شبكة قدس الإخبارية

الجاسوس الذي خدع المخابرات الإسرائيلية لسنوات.. الكشف عن تفاصيل أشهر عملية تجسس لصالح مصر

647a08334236040cc36a3ba5 (1)

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: كشفت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل أشهر عملية تجسس لصالح المخابرات المصرية، التي زرعت جاسوسا في قلب تل أبيب قبل 65 عاما والذي عمل ضابطا في جيش الاحتلال.

الجاسوس يدعى أولريش شنفت، وكان يعرف باسم غابرييل سوسمان في جيش الاحتلال الإسرائيلي وكان عضوا في "الوكالة اليهودية"، حتى أصبح جاسوسا في خدمة مصر.

بحسب الصحيفة، فإن غلاف الملف المتعلق بالقضية الخاص بالشاباك وضعت عليه صورة جندي إسرائيلي ولد عام 1923 في ألمانيا وهاجر إلى فلسطين المحتلة عام 1948.

وعن تفاصيل القصة، قالت هآرتس إنها تعود لرجل ألماني من قوات الأمن الخاصة تنكر في زي يهودي بعد "الهولوكوست"، وجاء إلى تل أبيب على متن سفينة للمهاجرين، واعتقل في قبرص، ثم أطلق سراحه، وجند في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح ضابط مدفعية وبعد ذلك هرب، ثم جندته مصر لصالحها، ولكن تم اعتقاله في عملية مشتركة مع الشاباك والموساد، وتم سجنه وترحيله.

وتشير الوثائق إلى أن سوسمان تنكر بزي يهودي بعد الحرب العالمية الثانية واستقل سفينة غادرت مرسيليا إلى الاحتلال الإسرائيلي في عام 1947، لكن البريطانيون استولوا عليها، ثم تم إرساله إلى معتقلات قبرص حيث انضم إلى عصابات "الهاغاناه" – النواة الأولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي فيما بعد - وشارك في محاولات الهروب من الجزيرة القبرصية.

وفي عام 1948 هاجر إلى تل أبيب، وانضم إلى كيبوتس "كريات إينافيم" وتجند في جيش الاحتلال، وبعد بضعة أشهر تم إطلاق سراحه وانتقل إلى مستوطنة بالقرب من عسقلان، وعمل في  دائرة الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية وكان نشطًا أيضًا فيها وبعد ذلك انضم لقوات الاحتياط، وخضع لدورة ضابط وتم تجنيده في سلاح المدفعية، وفي عام 1954 أصبح جاسوساً في خدمة مصر.

ويصف ملفه لدى "الشاباك" الشكوك التي أثيرت منذ عام 1952 وما بعدها والمحاولات الفاشلة لتتبع ماضيه، حيث بدأت ملاحقته في بداية ذلك العام، بعد أن تقدم للخدمة في جيش الاحتلال النظامي، وكان رد الشاباك "في هذه المرحلة، نعارض التجنيد فهو لم يبلغنا بدينه بعد، وبالتالي نطلب محاولة إجراء تحقيق كامل في ماضيه".

وفي وثيقة أخرى من العام نفسه، قُدمت الشبهة المركزية لأول مرة ضده حيث تقول الوثيقة: "مظهره كألماني مسيحي وليس كيهودي".

ووفق تحقيقات الشاباك، فإن الشبهات التي أثيرت حول سوسمان عززتها حادثة العثور على ذخيرة ومتفجرات في غرفته، وحتى ذلك، لم تتمكن مخابرات الاحتلال من التثبت من هويته وماضيه.

وطلب الشاباك من الموساد معرفة من كان أصدقاؤه أثناء تواجده في جيش الاحتلال، لأنه لا يرتبط بأي شخص في مكان إقامته.

وتظهر واحدة من الوثائق، أن اسم العميل، لا يظهر في سجلات اليهود المهاجرين، ولا يوجد ملف باسمه في قسم الاستيعاب بالوكالة اليهودية، وفي عام 1954 ورد تقرير يفيد باختفائه دون إبلاغ وترك معظم ممتلكاته وملابسه العسكرية.

واتضح لاحقا أنه غادر، وعرض خدماته على جهاز المخابرات العامة المصرية مقابل تأشيرة دخول إلى ألمانيا، وذهب إلى القاهرة وقدم معلومات سرية ومهمة للغاية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت وثيقة أخرى عن المعلومات التي قدمها، بما في ذلك تفاصيل عن الكتائب العسكرية والقيادات الكبيرة في جيش الاحتلال ومواقع الوحدات والمعدات وعدد السلاح، وغالبيتها كانت معلومات سرية وتضر بأمن جيش الاحتلال وقدرته.

وجاء في تقرير الشاباك أنه تم الاتفاق على أن يسافر مرة أخرى إلى الاحتلال لجلب الأخبار وفقا لإيجاز قدم إليه، وقامت المخابرات المصرية بتزويده بجواز سفر وكاميرا وحصل على 200 دولار كدفعة أولى، وطلب منه أن يصور كل الأشياء العسكرية، ويقوم بجولة ويبلغ عن تحركات جيش الاحتلال.

واعتقل سوسمان عام 1956 بعد هبوطه في مدينة "اللد" وحكم عليه بالسجن سبع سنوات بعد إدانته بالتجسس، وكتبت المحكمة "حصل على ثقة السلطات العسكرية من أجل الوصول إلى الأماكن التي يمكنه فيها الحصول على الكثير من المعلومات السرية ومن ثم نقلها إلى العدو".

وفي عام 1958 تم الكشف عن العلاقة بينه وبين زوجة الرجل الذي كان يعيش معه وأنها كانت من بلغ عنه بعدما رأت جواز سفره المصري.

وذكرت صحيفة هآرتس أنه "رجل من قوات الأمن الخاصة الألمانية كان ضابطا في جيش الاحتلال  الإسرائيلي تجسس لصالح مصر وسجن وبعد فترة، طلب تقصير عقوبته، واعترض رئيس الشاباك في ذلك الوقت، عاموس مينور".

علاوة على ذلك، فإن موقف الشاباك ينص على أن هذا "مثال على أجنبي يدخل تحت ستار يهودي، ويحاول الاندماج لغرض التعلم والمعرفة، ويستخدم معرفته من أجل تخريب إسرائيل".