فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يتصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي الاهتمامات بآثار الأزمة السياسية السياسية الحالية، التي بدأت على إثر خطة "التعديلات القضائية"، التي صاغها وزير القضاء ياريف ليفين، بدعم من أحزاب "الصهيونية الدينية"، وتفاقمت خلال الأيام الماضية، بعد موافقة "الكنيست" على قانون ينهي "حجة عدم المعقولية" التي كانت تستخدمها المحكمة العليا، في إبطال قرارات وقوانين ترى أنها "غير معقولة".

الأزمة السياسية التي انعكست بشكل قوي على جيش الاحتلال، بعد إعلان فئات من قوات الاحتياط عن رفضها الخدمة العسكرية، احتجاجاً على خطة "اضعاف القضاء"، كما يصفونها، أثارت قلق الولايات المتحدة الأمريكية أكبر حلفاء دولة الاحتلال، وكشف المعلق السياسي في موقع "والا" العبري، باراك رافيد، أن وزير الجيش الأمريكي اتصل بنظيره الإسرائيلي وسأله "إذا كان الجيش ما زال قادراً على العمل".

رافيد قال في لقاء مع إذاعة عبرية وهو يتحدث بــ"دهشة": "لو قلت لك شيئًا كهذا قبل ستة أشهر، لكنت ستخبرني أنني مجنون، من الصعب تصديق ذلك، لكن هذا ما حدث ".

وحذر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوسي يهوشع، من خطورة رفض الخدمة على كفاءة جيش الاحتلال، وقال: "نحن ندخل في فترة صعبة للغاية، إنه أمر خطير للغاية أن يتوقف جنود الاحتياط عن الخدمة، فهذا يضر بكفاءة وقدرة الجيش الإسرائيلي".

وفي مقال على صحيفة "إسرائيل اليوم"، اعتبر الكاتب الإسرائيلي ليليخ شوفال أن جيش الاحتلال "لن يعود إلى سابق عهده" قبل الأزمة، حسب وصفه، وأشار إلى أن التماسك في الوحدات المختلفة "تضرر بشكل قاتل".

وقال: "عدد لا بأس به من العسكريين الذين يدعمون الإصلاح القانوني، وهم قلقون من قرار طيارين وجنود احتياط آخرين إعلان عن عدم نيتهم الامتثال للخدمة بسبب قرارات سياسية".

ويرى شوفال أن "الخطير" في قضية رفض الخدمة العسكرية هو "تطبيع رفض الخدمة وعصيان الأوامر"، وقال: من الآن هناك وظائف شاغرة في “الجيش”، أو يشغلها جنود صغار السن وعديمي الخبرة، مع الأسف الشديد يمكن القول إن الجيش أصبح متوسطا، وكما نعلم، لا توجد تكنولوجيا في العالم يمكن أن تحل محل رصيد بشري ضعيف أو متوسط.

وكان الناطق باسم جيش الاحتلال أكد في لقاء مع صحفيين أن "جهوزية الجيش ستضرر في حال استمرار رفض قوات من الاحتياط أداء الخدمة العسكرية".

وفي سياق رفض الخدمة العسكرية، أعلن 700 طيار وضابط احتياط في سلاح الجو بجيش الاحتلال عن توقفهم عن أداء الخدمة العسكرية، تنفيذاً لتهديداتهم التي أطلقوها منذ أيام، في حال إقرار "الكنيست" لقانون إلغاء "حجة عدم المعقولية"، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 230 طيارا منهم يعملون في الأسراب العملياتية، بالإضافة إلى 80 مدربا في مدرسة الطيران وحوالي 180 عنصرا من مقر العمليات.

وواصل رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، محاولاته لوقف "الضرر" الذي بدأ يتسع جراء رفض الخدمة العسكرية، وقال في رسالة للجنود اليوم: " "يحتاج للذين اتخذوا القرار الصعب بعدم الامتثال، فقط معًا سنحمي البيت، سنتدرب وسنجري الاستعدادات وسنصنع الأشياء معًا، وسنختار الصمود أمام تحديات هذه الفترة المعقدة، لدينا مسؤولية كبيرة".