجود تيارين في الساحة الفلسطينية فرضت نفسها على حالة التنافس والسعي للسيطرة والنفوذ، وخصوصا سعي حركة فتح وأنصارها للسيطرة بحكم أنها تمثل "الشرعية الفلسطينية" ومدعومة من السفارة والجهات الرسمية الفلسطينية. 

في المقابل، وفق صالح، هناك قوى معارضة لفتح وخيار التسوية وتريد أن تكون لديها حريتها ووجودها على الأرض وترفض هذه الهيمنة، وبالتالي سيسعى كل طرف إلى زيادة المربعات التي يسيطر حليها وتوسيعها، وهذا أيضًا سيزيد الاحتكاكات في المخيمات المكتظة مثل عين الحلوة وغيرها. 

وبينما يربط متابعون لما يجري في مخيم عين الحلوة بزيارة رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج قبل أسبوعين، وأن فتح تعيد ترتيب الأوضاع بما يتناسب مع مصالحها، يتساءل مدير مركز الزيتونة بأنه كيف حدث الاغتيال الأخير للقائد الفتحاوي ومرافقيه في مربع تسيطر عليه فتح بشكلٍ محكم ويصعب اختراقه؟

ويؤكد صالح على ضرورة بناء لجان شعبية تعبر عن الإرادة الحقيقة للمخيم، وقطع الطريق عن المتربصين الذين يريدون إلغاء المخيمات الفلسطيني بحجة السلاح الفلسطيني، وفق تعبيره. 

بدوره، يقول مسؤول العلاقات الإسلامية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا: "إن ما يجري مدان ومستنكر من كل قوى شعبنا وفعالياته، وهو في خانة الشبهة وفي خانة أجندات الاحتلال." 

 ويضيف العينا في حديثه لـ "شبكة قدس": إن الاحتلال من خلال أدواته المأجورة التي تسعى من حين لآخر إلى إبقاء المخيم في حالة نزيف دائم واشتباك دموي داخلي. 

ويشير العينا إلى خطورة ما يجري من مساس بصورة المخيم وما يمثله من رمزية لحق العودة، وبالتالي التأثير على الحاضنة الشعبية لحلفاء القضية الفلسطينية في الساحة اللبنانية الشعبية والفصائلية والحزبية لشيطنة المخيم.

ويؤكد العينا على دعوتهم إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل على معالجة الوضع، وتحديد المسؤوليات، ومحاسبة المتورطين بجرائم الاغتيال وتسليمه الى الجهات المختصة.