الضفة المحتلة - خاص شبكة قُدس: تطور نوعي سطرته المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، في الأونة الأخيرة، خاصة ما يتعلق بالعبوات المتفجرة التي باتت تهزّ آليات الاحتلال العسكرية وتوقع فيها الإصابات والأضرار.

في طولكرم وجنين، أرعبت العبوات الناسفة جنود الاحتلال، وأثبتت للجميع أن المقاومة في تطور مستمر رغم استهداف المقاتلين في محاولة لوأد حالة المقاومة المسلحة التي ترعب الاحتلال في الضفة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن العبوات الناسفة، التي تسببت بتعطل مركبات عسكرية للاحتلال في جنين مثلا، تتزايد الخشية الإسرائيلية منها، وبخاصة لأنها آخذة في التطوّر.

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، فإن  الترقية الكبيرة والتطوّر في مستوى العبوات الناسفة، التي يتمّ تصنيعها وتجهيزها في الضفة، تثير خوف وقلق جيش الاحتلال انتشارها وتمددها إلى باقي المناطق.

المحلل السياسي ساري عرابي، قال إن تطور العبوات المتفجرة في الضفة الغربية المحتلة، ينم عن أن حالة المقاومة الموجودة ليست في طور التراجع وإنما في طور التكرس والاستمرار وستعبر عن نفسها دوما بأشكال وأنواع وأنماط متعددة خلال المرحلة القادمة. 

وأشار عرابي لـ "شبكة قُدس"، أن هناك عدة اعتبارات لتطور العمل العسكري في الضفة، أولها وأهمها الإرادة والعزيمة والإصرار والتصميم، وهذا مسار طويل. 

وأوضح، أن هذا المسار مستمر منذ 2014 وحتى اليوم، من الهبات المتتالية  والمحاولات المتعددة لاستنهاض الضفة الغربية المحتلة جهاديا.

وأشار إلى أن تكرس عدد من الحالات الملهمة للجماهير مثل الحالة الأخيرة في مخيم جنين من دور فصائل المقاومة والعمليات الفردية والمقاومة في قطاع غزة وإلهامها للجماهير الفلسطينية بالإضافة إلى تراجع قدرات السلطة الفلسطينية على الهيمنة والسيطرة في الضفة؛ كل ذلك فسح المجال أكثر للمقاومة لتطوير نفسها على نحو ظاهر وملاحظ.

ويرى المحلل السياسي محمد صبحة، أننا في مرحلة تطور فيها كل العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، وهذا واضح في اتجاهات مختلفة. موضحا أن هذا التطور انتشر وتمدد بعدما كان في جنين ونابلس، إلى مناطق أخرى كطولكرم مثلا والوسط والجنوب، كما أن أداء المقاومين تطور وأصبحت هناك يقظة وخبرة لديهم في العمل المقاوم، بالإضافة إلى تطور العبوات الناسفة وهو ما برز في جنين وطولكرم مؤخرا.

وذكر صبحة لـ شبكة قُدس، أن تطور المقاومة وخاصة العبوات الناسفة يربك حسابات جيش الاحتلال الذي يحاول البحث عن ثغرات هنا وهناك لدى المقاومة في محاولة لوأدها.