القدس المحتلة - شبكة قُدس: عدوان واسع على المسجد الأقصى، تخطط له جماعات الهيكل المزعوم التي أعلنت عن تنظيم مسيرة أعلام ليلة عنوانها "حول أسوار عاصمتنا الأبدية والموحدة ذات السيادة".
المسيرة من المتوقع أن تنطلق في الساعة 9:45 دقيقة ليلاً من يوم الأربعاء 26-7، وتهدف إلى التجول بالأعلام الإسرائيلية حول البلدة القديمة في القدس، وستبدأ من "حديقة الاستقلال" غرب البلدة القديمة لتتوجه منها نحو الباب الجديد ثم أبواب الزاهرة والعمود والأسباط لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة إلى ساحة البراق.
وهذا المسار، مطابق تماما، لمسيرة الأعلام السنوية التي ينظمها المستوطنون في ذكرى احتلال القدس.
وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن ما يجري مشروع استيطاني تهويدي، ويعطى أولوية من قبل حكومة الاحتلال للتأثير على التدفق البشري في مدينة القدس وتفكيك الواقع الديمغرافي، مشيرا إلى أن الاحتلال ينظم هذه المسيرات بمزاعم ومناسبات عديدة يمكن استغلالها من أجل تنظيم مسيرات بهذا الشكل.
وأضاف الهدمي لـ "شبكة قُدس"، أن هذه المسيرة تجعل المكون اليهودي ولو كان مؤقتا وجودا طبيعيا وتجعل التدفق البشري في هذا الاتجاه نحو أزقة وبلدات البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى وفي محيطه وجودا طبيعيا، وتجعله يؤثر على نفسية المقدسي وطبيعة الوجود الإسلامي في المنطقة بطريقة يمكن تقبلها.
وأوضح: هذا التكرار لهذه المسيرات الهدف منها التأثير على الواقع الديمغرافي، والتأثير على المقدسيين بإمكانية التعايش معه، وهي بداية حالة انهزام أمام الوجود اليهودي في البلدة، وهو ما يجعل سلطات الاحتلال تحرص على تكرارها.
وبحسب الهدمي، فإن المسرة ليست مجرد مسيرة كما يتم الترويج لها، ولكنها أكبر بكثير من ذلك، لأنها تؤسس لخلق وجود يهودي في المكان وسيطرة كاملة على محيط المسجد الأقصى مما يؤدي إلى إطباق السيطرة على المنطقة والتحكم بدخول المصلين مثلا كما حدث بالأمس وجعل وصول الناس إلى الأقصى أمرا صعبا.
ويرى الهدمي، أن الواقع المقدسي واقع معقد ولا يقتصر فقط على المسيرة هذه ولا على الاقتحامات اليومية التي تجري في الأقصى وكذلك الهجمة الشرسة على مدينة القدس والمخيمات الصيفية والمراكز الجماهيرية وغيرها. وهو ما يتطلب من الشعب الفلسطيني بعمومه والقيادة الفلسطينية بحسب الهدمي، وقفة جادة.
وقال: الشعب الفلسطيني يستطيع أن يجبر الاحتلال على التراجع، بالإضافة إلى وحدة الشعب الفلسطيني، خاصة وأن الاحتلال قلق ومتخوف من انتقال الاحتجاجات من الضفة الغربية المحتلة إلى القدس وهي عناصر قوة في الوقت ذاته للشعب الفلسطيني، وعلى السلطة إعادة علاقتها مع الشعب ووضع خطة مرحلية واستراتيجية ورؤيا واضحة للتحرك، لكي نستطيع مواجهة الخطة الاستراتيجية الإسرائيلية التي لا يمكن مواجهتها بالعمل العشوائي.
الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، قال إن جماعات الهيكل المزعوم تخطط لعدوان واسع على المسجد الأقصى، واعتبر أن المسيرة تأتي ضمن السعي الصهيوني الدؤوب لتحويل "ذكرى خراب الهيكل" التوراتية إلى محطة سنوية لتحقيق قفزات في العدوان على المسجد الأقصى وتأسيس الهيكل في مكانه؛ وهي الذكرى التي تحل يوم الخميس 27-7 -2023 بالتزامن مع الذكرى السادسة لنصر باب الأسباط.
وأضاف ابحيص، أن جماعات الهيكل تسعى في هذه الذكرى إلى تسجيل رقم قياسي للمقتحمين؛ إذ بلغ عددهم في العام الماضي 2,200 مقتحم.
وأشار إلى أن المنظمون أعلنوا أن وزراء وأعضاء في الكنيست سيشاركون في المسيرة؛ في إطار النفوذ غير المسبوق للصهيونية الدينية.
وذكر، أن هذه المسيرة جاءت بدعوة من "ائتلاف الهيكل الثالث"؛ وهو ائتلاف مؤسسات منشق عن "اتحاد منظمات الهيكل" الذي كان فيما سبق يجمع كل منظمات الهيكل؛ ويضم هذا الائتلاف الجديد كلاً من منظمة "جبل الهيكل في أيدينا"، و"إدارة جبل الهيكل" ومنظمة "اتحاد قبائل إسرائيل- يشاي" ومؤسسة "معرفة الهيكل".
وبحسب ابحيص؛ تشارك في الدعوة مؤسسة "إسرائيل إلى الأبد" وهي جمعية يمينية ناطقة باللغة الفرنسية للترويج لرؤى اليمين الصهيوني؛ أما الجهات الداعمة فمن بينها حركة آرييل الشبابية الاستيطانية، وحركة "سيادة" الداعية إلى فرض السيادة الصهيونية على غور الأردن.