فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: الموجة العدوانية التي شنتها ميلشيات المستوطنين على قرى في الضفة المحتلة، خلال الأسابيع الماضية، تؤكد على الإنذارات المتزايدة منذ سنوات حول التشكيلات العسكرية الاستيطانية التي اكتسبت قوة، وقد تصبح في السنوات المقبلة تهديداً وجودياً للفلسطينيين، خاصة في القرى والبلدات القريبة من المستوطنات.
صحفيون ومراسلون إسرائيليون أكدوا أن ميلشيات المستوطنين المنتشرة، في الضفة المحتلة، بات من اليقينات أنها سترتكب مجازر بحق الفلسطينيين.
المحلل الإسرائيلي، ألون بن ديفيد، قال إن ميلشيا "شبيبة التلال" الاستيطانية تحظى الآن بدعم من داخل حكومة الاحتلال وتزايد عدد المنتسبين لها من المستوطنين بشكل كبير، خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى الهجمات العدوانية التي شنتها على القرى الفلسطينية، مثل ترمسعيا وحوارة وأم صفا، وقد بلغ عدد المهاجمين أكثر من 150 مستوطناً، وهو مختلف عن المراحل السابقة.
وأكد أن ميلشيات المستوطنين تحصل على السلاح والدعم في الوقت نفسه، من قبل وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في "الكنيست"، في ظل موقف واضح من شرطة الاحتلال بعدم التدخل في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غبير، أحد قادة تيار "الصهيونية الدينية" لهذه الميلشيات.
الناطق السابق باسم جيش الاحتلال، رونين مانليس، قال إن هجمات ميلشيات المستوطنين على القرى في الضفة المحتلة أخذت في الأسابيع الماضية "طابعاً مختلفا"، حسب وصفه.
وشدد على أن ميلشيات المستوطنين التي نفذت هذه الهجمات تحصل على "دعم كامل" من حكومة الاحتلال، وأشار إلى تصريحات وزير فيها حول أن هؤلاء الذين هاجموا قرية ترمسعيا، وأطلقوا النار تجاه الأهالي فيها، هم "شبان صغار ولطيفون"، حسب تعبيره.
قناة "كان" العبرية التقت مع أحد المستوطنين، في الضفة المحتلة، الذي أكد على اعتناق أفكار الحاخام الصهيوني مائير كاهانا حول واجب تهجير الفلسطينيين من هذه المناطق إلى الأردن.
المستوطن قال لمراسل القناة: نعم كان كاهانا محقاً… يجب إجراء "ترانسفير/ تهجير جماعي للفلسطينيين.
خلال الهجوم الذي نفذته ميلشيات المستوطنين على قرية عوريف جنوب نابلس، الشهر الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو "كنيست" عن حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يتولى مسؤوليات هامة في حكومة الاحتلال، أشرف على الهجمات العدوانية وقادها من مستوطنة "يتسهار".
هذه المشاركة الميدانية لأعضاء في حكومة الاحتلال و"الكنيست" تعزز من الدفعة المعنوية، التي حصلت عليها ميلشيات المستوطنين، بعد وصول قادة في أحزاب "الصهيونية الدينية"، التي تتبنى أفكار طرد الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، إلى مواقع هامة في الجيش والشرطة.