شبكة قدس الإخبارية

الحرب على الأقصى: تعاون عالٍ بين المستوطنين وحكومة الاحتلال لتحقيق "التقسيم"

photo_2023-05-30_11-19-23

القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: حرب الاحتلال على القدس المحتلة لفرض معادلات ترسخ سيطرته على المدينة، وفي القلب منها المسجد الأقصى، تجري في خطوات يومية ومتتالية لا تتوقف، في سياق مشروع استعماري أكبر يعمل في التفاصيل الصغيرة والكبيرة.

ميلشيات المستوطنين واصلت اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وصباح اليوم اقتحمت المسجد بقيادة الحاخام إيهودا غليك بحماية من شرطة الاحتلال التي ضيَقت على المصلين فيه.

وخلال الاقتحام، أدى المستوطنون بقيادة غليك صلوات تلمودية علنية بينها "السجود الملحمي" بحماية من شرطة الاحتلال، في سياق محاولات تكريس الفصل الزماني والمكاني للمسجد، وتثبيت القواعد التي يعمل المستوطنون عليها منذ سنوات، وهي "الحق" في أداء طقوسهم فيه.

يعمل الاحتلال خلال "الأعياد اليهودية" على تكريس مفهوم "التقسيم" في المسجد الأقصى، من خلال تحديد وقت لاقتحامات المستوطنين في الفترة الصباحية وبعد صلاة الظهر، والتضييق على الفلسطينيين من خلال منع الشبان من دخول المسجد، خلال فترة الاقتحامات، تزامناً مع السماح للمستوطنين بأداء الصلوات التلمودية بشكل علني.

وفي المنطقة المحيطة بالأقصى، أقام الاحتلال احتفالاً في منطقة القصور الأموية بمناسبة ما يسمى "عيد الأسابيع" اليهودي، تزامناً مع مواصلاته الحفريات في ساحة البراق غربي المسجد.

وفي سياق التعاون بين حكومة الاحتلال والجماعات الاستيطانية، عقد وزراء في حكومة نتنياهو التي يسيطر عليها تيار "الصهيونية الدينية" اجتماعاً، قبل أيام، مع قادة في جماعات "الهيكل" داخل الأنفاق المجاورة للمسجد الأقصى المبارك.

خلال الاجتماع قال رئيس "الكنيست"، عمير أوحانا، إن من يسيطر على الأقصى يسيطر على القدس ومن يسيطر على المدينة يسيطر على كل "أرض إسرائيل"، حسب تعبيره المزعوم، وفي خضم التصريحات المتبادلة بين قادة الحكومة و"الكنيست" مع مسؤولي الجماعات الاستيطانية، قالت وزيرة النقل في حكومة الاحتلال ميري ريغيف: "يا له من تحول كبير أحدثناه في المكان، مهمتنا هي الصعود إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وقول الأشياء التي نؤمن بها حقاً، لأن هذه بلادنا وقدسنا وجبل المعبد لنا".

حكومة الاحتلال التي عقدت اجتماعها، في 21 أيار/ مايو الحالي، في نفق قرب المسجد الأقصى كانت قد أعلنت عن تخصيص 17 مليون دولار لتطوير الأنفاق وتسريع عمليات تهويد محيط المسجد والبلدة القديمة، بالإضافة لحزمة أخرى من الخطط لضمان السيطرة على القدس المحتلة، التي أقرَ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "المعركة عليها لم تنته بعد"، في إشارة إلى الصراع اليومي مع الفلسطينيين الذين ما زالوا صامدين فيها رغم كل إجراءات ومخططات التهجير المنظمة التي يتعرضون لها.

وفي ذات السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن "لوبي" داخل "الكنيست" يضم ثلاثة من أعضاء حزب "الليكود"، بالتحالف مع منظمة "بيدينو" الاستيطانية، التي تُشجع اقتحامات المسجد الأقصى، من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لإعلان فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية"، في المسجد.

تزامناً مع الاقتحامات، واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقالات والمداهمات في بلدات وأحياء القدس المحتلة، ومن المسجد الأقصى اعتقلت عدداً من الفلسطينيين بينهم مجموعة من كوادر إقليم فتح في القدس، عرف منهم: عاهد الرشق، وإياد بشير، وهاشم شقير، إضافة إلى المصور الصحفي أحمد جلاجل.

الاعتقالات والاقتحامات للأقصى تزامنت أيضاً مع تكثيف البناء الاستيطاني، في المدينة، وإجبار عدد من العائلات على هدم منازلها ومنشآتها التجارية، في سياق عملية عكسية من تثبيت المستوطنين ومحاولة طرد الفلسطينيين، كما حصل في قرية بيت حنينا التي كثف الاحتلال اقتحاماته لها بعد أيام من إعلانه عن إقامة وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "راموت" المقامة على أراضيها.

#القدس #الاحتلال #الأقصى