رام الله - خاص قدس الإخبارية: أعادت عبوات جنين التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية خلال الاقتحام الإسرائيلي الأخير للمخيم بتاريخ 19 يونيو 2023، تسليط الضوء على المحاولات التي بذلت خلال العقد الأخير من أجل الوصول إلى هذه المرحلة.
ولا تعتبر عبوات جنين هي المرة الأولى التي تشهد استخدام المجموعات المقاومة لهذا العبوات الناسفة، إلا أنها الأولى من ناحية العبوات شديدة الانفجار التي تحدث أضرارًا بهذه الشكل في آليات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية وتدفع الاحتلال لاستخدام الطائرات الحربية.
وخلال العامين الأخيرين أصدرت الكتائب المختلفة مجموعة من الصور والفيديوهات التي تثبت قيامها بإنتاج عبوات ناسفة محلية الصنع اعتمادًا على عناصرها وقامت بإجراء تجارب عليها سواء في جنين أو مناطق أخرى من أجل استخدامها ضد جنود الاحتلال.
ومع تركيز المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية الضوء على هذه العبوات والخشية من اتساع رقعتها في مختلف مناطق ومدن الضفة الغربية المحتلة، فإن الفترة من عام 2016 شهدت محاولات جماعية وفردية للمقاومين الفلسطينيين لتنفيذ عمليات تفجير من هذا النوع.
ويعيد ما حصل في مخيم جنين لفت الأنظار إلى محاولات تم إحباطها إما من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أو الاحتلال الإسرائيلي لا سيما محاولات علار في طولكرم التي قامت السلطة بتفكيكها قبل تنفيذ العملية، بالإضافة إلى عملية عبوات حزما.
وتعتبر عملية حزما التي نفذت في 10 مايو 2016 من العمليات البارزة خلال السنوات الأخيرة التي أعادت الزخم للعبوات الناسفة للمقاومة الفلسطينية بعد تراجع نمط هذه العمليات أمام المقاومة الفردية من طعن ودهس خلال انتفاضة القدس والسنوات الأخيرة.
وفي حينه، وضعت العبوات قرب حاجز حزما الذي يقع شمال مدينة القدس المحتلة ويفصل المدينة عن الضفة الغربية، ويعتبر مكاناً أمنياً حساساً نظراً لصعوبة زرع أي عبوة بالمكان دون انتباه جنود الاحتلال، ونجحت المقاومة في وقتها باستغلال عنصر المفاجئة وقامت بتصنيع وتمويه وزرع أكثر من عبوة محكمة.
الاحتلال أشار في البداية إلى وجود 5 عبوات في المكان وارتفع العدد بوقت لاحق إذ تم الإعلان بعد أيام عن وجود المزيد من العبوات، وجزء من هذه العبوات مُعدّ بطريقة مفخخة مربوطة ببعضها على بالون غاز، فيما أوضحت التقديرات أن المقاومين وضعوا القنابل الأربع الأولى حتى تنفجر بجنود الحاجز، والخمس الأخرى عندما تأتي قوة أخرى من الشرطة وحرس الحدود ورجال الاستخبارات ويتم تفجيرها.
ويبدو أن الهدف الرئيسي كان خداع جنود الاحتلال وهو ما حصل وأدى لإصابة 3 جنود، إذ تم زرع 4 عبوات ناسفة وهمية – أكياس تحتوي على زجاجات فارغة- وعند الفحص الأولي تبين لضباط الاحتلال أنها عبوات وهمية، وعندما تم الاقتراب من الكيس الرابع، ركله أحد الضباط برجله فانفجرت العبوة الناسفة وأصابته بجروحٍ خطرة فيما أصيب جنديين آخرين بجروحٍ متوسطة.
وبعدها بعامين أعادت المقاومة المحاولة من جديد، من خلال عبوات علار التي زرعت على الطريق في طولكرم قبل أن يتم اكتشافها من قبل الأجهزة الأمنية قبل انفجارها في دوريات الاحتلال.
وفي عام 2018، قامت المقاومة الفلسطينية بإقامة حقل عبوات ناسفة كان معدًا ليستهدف عدة جيبات اسرائيلية، لكن تم كشفه وتفكيكه من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، واعتقال الخلية التي كانت محسوبة على حركة حماس.
في تفاصيل هذا الحدث، صنعت الخلية 13 عبوة كبيرة، وأكثر من ٣٠ عبوة صغيرة الحجم وأخفوها في في أحد المخابئ في الجبال القريبة في علار.
وكانت خطة الخلية تفجير مجموعة من العبوات بالجيبات في منطقة علار بطولكرم، ثم تفجير البقية في الجنود عند نزولهم منها، إلا أنه تم اكتشاف العبوات وتفكيكها بالكامل.