جنين المحتلة - خاص شبكة قُدس: قال أكرم الرجوب، محافظ محافظة جنين وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن ما يجري في جنين مشهد متزاحم بالأحداث والاقتحامات المتكررة والمتتالية وعنف كبير يستخدمه جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين وحالة من الترقب من قبل الفلسطينيين في المحافظة، بالإضافة إلى وجود تداعيات على الوضع الداخلي بمحافظة جنين تمس الأوضاع الاقتصادية والأمن.
وأضاف الرجوب في برنامج حوار قدس الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، أن محافظة جنين كان من أبنائها من حمل السلاح وواجه الاحتلال، وهذا من أهم الأسباب التي تجعل الاقتحامات الإسرائيلية متكررة، ولكن استخدام الاحتلال العنيف للقوة يعتبره الاحتلال رسالة ترهيب للشعب الفلسطيني، يسعى من خلالها لكسر روح المقاومة عند الفلسطينيين.
وأردف، أن مخيم جنين يعاني الكثير من الضغوطات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وما يجري في المخيم غاية في التعقيد، خاصة في ظل ما يصدره الاحتلال للإعلام، "والحقيقة أن العنف الإسرائيلي موجه ضد المجتمع الفلسطيني وأبناء جنين يدافعون عن أنفسهم ويقتلون وهم يدافعون عن أنفسهم وعن أهاليهم وبيوتهم".
وعن دور المحافظة، قال: المحافظة تقوم بدورها المعتاد بشكل طبيعي، نتواصل مع الناس ونتلمس همومهم ونقدم ما يمكن تقديمه لأبناء شعبنا بالإمكانات المتاحة والتي هي محدودة.
وبحسب الرجوب فإن عدم الاستقرار السياسي سيؤدي إلى استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة، والاحتلال أساس الإرهاب على أرض فلسطين، والحل لوجود استقرار سياسي هو زوال الاحتلال، "ولكن كيف سيزول الاحتلال ونحن منقسمون ونحن لا توجد لدينا خطة استراتيجية لمواجهة الاحتلال بما يشمل كل القوى السياسية والتنظيمات الفلسطينية، وغياب هذه الأمور سبب ضعف لكل القوى السياسية الفلسطينية ونقطة قوة للاحتلال".
وأكد الرجوب، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يبق أي تفاهم مع السلطة وغير السلطة، والاحتلال لا يريد لأي دور من السلطة بأن تكون قريبة من أبناء شعبها ويريد أن يعمل تفاهمات جانبية، ويعمل من أجل إضعاف السلطة واقتطاع أموال الضرائب.
وقال: يوجد حديث على الطاولة والسلطة ليست عشيقة لإسرائيل وتعمل معها اتفاقيات جانبية وتحت الطاولة، وإنما إن كان هناك شيء تجلس على الطاولة وتخاطب الشعب الفلسطيني، ولكن الاحتلال الإسرائيلي. مضيفا: الساحة الفلسطينية منقسمة وجميعنا ارتكبنا أخطاء جسيمة بحق قضيتنا وعلينا أن نعيد النظر في كل شيء.
وأشار الرجوب إلى أن أبناء الأجهزة الأمنية هم أبناء الشعب الفلسطيني والذي يمارس على الفلسطينيين يمارس على ابن الأجهزة الأمنية كمواطن فلسطيني، "وكم من عناصر الأجهزة الأمنية ارتقوا برصاص قوات الاحتلال، وتسليط الضوء على أبناء الأجهزة الأمنية ومواجهتهم الاحتلال شيء مستغرب، لا عدل فيه، لأن ابن الأجهزة الأمنية ابن الشعب الفلسطيني ومن حقه أن يمارس حقه في مواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة".
وأردف: أنا لا أتعامل مع مسلحين بل أتعامل مع المواطن الفلسطيني في إطار النظام والقانون بغ النظر عن عمله وعن انتمائه، "والملتزم بالقانون أهلا وسهلا به وأضعه على رأسي، ومن يتجاوز القانون ليس مسموحا له، وأنا لا أتعامل مع تنظيمات بل مع سياسة النظام والقانون، ومن يتجاوز القانون سيحاسب بغض النظر عن كونه مسلحا أو غير ذلك".
وعن اعتقال المطلوبين، قال: لا يوجد لدينا اعتقال سياسي، ولدينا اعتقال بسبب تجاوز القانون إما على سلاح أو على أموال، والاعتقال السياسي، والمؤسسات الحقوقية من وجهة نظري ليست نزيهة في تشخيص الحالة. متسائلا في ذات الوقت: هل هناك نظام في العالم لا يعتقل على خلفية سياسية!، ولا أريد إجراء مقارنات بين الضفة وغزة، ولكن نحن نعيش في بيئة قد يكون التشخيص فيها على خلفية سياسية وأسباب أخرى قانونية مثلا لأن شخصا قام بخدمة حركة حماس بشيء غير قانوني مثلا بالسلاح والأموال.
وعن ممارسة السلطة ضغوطا على المقاومين الفلسطينيين لإجراء تسويات معهم، قال: اسألوا المسلحين، وأنا ليست لدي فكرة عن ماذا تتحدثون.
وقال الرجوب: الحديث عن تغيير السلطة في تعاملها مع الاحتلال الإسرائيلي له علاقة بالحضور على الأرض، يجب أن نفهم جيدا أنفسنا وكذلك عدونا، والسلطة غيرت كثيرا في سياسات التعامل مع الاحتلال، وهناك وقف للحوار مع الإسرائيليين والمفاوضات منذ سنوات طويلة.
وأضاف: على الأرض، حركة فتح ليست راضية عن الكثير من الأمور، وأنا شخصيا لست راضيا عن الكثير من الأشياء على الأرض، مثل "لماذا يرتقي 10 شهداء في لحظة دون أن يصاب جندي إسرائيلي، أليس مطلوبا أن يكون هناك توجيه للمقاومين بالحيطة والحذر في التعامل مع الاحتلال من قبل الجهات التي توجه وتنظم المقاومين".
وأردف: أنا لست مقتنعا بأن تمتلك حماس قطعة سلاح واحدة تحت شعار المقاومة، لتستخدمها ضدي لاحقا، وحماس يجب أن لا تمتلك لا سلاح ولا قوة، وهذه قناعاتي.
وعن إطلاق النار الذي تعرضت له المقاطعة قال: نحن تعاملنا بمنتهى الأخلاق والقيم الوطنية، ولم نرد برصاصة، لأن أي قطرة دم تسقط سيستثمرها الاحتلال، أما أن يصل الأمر إلى حد الفجور وإطلاق النار بشكل كثيف على مقرات الأمن والمقاطعة واستغلال الأحداث من أجل إسقاط السلطة والمس بكرامة رجل الأمر، فإن هذا الأمر لم يعد محتملا، ومن يطلق النار علينا سنطلق النار عليه وهو ما حصل قبل أسابيع، مقراتنا ومكاتبنا خط أحمر.
وبشأن قمع المسيرة التي خرجت تنديدا بجريمة إعدام الشهيد الشيخ خضر عدنان في جنين، قال: إنه تم قمع المسيرة لأن المقاطعة تعرضت قبل المسيرة بأسبوع لإطلاق نار كثيف وبلغنا بشكل واضح وصريح أن أي مسيرة مسلحة لن نسمح بها، وقمع المسيرة كان لأن فيها مسلحين ونحن أبلغنا قبل الحدث بساعات "وهذا الموال بدنا نبطل نغنيه".