القدس المحتلة- قدس الإخبارية: حذرت شخصيات مقدسية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية الجارية في المسجد الأقصى من قبل المستوطنين والجماعات "الدينية" المتطرفة بغطاء من الاحتلال.
وقال نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات إن ما يجري من انتهاكات بحق الأقصى المبارك جريمة حرب ترتكبها العصابات الإسرائيلية بدعم وحماية كاملة من حكومة الاحتلال المتطرفة، وهم يحاولون استغلال أعيادهم لتغيير الواقع في المسجد.
وأكد بكيرات على أن حكومة الاحتلال هي التي تقود مخطط التهويد، ولم يكن كما المرات السابقة التي تدعو فيها جماعات الهيكل الحكومة لتنفيذ السياسات، فهي الآن أصبحت ممثلة في الحكومة وتقود بنفسها الانتهاكات.
وأوضح أن جماعات الهيكل تعمل بشكل مكثف في هذه المرحلة لإضفاء صورة تهويدية تساعدهم في تهويد القدس بشكل كامل، وتغيير الهوية البصرية للمدينة من خلال الاستيطان والهدم.
واستباحت مجموعات كبيرة من المستوطنين بقيادة المتطرف "بن غبير"، صباح اليوم الخميس 27 يوليو 2023، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، في ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وقاد ما يسمى وزير الأمن القومي للاحتلال المتطرف "ايتمار بن غفير" أول فوج اقتحم باحات المسجد الأقصى، كما اقتحم المسجد الوزير المتطرف "يتسحاك فاسرلاوف" وعدد من أعضاء الكنيست.
وذكرت مصادر مقدسية أن قرابة 1050 مستوطنًا اقتحموا الأقصى، وأدوا رقصات وغناء وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى، كما نفذوا ما يسمى "السجود الملحمي" بشكل جماعي، بحماية مشددة من قوات الاحتلال.
بدوره، أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري اليوم الخميس، أن استغلال الجماعات الاستيطانية المتطرفة للأعياد اليهودية؛ ليس أمرا جديدا، "فهي دائما تعمل على تسخير هذه المناسبات للانقضاض على المسجد وواقعه".
وأوضح أن ما يجري في المسجد الأقصى ومحطيه هو جزء من حرب مفتوحة وغير مسبوقة تشنّها العصابات الإسرائيلية، بدعم وتأييد من حكومة الاحتلال المتطرفة.
وقال: "الهدف الرئيسي من هذه الحرب الممتدة هو إنهاء فكرة وجود المسجد الأقصى، وإعلان القدس عاصمة يهودية لكل يهود العالم".
وأشار إلى أنّ الاحتلال بات يُسيّر مسيرات الأعلام بشكلٍ دوري في أزقة القدس بعدما كانت تُنظم مرة أو مرتين سنويًا؛ ليُثبت سيادته الوهمية على المسجد الأقصى، محذرًا من مخاطر وضع الأقصى مجددا على بازار الخلاف السياسي الإسرائيلي، وجعله شماعة ليوحد عبره الاحتلال صفّه.
ودعا إلى شدّ الرحال بشكل دائم ومستمر إلى باحات المسجد، مضيفا: "الرباط لا يحتاج مواسم أو أوقات بعينها، فالأقصى مهدد بشكلٍ غير مسبوق، ويتعرض لحرب وجودية".
وشددّ على ضرورة استنهاض الأمة للقيام بدورها، فالتاريخ لن يرحم صمت أي طرف تجاه ما يجري في باحات المسجد الأقصى.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، إن اقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى هو تأكيد وإمعان في الحرب الدينية المعلنة على المسجد.
وأكد حمادة على أن "شعبنا الفلسطيني لن يكل ولم يمل من مواجهة المحتل، وإذا اغتر الاحتلال بعدوانه على الأقصى فهو واهم".
وشدد على أن "شعبنا الفلسطيني سيكون للاحتلال ومستوطنيه بالمرصاد وسيعلم قريباً عظيم تقديره عند ظنه أن الأقصى ممكن أن يكون في يوم من الأيام مستباح".
واعتبر أن تواجد المرابطين في المسجد الأقصى هو بحد ذاته إحباط لمخططات ومشاريع الاحتلال الرامية لتهويد القدس والأقصى.